محتويات
البنسلين
يُعدّ البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin) أحد أهم المضادات الحيوية واكثرها استعمالاً في العالم، بالإضافة إلى كونه أول المضادات التي تم استخدامها طبياً. كما يعود الفضل له في إنقاذ حياة ملايين الأشخاص، إذ تشير إحدى الاحصائيات إلى استهلاك ما يقارب 7.3 بليون وحدة من البنسلين، سواء على شكل حبوب أو كبسولات أو أمبولات، في عام 2010. ويقوم البنسلين بالقضاء على عدد كبير من أنواع البكتيريا، وذلك عن طريق إيقاف تصنيع جدران خلاياها، فهو يؤثر بشكل رئيسي في مركب يسمى البيبتيدوجليكان (بالإنجليزية: Peptidoglycans)، الذي يُعدّ مكوناً رئيسياً في بنية البكتيريا ويعمل على المحافظة على قوة جدرانها. وعلى الرغم من فوائد البنسلين الكبيرة، إلا أنّ بعض الناس قد يعانون من الحساسية تجاه المركبات المشتقة من البنسلين، إضافة إلى تسبّبه، كباقي العلاجات الدوائية، بمعاناة المريض من العديد من المضاعفات الجانبية.[١][٢]
مكتشف البنسلين
يُعتبر اكتشاف البنسلين احد أعظم الثورات العلمية والطبية، فلم يوجد قبله أي علاج فعال لأنواع شائعة وخطيرة من العدوى مثل ذات الرئة (بالإنجليزية: Pneumonia) والحمى الروماتيزمية (بالإنجليزية: Rheumatic fever). وقد تم هذا الاكتشاف على يد العالم والطبيب الاسكتلندي السير ألكسندر فلمنج، الذي وُلد في السادس من آب لعام 1881م، لأب مزارع في بلدة أيرشاير في اسكتلندا، قبل أن ينتقل وهو بعمر الثالثة عشر إلى لندن للدراسة. وفي عام 1928م، وأثناء قيامه بدراسة مرض الأنفلونزا، لاحظ فلمنج نمو فطر البنيسيليوم (بالإنجليزية: Penicillium) بشكل تلقائي على بعض أطباق البتري المخصصة لزراعة بكتيريا المكورة العنقودية (بالإنجليزية: Staphylococci)، وقد قام الفطر بصنع منطقة خالية من البكتيريا حوله. وبعد دراسة هذه المنطقة بعناية، قام فلمنج بإطلاق اسم البنسلين على المادة الفعالة الموجودة فيها. كما يعود الفضل لاكتشاف وتطوير عقار البنسلين لعالمين آخرين هما الأسترالي هوارد فلوري، وعالم الكيمياء الحيوية، إرنست تشين. ونظراً لجهودهم الرائعة، تم منح العلماء الثلاثة جائزة نوبل في الطب بالمشاركة عام 1945.[٣][٤]
أنواع البنسلين
هنالك العديد من أنواع البنسلين التي يمكن استخراجها من الانواع المتعددة من فطر البنيسليوم. كما يمكن تغيير خصائص معينة في البنسلين، بقصد إنتاج أنواع مختلفة منه، وذلك لتحقيق أهداف علاجية متنوعة، ويتم تقسيم أنواع البنسلين عادة إلى قسمين رئيسيين وهما:[٢][٥]
- البنسلين الطبيعي: (بالإنجليزية: Naturally occurring penicillins) الذي يتكوّن في مرحلة تخمر الفطر. وهنالك نوعان بارزان منه، البنسلين جي (بالإنجليزية: penicillin G)، الذي يُعطى غالباً على شكل حقن، والبنسلين في (بالإنجليزية: Penicillin V)، الذي يتم تناوله على شكل حبوب في الغالب.
- البنسلين شبه المصنع: (بالإنجليزية: Semisynthetic penicillins) الذي يتم إنتاجه بالتلاعب في بنية مادة كيميائية موجودة في البنسلين، وبالتالي صنع أنواع مختلفة منه، ويوجد العديد من أنواع البنسلين المتوفرة في العالم، فبالإضافة إلى الأنواع الطبيعية السابق ذكرها، هنالك أموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin) وأمبيسيلين (بالإنجليزية: Ampicillin) ونافسيلين (بالإنجليزية: Nafcillin) وأوكساسيلين (بالإنجليزية: Oxacillin) وكلوكساسيلين (بالإنجليزية: Cloxacillin)، وغيرها.
استخدامات البنسلين
يقوم البنسلين بالقضاء على العديد من أنواع البكتيريا، مثل العقدية (بالإنجليزية: Streptococci)، والليسترية (بالإنجليزية: Listeria)، والنيسرية البنية (بالإنجليزية: Neisseria gonorrhoeae)، والكلوستريديوم (بالإنجليزية: Clostridium) والهضمونيَة المكوكبة (بالإنجليزية: Peptococcus)، والمستدمية النزلية (بالإنجليزية: H. influenzae)، والإشريكية القولونية (بالإنجليزية: E. coli)، لذلك يُستخدم البنسلين في علاج العديد من أنواع العدوى الناتجة عن البكتيريا، فهور يعالج التهابات الأذن الوسطى والتهاب الجيوب، والتهاب الرئة (بالإنجليزية: Respiratory infections)، بالإضافة إلى التهابات المعدة والامعاء (بالإنجليزية: Enterococcal infections)، والتهابات المسالك البولية (بالإنجليزية: Urinary tract infections). كما يُعدّ فعالاً في علاج التهاب الدم (بالإنجليزية: Sepsis)، والتهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)، ومرض السيلان (بالإنجليزية: Gonorrhea)، والتهاب الشغاف (بالإنجليزية: Endocarditis).[٥][٦]
الأعراض الجانبية للبنسلين
من الممكن أن يتسبّب استخدام دواء البنسلين، أو أحد مشتقاته، بمعاناة المريض من المضاعفات والآثار الجانبية، وتحدث معظم هذه المضاعفات نتيجة لحالة فرط الحساسية (بالإنجليزية: Hypersensitivity reactions) التي تحدث في جسم الإنسان. أما أهم الآثار الجانبية للبنسلين فهي على النحو الآتي:[٦][١]
- ظهور الطفح الجلدي، وغالباً ما يظهر عند استخدام الأمبيسيلين والأموكسيسيلين أكثر من غيرهما.
- الإصابة بتقرحات في الفم واللسان، وقد تكون مصحوبةً بطفح أبيض اللون.
- المعاناة من الاسهال، الذي قد يكون ناتجاً عن الإصابة بعدوى من البكتيريا المطثية العسيرة (بالإنجليزية: Clostridium difficile).
- الشعور بالحكة في المهبل، إضافة إلى خروج إفرازات منه، وذلك جراء الإصابة بالتهاب فطري أو بكتيري في المهبل.
- المعاناة من الصداع، وقد يؤدي استخدام البنسلين بجرعات كبيرة إلى حدوث تسمم في الجهاز العصبي المركزي، عندها قد يعاني المريض من أعراض إضافية.
- المعاناة من ضيق وعدم انتظام في التنفس.
- الشعور بألم المفاصل، إضافة إلى التعب العام والإعياء والدوخة.
- المعاناة من نقص الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Thrombocytopenia)، ونقص كريات الدم البيضاء (بالإنجليزية: Leukopenia).
- التهاب الكلية (بالإنجليزية: Nephritis).
الحساسية من البنسلين
يعاني بعض الناس من الحساسية من البنسلين، ويشكل هؤلاء ما نسبته 1% من الأفراد تقريباً، ففي حال تناولهم للإنسلين من الممكن تظهر عليهم أعراض التحسس كالطفح جلدي، وضيق التنفس وصدور صوت صفير من الصدر، بالإضافة إلى تورم عدة أجزاء من الجسم والوجه، وتُعدّ هذه الأعراض في أغلبها بسيطة ولا تشكل خطراً على حياة المريض، ويتم علاجها غالباً بإعطاء مركبات الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids)، وبالتحويل إلى مضاد حيوي آخر. ولكن قد يعاني البعض من حالات خطيرة جداً من الحساسية قد تصل إلى حد الإصابة بصدمة الحساسية (بالإنجليزية: Anaphylaxis)، ويكون العلاج فيها بإعطاء دواء الإبينفرين (بالإنجليزية: Epinephrine) بشكل فوري.[١][٢]
المراجع
- ^ أ ب ت “Penicillin”, medicalnewstoday.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.
- ^ أ ب ت “Penicillin”, britannica.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.
- ↑ “Alexander Fleming”, bbc.co.uk, Retrieved 31-5-2018. Edited.
- ↑ “Discovery and Development of Penicillin”, acs.org, Retrieved 31-5-2018. Edited.
- ^ أ ب “Penicillin”, medicinenet.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.
- ^ أ ب “Penicillins”, msdmanuals.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.