علماء

من هو هارون الرشيد

هارون الرشيد

هارون الرشيد هو أبو جعفر هارون بن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي، وأمّه تسمى الخيزران وتلقب بأم الهادي، ولد في مدينة الري سنة 148 هجري، وكان أبوه آن ذاك حاكماً لكل من الري وخراسان، دفعه أبوه لتعلم الفروسية وهو في مرحلة الصبا، واتصف هارون الرشيد بالعديد من الصفات منها القوة والشجاعة، وهذه الصفات أهلته لأن يكون قائداً للعديد من الحملات، وقائداً للجيش، وعمره لا يتجاوز العشرين عاماً، وكانت أوّل المعارك التي خاضها هارون الرشيد عام 165هـ، ضد الروم وحقّق خلالها انتصاراً عظيماً.[١]

خلافة هارون الرشيد وصفاته

في 16 ربيع الأول من عام 170 هـ تولى الخلافة بعد وفاة أخيه الهادي، وعندما تولّى الهارون الرشيد الخلافة شهدت الدولة العباسية قوة وازدهاراً لا يوجد لهما مثيل في تاريخ العصر كله، فكانت الدولة العباسية كبيرة الحدود متعددة الأصول والعادات والثقافات، ممّا أدى إلى تعرضها بشكل كبير للمؤامرات والفتن والثورات، ولكن قوة وذكاء هارون الرشيد مكناه من مسك زمام الأمور والسيطرة عليها بيد من الحديد، كما أنهما مكناه من فرض حكمه على سائر أنحاء البلاد.[٢] قام هارون الرشيد أيضاً بتكثيف جهوده وقواه من أجل تطوير الدولة في جميع مجالاتها، فمتيزت دولته برقيها ونهضتها الملمة بجميع نواحي الحياة، والصفات التي اكتسبتها الدولة العباسية في زمن هارون الرشيد، دلت بشكل كبير على مدى ذكائه، ورجاحة فكره الذي مكنه من النهوض بدولته في المجالات السياسية والاجتماعية والعصرية، وأنّه قائد يدرك تماماً ما يريد فعله، وقادر على تحمّل المسؤولية بفعالية كبيرة، وأنه لم يكن قائداً يريد اللهو واللعب، كما أنّه كان يتّسم بالعديد من الصفات منها الفصاحة والبصر، وسعة الأدب، والعلم، والفقه، كما أنه كان كثير التقى والورع، حيث ذكر بعض الكتاب أنه كان يصلي مئة ركعة في اليوم، وكان عندما يحج يأخذ معه مئة ولي مع أبنائهم، وفي العام الذي كان لا يحج به كان يبعث حوالي 360 شخص على نفقته الخاصة، كما أنه كان يتصدق بألف درهم كل يوم من ماله الخاص.[٢]

وفاة هارون الرشيد

توفى هارون الرشيد في إحدى الغزوات التي قام بها في خرسان عام 193 هجري، وقال البعض أنّ الهارون رأي في منامه أنه مات في منطقة تسمّى بطوس، وطلب من أتباعه أن يحفروا له قبراً فيها، ثمّ نقل إلى هذه المنطقة على ظهر جمل، وحين وصل قال “يا ابن آدم تصير إلى هذا”، ثمّ أخذ بالبكاء وأبكى كلّ من كان معه حتى توفّي، وتوفّي وهو في الخامسة والأربعين من عمره.[٣]

المراجع

  1. د. الشيخ الأمين محمد عوض الله (2007)، “هارون الرشيد الخليفة المفترى عليه”، دراسات دعوية، العدد 7، صفحة 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د. سعدي ضناوي (2001)، موسوعة هارون الرشيد (الطبعة الأولى)، بيروت – لبنان: دار صادر، صفحة 247، جزء الأول. بتصرّف.
  3. د. محمد رجب البيومي (2000)، هارون الرشيد الخليفة العالم والفارس المجاهد (الطبعة الأولى)، دمشق – سوريا: دار القلم، صفحة 297. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى