'); }
المرأة في الإسلام
أعطى الإسلام للمرأة دورها الذي يتلاءم مع قدراتها وسماتها الشّخصيّة، فقد أتاحت الشّريعة الإسلاميّة للمرأة أن تمارس مهامّاً كثيرة في المجتمع الإسلامي ومن بينها مهمّة تطبيب الجراح، وإزالة آلام النّاس، وفي الوقت الذي كان فيه رجال الأمّة يخوضون غمار الحروب والمعارك فقد انبرت النساء لمهمةٍ جليلة عظيمة وهي التّمريض.
أوّل ممرّضة في الإسلام
إنّ مهنة التّمريض في الإسلام تتناسب مع شخصيّة المرأة المسلمة، فالمرأة بطبيعتها التي خلقها الله عليها رقيقة المشاعر، مُرهفة الأحاسيس، تحبّ البذل والعطاء بما أودع الله فيها من مشاعر الحنان والعطف، وبما حباها الله من قدرة على الرّعاية وتخفيف آلام النّاس .
'); }
قد سجّل التّاريخ الإسلامي كثيرًا من المواقف المشرّفة للنّساء اللواتي شاركن في المعارك، والحروب الإسلاميّة من خلال مهنة التّمريض، فقد كانت كثيرٌ من الصّحابيات وعلى رأسهم أمّهات المؤمنين يشاركن في إسعاف الجرحى وتطبيبهم، ومن بين من اشتهر من الصّحابيّات في أداء هذه المهمّة الصّحابيّة الجليلة رفيدة الأسلميّة التي تنتسب إلى قبيلة أسلم في المدينة المنوّرة؛ حيث كانت من أوائل من آمن بالدّعوة الإسلاميّة، وقد وقفت هذه السّيدة العظيمة مع المسلمين في معاركهم وغزواتهم من خلال خيمةٍ تمريضيّة كانت تنصبها لإغاثة الجرحى وإسعافهم وإزالة آلامهم والتّخفيف منها، وقد كانت -رضي الله عنها- مثالاً في الورع والتّقوى وحسن الخلق، كما كانت مثالاً في البذل والعطاء والتّضحية؛ حيث روي أنّها كانت تنفق على خدماتها وأعمالها السّامية من حرّ مالها الخاصّ ولم تكن تأخذ من مال المسلمين نظير هذا العطاء محتسبة الأجر من عند الله تعالى على ذلك ، وقد كان النّبي يحترمها ويبجّلها لدورها الرّائد ومواقفها المشرّفة.
رفيدة الأسلمية في غزوة الخندق
قد سجل التّاريخ للصّحابيّة الجليلة رفيدة الأسلميّة مواقف عظيمة في المعارك، ومنها غزوة الخندق؛ حيث نقل إليها الصّحابيّ الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه حينما أصابه سهمٌ من قبل الكفّار، وقد كان ذلك بتوجيهات النّبي الكريم؛ حيث أدرك عليه الصّلاة والسّلام أنّ سعدًا لن يحظى بالعناية إلاّ في خيمة رفيدة التّمريضيّة، وقد استقبلت رفيدة الأسلميّة سعد بن معاذ وعندما وجدت السّهم منغرسًا في جسده حاولت تخفيف خروج الدّماء منه ولم تنزعه لإدراكها خطورة نزعه وهذا يدلّ على ذكائها وفطنتها وخبرتها الكبيرة في مجال التّمريض، وأثناء وجود سعد عندها كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام يمرّ عليه بين اللحظة والأخرى ليطمئن عليه قبل أن تباغته المنيّة ليلقى الله شهيدًا مكرمًا .