محتويات
خطوات الدراسة الفاعلة
تعد الدراسة الفاعلة من أهم الأساليب النافعة في تحصيل أعلى مستويات الفائدة المرجوة من دراسة مادة معينة، سواء كانت مادة دراسية مقررة أو غيرها، مما قد يشدُّ انتباه الفرد للاستزادة في موضوع معين.
التخطيط
كأي عمل يود أن يقوم به الفرد لا بد من التخطيط الصحيح له، والذي يساعد على ترتيب الأولويات وتنظيم المواضيع المراد دراستها، بدءاً من الأهم فالمهم وهكذا. هذه الخطوة تشمل تعيين برنامج زمني مرن يناسِبُ نشاط الفرد، وبالطبع يوضح الأقسام المطلوب إنهاؤها من المادة الدراسية في مدة زمنية معينة.[١]
كذلك فإن التخطيط الجيد يساعد الفرد على إدراج كل المواضيع المطلوب دراستها، دون نسيان أي منها، وتصنيف هذه المواضيع ما بين السهل والصعب الذي قد يتطلب وقتاً أطول في الدراسة. بالإضافة إلى ذلك فإنه يسهّل على الفرد تتبع ما أحرزه من تقدم في دراسة مواضيعَ معينة، الأمر الذي يساعده على تطوير برنامجه الزمني في الدراسة.[٢]
التجهيز
قبل البدء بمرحلة الدراسة الفعلية لا بد من تحقق خطوة أساسية وهي التجهيز والتي تشمل:
- الاستعداد من الناحية النفسية، وذلك عن طريق تذكير الفرد نفسه بالهدف المنشود من دراسة المادة المطلوبة، وأنه قادرٌ على ذلك لما يملكه من قدرات تعزِّز من ثقته بنفسه .[٣]
- اختيار الوقت الملائم للدراسة، والذي يجد فيه الفرد أنه أكثر إنتاجية ونشاطاً، والذي قد يختلف من شخص لآخر حسب الأولويات ونمط الحياة.[٤]
- تهيئة المكان الملائم الذي يحقق شروط المكان الدراسي المثالي؛ كالإنارة الكافية والهدوء، وتجنب كل ما قد يُلهي الفرد، ويشتِّت من تركيزه.[٤] إن التشتت قد يحدث بسبب عوامل مختلفة، منها العوامل الجسدية مثل الشعور بالإرهاق الناتج عن المرض، أو قلة النوم، أو التغذية غير السليمة. وأيضاً تلعب العوامل النفسية دوراً كبيراً في تشتُّت التركيز، مثل اضطراب العلاقات الأسرية، أو حدوث الخلافات بين الزملاء، أو القلق، وغيرها من العوامل التي تؤثر في نفسية الفرد، وتقلل من تركيزه في دراسته.[٥]
- توفير الأدوات اللازمة للدراسة مثل دفاتر الملاحظات، والأقلام، والآلة الحاسبة، وغيرها من الأدوات التي تتطلبها دراسة المادة المقررة، وذلك من أجل توفير الوقت والجهد في البحث عن هذه الأدوات أثناء الدراسة.[١]
القراءة والتلخيص
في هذه الخطوة تبدأ مرحلة الدراسة الفعلية للمادة المطلوبة، والتي تشمل:[٦]
القراءة
عند قراءة المادة لأول مرة، لا بد من إجراء المسح العيني السريع، والذي يهدف إلى أخذ نبذة سريعة عن الموضوع دون التعمق في التفاصيل، حيث إن هذه الطريقة تمهِّد للفرد استيعاب ما يتناوله الموضوع بشكلٍ عام. بعد ذلك يمكن للفرد أن يعيد القراءة مرة أخرى، لكن بتمعن من أجل تحليل الموضوع بتفاصيله، والتمهيد لخطوة التلخيص.[٦]
التلخيص
مما لا شك فيه أن التلخيص يعتبر من الأدوات المساعدة لإيضاح المعلومات، و حفظها، وتذكرها مهما بلغت دقتها وكميتها. أيضاً فإن التلخيص مرغوب لما فيه من توفير الوقت والجهد اللازم لاستعادة المعلومات في مرحلة ما بعد الدراسة. هناك ثلاث طرقٍ ممكنة يتم اتباعها في التلخيص:[٦]
- الطريقة النثرية: تعتمد هذه الطريقة على الأسلوب النثري الذي يغطي نسبة مكثفة وكبيرة من النص الأصلي للمادة.
- الطريقة الهيكلية: تهدف إلى الاختصار من خلال استخدام كلمات أو فقرات مفتاحية تدل على أفكار تلخص الفكرة الرئيسية، بشكل متدرج مبتدئاً بالصورة العامة للموضوع، ومنتهياً بآخِر تفرعاته.
- طريقة الأشكال والخرائط العنكبوتية: تلجأ هذه الطريقة للأسلوب الرسومي، حيث إنها تستخدم أشكالاً بسيطة كالمربع، أو الدائرة، التي ترتبط بأسهم وخطوطٍ، وذلك من أجل تكوين شكل إيضاحي لمكونات الموضوع، وأقسامه، وتفرعاته المتعددة، والذي يعتبر حلاً فعالاً في تلخيص المواضيع ذات التفاصيل والتصنيفات المتشابهة والعديدة.
الحفظ والاسترجاع
عند البدء بحفظ المعلومات تتضح ميزة أخرى للتلخيص الجيد وهي سهولة حفظ المعلومات واسترجاعها بسرعة. إن عملية الحفظ وسرعتها تختلف من شخص لآخر بناء على قوة الذاكرة وطريقة دراسة المادة المطلوبة، إلا أنه من الممكن تسهيل هذه العملية من خلال تكرار المعلومة عدة مرات، الأمر الذي يساعد على نقل المعلومة من نطاق الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى.[٧]
بالإضافة إلى ذلك يمكن تقسيم المعلومة إلى عدة أقسامٍ، مثلاً عند حفظ الأرقام أو النصوص الطويلة، الأمر الذي يساعد على الحفظ والاسترجاع السريع. كما أنه يمكن تكوين صورة ذهنيةٍ للمعلومة، كربطها بشيء معروف للفرد، كموقف، أو حدث معين، أو شخص مشهور، أو مكان محدد، أو لون مفضل أو فكرة، وغيرها من الخيارات التي يمكن استحضارها بسرعة.[٨]
أيضاً هناك طريقة التجميع الذكي، والتي تقتضي بإيجاد أوجه التشابه بين أجزاء مختلفة من الموضوع نفسه، والذي يساعد على ربط أفكار عدة مما يجعلها سهلة الحفظ والاستعادة. أما بالنسبة لخطوة الاسترجاع التي تلي الحفظ، فقد يفيد أسلوب التفريغ في هذه العملية. إن هذا الأسلوب يعتمد على تفريغ ما تم استحضاره من معلومات عن طريق عدة وسائل كالكتابة، والمناقشة مع الأشخاص الملائمين كزملاء الدراسة، وأيضاً التدرب على حل الامتحانات والتمرينات اللازمة.[٩]
بعد تحقيق هذه الخطوات والالتزام بها وملاحظة التقدم في الدراسة، لا بد من اتباع نظام المكافأة الذي يهدف إلى منح الفرد نشاطاً مفضلاً لديه، مثل تناول وجبة معينة، أو قضاء وقت مع الأصدقاء، أو الذهاب في نزهة، وغيرها من الخيارات الترفيهية التي تساعد على شحن طاقة الفرد وتحفيزه وتشجيعه على الدراسة.[٣]
المراجع
- ^ أ ب “How to Study Effectively”, Webster University, Retrieved 10-12-2017. Edited.
- ↑ حمدي عبد الله (2008)، مهارات في فن المذاكرة (الطبعة الأولى)، الجيزة: مكتبة أولاد الشيخ للتراث، صفحة 81. بتصرّف.
- ^ أ ب John M. Grohol (17-5-2016), “10 Highly Effective Study Habits”، PsychCentral, Retrieved 10-12-2017. Edited.
- ^ أ ب Donna Thompson, “How to study efficiently and effectively”، Library of Simon Fraser University, Retrieved 10-12-2017. Edited.
- ↑ كيفن بول (2008)، ادرس بذكاء وليس بجهد (الطبعة الرابعة)، الرياض: مكتبة جرير، صفحة 77. بتصرّف.
- ^ أ ب ت رضا مدبولي (17-5-2004)، “مهارات المذاكرة”، islamtoday، اطّلع عليه بتاريخ 12-10-2017. بتصرّف.
- ↑ “How to Study More Effectively – Top Methods for College”, Discover Business, Retrieved 12-10-2017. Edited.
- ↑ “Studying effectively”, The University of Queensland, Retrieved 12-10-2017. Edited.
- ↑ أمين صبري (2010)، 30 قانون للمذاكرة الفعالة (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار أجيال للنشر واتلوزيع، صفحة 116-119. بتصرّف.