محتويات
الرسول الصادق الأمين قدوة لنا
الصدق والأمانة اجتمعتا في خير البشر وسيد الأولين والآخرين محمد خاتم النبيين -صلى الله عليه وسلم-، فكان صادقاً أمينًا قبل النبوة وبعدها، في حله وترحاله، في حِلمه وغضبه، في شيخوخته وصباه؛ ولذا وجب أن يكون قدوة لنا في سائر الأخلاق عامة، والصدق والأمانة خاصة.
كيف لا وهو القائل: “إنَّ الصدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي الجنة”، وهو القائل: “أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك”، فاجعل رسول الله قدوتك وأنموذج مسيرتك.
الرسول الصادق الأمين معلم أخلاقي
(إنَّما بُعثت لأتمم محاسن الأخلاق) هذا هو عنوان الرسالة المحمدية، بناء القيم الأخلاقية الراسخة، ونبذ ما يضادها ويخالفها، ولذا كان -صلى الله عليه وسلم- معلم البشرية الأول، وصانع جيل الأخلاق للعالمين. علَّمنا أنَّ الصدق نجاة، والكذب خيانة.
علَّمنا أنَّ الأمانة تاجٌ فوق رؤوس المخلصين، علَّمنا أنَّ الابتسامة عبادة، والعفو عزة، والتواضع رفعة، علَّمنا من المكارم أرفعها ومن المعاني أسماها وأنبلها.
الرسول الصادق الأمين مثال للتسامح والرحمة
في نهاية الأمر، انظر إلى مشهد أهل مكة وهم ينتظرون أمر النبي حين فتحها، القلوب واجفة، والأبصار خاشعة، هم من عذَّبوه، وطردوه، وكذَّبوه، ماذا سيفعل بهم؟ ما نوع الانتقام الذي سيريهم إيَّاه، لا هذا رسول الله ونبي الرحمة المهداة، والنعمة المجتباه، خاطبهم بقوله: “اذهبوا فأنتم الطلقاء” نعم اذهبوا فأنتم أحرار.
هنا تتجلى أسمى معاني الرحمة والسماحة والعفو عند المقدرة، هنا يظهر النموذج الأرقى والأسمى للبشرية؛ ليقول للأجيال القادمة، وليقول لكل من لم يره: هذا محمد، وهذا الإسلام.
لا يسعنا في منتهى حديثنا إلا أنَّ نقول: إنَّ الأخلاق الإنسانية جواهر كامنة في نفوس أصحابها، تُظهرها المواقف الحقيقية، والوقائع الحياتية، ومن كان برسول الله مقتدياً ممتثلاً كانت أخلاقه به أولى وألصق، ومعاملاته بهديه أقرب وألحق، فكن صاحب شرف بالاقتداء به، ومثال يحتذى بأخلاقه.