محتويات
'); }
سعد بن أبي وقاص قائد معركة القادسية
قاد معركة القادسيّة الصّحابي الجليل سعد بن أبي وقّاص -رضيَ الله عنه-، وكان انهزام الفُرس الذي لم يقدر عليهم الإغريق والرّومان لسنوات عديدة على يده،[١] وقد عيّنه عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- ليقود الفتح في بلاد العراق، وذلك لمّا وصله خبر العراق من طريق المثنّى، فأراد الخروج بنفسه إلى الرّوم؛ ليوقفهم عند حدّهم، كما أوقفهم من قبله خالد بن الوليد -رضيَ الله عنه-.
أشار الصّحابة على عمر بن الخطاب أن يبقى في المدينة؛ يدير شؤون الدّولة ويُسيّر الجيوش، ويُعيّن قائداً من الصّحابة على الجيش، فوافق عمر على ما أرادوا وطلب مشورتهم في أمر قائد المعركة، فأشاروا عليه بسعد بن أبي وقّاص، وقالوا عنه: “هو الأسد في عرينه“، فأحضر سعد وعينّه على الجيش وأمره بالانطلاق إلى القادسيّة[٢]في العراق، أمّا المشركون فكان قائدهم رستم.[٣]
'); }
مناقب سعد بن أبي وقاص
كان سعد بن أبي وقّاص من الصّحابة المقرّبين من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد نال شرف المشاركة في الغزوات الأولى التي وقعت بين المسلمين والمشركين، إضافة إلى ما كان يملكه سعد من الكفاءة العسكريّة،[٤] وهو خال رسول الله من الرّضاعة، قال فيه -صلّى الله عليه وسلّم-: (هذا خالي فليُرِني امرؤٌ خالَهُ).[٥]
كان -رضيَ الله عنه- أفضل الصّحابة بعد الخلفاء الرّاشدين، وروى عليّ بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- فقال: (ما جَمع رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ، غيرِ سَعْدِ بنِ مَالِكٍ، فإنَّه جَعَلَ يقولُ له يَومَ أُحُدٍ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي)،[٦][٧] وهو أحد الستّة الذين جعل إليهم عمر بن الخطّاب الشورى، وقد توفّي رسول الله وهو عنهم راضٍ، وأحد العشرة المبشرين بالجنّة، وكان مُجاب الدّعوة، وهو أوّل من رمى بسهم في سبيل الله،[٨] وأوّل من سال دمه في سبيل الله، وكان ممّن يدعو ربّه بالغداة والعشيّ.[٩]
وصية عمر بن الخطاب للقائد سعد بن أبي وقاص
أوصى عمر بن الخطّاب سعد بن أبي وقّاص قبل أن يتوجّه إلى المعركة، فذكّره ألّا يغترّ بكونه خال رسول الله، فإنّ النّسب لا ينفع عند الله، ولا يكون نافعاً له إلّا بطاعته لله والتزام ما أمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واجتناب ما نهى عنه، ولمّا خرج سعد بالجيش نادى عليه عمر وقال له: “إنّ العبد إذا أحبّه النّاس فقد أحبه الله، وإذا أبغضه النّاس فقد أبغضه الله، فلينظر إلى مكانته عند النّاس ليعلم مكانته عند الله”.[١٠]
أهمية معركة القادسية
شكّلت معركة القادسيّة معركة حاسمة وعظيمة، واجه فيها المسلمون القوّة الأجنبية،[١١] وقد تمثّلت أهميّتها فيما يأتي:
- الدّخول إلى أراضي الحدود العراقيّة، والتي كانت تشكّل خطّ الدّفاع الأوّل لإمبراطورية الفرس.[١١]
- تدهور الحالة النفسيّة للفرس.[١١]
- التخطيط المُحكم والدّقيق للمسلمين في القادسية، والذي نمّ عن القوّة العسكريّة للمسلمين في التخطيط، وأنّ النّصر لم يأتِ من مطلق شجاعتهم وحسب.[١١]
- إظهار النّبوغ العسكري عند عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه-.[١١]
- إخراج العراق من حكم الدّولة الفارسيّة، التي امتدّت لقرون طويلة، وأعادت حكمها إلى المسلمين.[١٢]
- انهزام الفُرس، وزوال دولتهم.[١٣]
المراجع
- ↑ جهاد الترباني (2010)، مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ (الطبعة 1)، القاهرة :دار التقوى، صفحة 354. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 68. بتصرّف.
- ↑ شمس الدين الذهبي (1993)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام (الطبعة 2)، بيروت : دار الكتاب العربي، صفحة 142، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ محمد طقوش (2003)، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية (الطبعة 1)، الأردن :دار النفائس، صفحة 194. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي ، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:3752 ، صحيح .
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن علي بن أبي طالب ، الصفحة أو الرقم:2411 ، صحيح .
- ↑ محمد عبد الغفار ، أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ ابن عبد البر (1992)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (الطبعة 1)، بيروت :دار الجيل، صفحة 607، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ محمد عويضة ، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 577-578. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني (1-5-2006)، “الإعداد للقادسية ووصية عمر”، قصة الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ناقص ، دراسات قدمُس، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 69. بتصرّف.
- ↑ الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 280. بتصرّف.