محتويات
'); }
نبذة عن ماجلان
هو فيرناندو ماجلان، رحالة ومستكشف برتغالي، له عدة إنجازات حيث قاد أول رحلة أوروبية حول العالم، وهو أول أوروبي عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ بعد رحلة بحرية طويلة واجه فيها الكثير من التحديات والمصاعب.[١]
ولادة ماجلان ونشأته
ولد فيرناندو ماجلان في إحدى المدن البرتغالية حوالي عام 1480م، وقد عُيّن وصيفاً في ديوان الملكة الذي يقع في مدينة لشبونا، توفي والداه وهو لايزال صبياً حيث كانا من النبلاء في البرتغال ويتمتعان بعلاقات رفيعة المستوى، بدأت مسيرة ماجلان في البحث والاستكشاف والترحال عام 1505م، عندما أُرسل بهدف تثبيت كتائب الملك البرتغالي في الهند، وقد شارك بعدها في عدد من البعثات إلى الهند وإفريقيا حتى غزا مالقة وغيرها من المدن الكبرى.[١][٢]
'); }
رحلات ماجلان الشهيرة ومغامراته
انضمّ الرحالة ماجلان إلى الأسطول البرتغالي في عام 1505م، حيث كان الأسطول متجهاً نحو إفريقيا والهند لفحص نفوذ السلطة البحرية الإسلامية في تلك المناطق ولإقامة وجود برتغالي قوي كان الأسطول تحت قيادة النائب الأول فرانسيسكو دي ألميدا، حيث دامت رحلة الأسطول لمدة سبع سنوات، خاض البرتغاليون خلالها العديد من المعارك، وقد أنشؤوا حصناً عام 1506م على سواحل موزنبيق.[٢]
شارك ماجلان في معركة ديو الكبرى عام 1509م، والتي دمّر فيها البرتغاليون أحد الأساطيل الإسلامية، مما ساهم في مد سيطرة البرتغاليين على معظم سواحل المحيط الهندي، وقد شارك في عدة معارك أخرى حقق خلالها بعض المكاسب مثل غزو مالقة الذي أتاح لهم فتح وتأمين طرق تجارية جديدة، وكذلك استكشافه مالوكو والمعروفة بجزر التوابل والتي هي الآن جزء من أندونيسيا، واعتبر ذلك انتصاراً عظيماً فتح من خلاله الطريق لعبور ثروات الشرق إلى الغرب.[٢]
وبأمر من الملك البرتغالي مانويل انضم ماجلان إلى القوة العسكرية البرتغالية الضخمة المتجهة إلى المغرب في عام 1513م، حيث تكوّنت هذه القوة من 500 سفينة و15000 جندي توجهوا إلى المغرب بعد أن رفض حاكم المغرب آنذاك دفع الجزية السنوية للإمبراطورية البرتغالية، وقد أعلن البرتغاليون انتصارهم على القوات المغربية بعد معركة أصيب فيها ماجلان بعدة جروح بالغة خلّفت فيه أثراً لازمه طيلة حياته، وقد مكث في المغرب فترة من الزمن لاستعادة صحته بعد هذه الإصابات.[٣]
كانت تتمتع التوابل في القرن الخامس عشر بقيمة اقتصادية عظمى، فكانت أوروبا تتنافس فيما بينها على اكتشاف الطرق المؤدية إلى جزر التوابل فلم يكن من الممكن زراعة التوابل في طقس أوروبا البارد والجاف، ولذلك كان لدى الرحالة والمستكشف ماجلان مشروعاً يعتمد على المضي غرباً للوصول إلى جزر التوابل، فكان هو أول من يفكر باستكشاف النصف الآخر من الكرة الأرضية ليسلك طريقاً معاكساً وصولاً لجزر التوابل، إلا أن مشروعه هذا قوبل بالرفض مراراً وتكراراً من قبل الملك البرتغالي مانويل، في حين كان التنافس على أشده بين البرتغال وإسبانيا للوصول إلى جزر التوابل، وكانت لدى ماجلان رغبة شديدة بإنجاز مشروعه الأول من نوعه على مستوى العالم.[٣]
وعلى إثر هذا الرفض قرر الرحالة ماجلان السعي لتنفيذ مشروعه فغادر البرتغال بعد أن تخلى عن جنسيتها، وتوجه إلى مدينة إشبيلية الإسبانية عام 1517م، حيث تزوج ماجلان في العام ذاته من براتييز باربوسا وهي ابنة أحد المسؤولين في إشبيلية، وكان أمل ماجلان هو الحصول على تمويل لرحلته من الملك تشارلز الخامس وهو حفيد الملكة إزابيلا -التي موّلت حملة كولومبوس الشهيرة- استقر ماجلان في إسبانيا وغيّر اسمه من البرتغالية فيرناو إلى الإسبانية ليصبح فيرناندو، وبعد عامين من الدراسة المكثفة لخرائط الملاحة ومحاولة تجاوز أخطاء الرحالة السابقين وافق الملك تشارلز الخامس على تمويل رحلة ماجلان، ليشق طريقاً لإسبانيا نحو جزر التوابل بعيداً عن الطرق الشرقية التي يسلكها البرتغاليون.[٣][٢]
ودّع ماجلان زوجته وطفله الرضيع، وانطلقت رحلة ماجلان في العاشر من أغسطس عام 1519م، وكانت تحت إمرته خمس سفن محملة بالعتاد وعلى متنها قرابة 270 جندياً ومن ضمنها سفينة ماجلان واسمها تريناداد، أبحرت السفن من ميناء إشبيلية وعبرت المحيط الأطلسي، وبعدها تمرد قائدان وأعلنا الانقلاب على ماجلان، ولكن سرعان ما فشل الانقلاب بسبب ولاء الجنود وتمسكهم بمواصلة الرحلة، واستؤنفت الرحلة بعد أن تعرضت إحدى السفن لعاصفة قوية أودت بها دون تضرر أي من أفراد طاقمها، مما دفع ماجلان لتوخي الحذر والانتظار لمدة خمسة أشهر في ميناء سان جوليان، بعد ذلك شقت أربع سفن القناة المائية الطويلة، والتي تُعرف اليوم باسم مضيق ماجلان. تركت إحدى السفن الأسطول وعادت إلى إسبانيا، ودخلت السفن الثلاث المتبقية المحيط الهادئ الذي سماه ماجلان بسبب هدوء موجِه بعد العواصف والاضطرابات.[٣]
وبعد 14 أسبوعاً من الإبحار عبر المحيط الهادئ، وبالرغم من قلة الإمدادات ومرض أفراد الأسطول وموت بعضهم، وصل الأسطول إلى جزيرة غوام غرب المحيط الهادئ، ومن ثم أبحروا مجدداً إلى أن رست سفنهم على شواطئ الفلبين.[١]
وفاة الرحالة ماجلان
بعد أن أقام ماجلان بعض الصداقات مع الفلبينيين، وافق على تجنيد بعض الفلبينيين لمواجهة السكان الأصليين الذين كانوا تحت حكم القائد لابولابو، وفي معركة ماكتان عام 1521م لقي ماجلان مصرعه على يد القائد لابولابو، ونجا بعض جنود ماجلان، وفي عام 1522م استطاعت سفينة فيكتوريا العودة إلى إشبيلية وهي محملة بالتوابل وعلى متنها 18 رجلاً ناجياً من أسطول ماجلان، حيث قدمت هذه الرحلة الطموحة العديد من الخرائط التي رسمها ماجلان، واعتبرت أحد الإثباتات على كروية الأرض لاتجاهه غرباً ووصوله لجزر التوابل، وبذلك تكون سفينة الأسطول هي أول من يُتم رحلة كاملة حول العالم.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت “Ferdinand Magellan (1480 – 1521)”, www.bbc.co.uk, Retrieved 17-2-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Ferdinand Magellan”, www.britannica.com, Retrieved 17-2-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ” Ferdinand Magellan “, www.history.com, Retrieved 17-2-2018. Edited.