محتويات
'); }
قتيبة بن مسلم
خلد التاريخ الإسلامي ذكر كثيرٍ من القادة العسكريين الأبطال الذين سطروا ملاحم البطولة والفداء في سبيل نشر دعوة الإسلام في ربوع المعمورة، ومن بين هؤلاء القادة برز اسم قتيبة بن مسلم ذلك البطل الذي فتح العديد من بلاد آسيا الوسطى، ومن أهمها بخارى التي كانت تعد أكثرها سكاناً، وأمنعها حصونا.
مولد قتيبة بن مسلم
ولد قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين في بيت إمرة سنة 49 للهجرة، وقد نشأ محباً للعلم والعلماء، فقد درس القران واللغة والحديث، كما تعلم الفروسية والرمي وبرع فيهما حتّى حاز على إعجاب الكثير من الناس، ومن بينهم القائد العسكري للأمويين المهلب بن أبي صفرة الذي زكّاه عند الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان والياً على العراق آنذاك.
'); }
فتوحات فتيبة بن مسلم
عين الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وبناءً على تزكية الحجاج قتيبة بن مسلم والياً على الري، ثمّ ولاه خراسان سنة 86 للهجرة، ومنذ ذلك التاريخ وقتيبة يشن الغارات تلو الغارات ضدّ بلاد شرق آسيا التي لم تدين بالإسلام، وقد استمر في ذلك ثلاث عشرة سنة تمكن خلالها من فتح بلادٍ كثيرة منها: بخارى، وسمرقند، وخوارزم، وسجستان، وقد وصلت فتوحاته إلى معظم دول آسيا الوسطى التي تتمثل في الدول الإسلامية التي انفصلت عن الإتحاد السوفييتي حاليا، وقد انتهت فتوحاته عند حدود الصين التي نجح في التوغل فيها والوصل إلى أسوارها، وتمكن بعد مفاوضات مع حاكمها من ضرب الجزية عليها.
تكتيكات قتيبة العسكرية
اتبع قتيبة تكتيكاتٍ عسكرية ناجحة مكنته من تحقيق إنجازاته العسكرية، فقد استفاد من أسلوب المهلب بن أبي صفرة حينما كان يعتمد على الضربات السريعة التي تباغت العدو ولا تعطيه مجالاً لإعادة ترتيب صفوفه، وأضاف على هذا الأسلوب أن جعل لكلّ حملةٍ عسكرية يشنها هدفاً معيناً، وخطةً مدروسةً، ثمّ يوجه جهوده نحو تحقيق الهدف منها.
مراحل الفتوحات الإسلامية في عهد قتيبة
انقسمت حملات قتيبة العسكرية إلى أربع مراحل، حيث فتح في المرحلة الأولى التي بدأت منذ العام 86 للهجرة طخارستان الصغرى، ومنذ العام 87 إلى عام 90 تمكن من فتح بخارى، ثمّ المرحلة الثالثة التي بدأت منذ العام 91 للهجرة وفتح فيها سمرقند وإقليمي سجستان وخوارزم، وأخيراً المرحلة الرابعة التي انتهت سنة 96 للهجرة التي تمكن فيها من فتح حوض نهر سيحون، ووصل إلى حدود الصين وتوغل فيها حتّى مدينة كاشغر التي مثلت آخر نقطة تصل إليها الجيوش الإسلامية في آسيا.
وفاة قتيبة بن مسلم
توفي قتيبة في سنة 96 للهجرة بعد أن قتل غيلةً على يد أحد جنوده الموالين للخليفة سليمان بن عبد الملك الذي تبرأ قتيبة منه وخلعه رافضاً بيعته.