التاريخ الإسلامي

جديد من هم المقدونيين و الفرس و الرومان

الإمبراطوريّات القديمة

ظهرت عبر العصور الكثير من الإمبراطويّات التي خُلِّدت ذكراها في تاريخ الإنسانيّة، لما تركته من حضارات وثقافات وأنظمة ومدن تمثّل أقوى موروثٍ بشريّ. وتُعرّف الإمبراطوريّة بأنّها الوحدة الرئيسة للسياسة والسيادة في مدينة ما؛ إذ تفرض هذه السلطة هيمنتها على عدد من الأراضي والشعوب وذلك بالسيطرة على الجوانب الاقتصادية والعسكريّة والثقافيّة، وعادةً ما تكون سيطرتها سلميّةً مثل الحضارة الرومانيّة، التي استخدمت اللغة والقانون لتأسيس حضارتها، والإمبراطوريّة الصينيّة التي طبّقت نظاماً إداريّاً جعلها تحتفظ بالكثير من المقاطعات، ومنها ما كانت طرقها عسكريّة كالإمبراطوريّة التي أسسها الإسكندر الأكبر. ومن أشهر الإمبراطوريّات التي ظهرت في فترات تاريخيّة مختلفة: الإمبراطوريّة الرومانيّة، والفارسيّة، والمقدونيّة، وغيرها.[١]

المقدونييون

المقدونيون في العصور القديمة

تعود نشأة الإمبراطوريّة المقدونيّة إلى بداية القرن السابع قبل الميلاد، ويقول المؤرخون إنّ المقدونيين كانوا خليطاً من الشعوب التي كانت تقطن في البرتغال، وشبه جزيرة البلقان، وشرق اليونان، وجنوب بلغاريا وتركيا الأوروبيّة. أما أوّل حاكم للدولة المقدونيّة فهو الملك أرغد الذي حكم في الفترة الممتدة من 808-778 ق.م، ومن حاكمي الدولة المقدونيّة ألكسندر الأولّ، الذي حكم في الفترة الممتدة من 498-454 ق.م، الذي قامَ بتوسيع الأراضي المقدونيّة، وتشكيل مملكة موحدة. وحكمَ فيليب الثاني الدولة المقدونيّة، ويعدّ من أعظم رجال أوروبّا، فقامَ بتوسيع الدولة وجعلها أوّل دولة أوروبيّة في البلقان. ثمّ تولى ألكسندر الثالث الحكم ليُخضع الإمبراطوريّة الفارسيّة لحكم المقدونيين. أمّا في عصر الإمبراطوريّة الرومانيّة فقد كانت الدولة المقدونيّة خاضعة للرومان.[٢]

المقدونيون في العصر الحديث

تعرّض الشعب المقدونيّ للاضطهاد في اليونان عام 1948م، ممّا اضطرّهم للهجرة إلى أوروبا الشرقيّة والاتحاد السوفيتيّ. وفي أواخر الثمانينيّات تفككت يوغوسلافيا الاتحاديّة، فاستغلّ المقدونيون ذلك للحصول على دولتهم الخاصّة. وفي الثامن من أيلول سنة 1991م حصلت مقدونيا على استقلالها كجمهوريّة ذات سيادة برئاسة كيرو جليغورف. ولكنّ اليونان اعترضت على تأسيس الجمهوريّة المقدونيّة والاعتراف بها، فخضعت الأمم المتحدة لمطلب اليونان وأُعطيت الدولة اسم جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة. ولم تكتفِ اليونان بذلك بل فرضت عليها حصاراً تسبب بانهيار اقتصادها، ممّا اضطرّها لتغيير دستورها، ولغتها، واسمها. وبالرغم من الخضوع تعرّضت مقدونيا للكثير من الأزمات والهجمات الإرهابيّة دونَ وجود أيّ دعم دوليّ لها، واليوم يعيش الشعب المقدونيّ مهجّراً في كندا وأمريكا وأستراليا.[٢]

الفُرس

الفرس عبر التاريخ

نشأت الدولة الفارسيّة على امتداد البحر الأسود إلى وسط آسيا، وقد كانت أغلب أنشطتها متمركزة في الجنوب الغربي لدولة إيران الحاليّة، ومن هناك كانت انطلاقتها للسيطرة على أراضي ما بين النهرين، حتى وصلَ تأثيرها إلى مصر وأطراف جنوب أوروبا. وسيطرت الإمبراطوريّة الفارسيّة على الثروات التي استخدمتها لبناء المباني الضخمة، والنهوض بالفنّ في المنطقة. ويقول المؤرخون إن أصل الشعوب الفارسيّة يعود لمنطقة الشرق الأدنى التي تمثّل جزءاً من غرب آسيا المطلّ على البحر الأسود والمتوسط وبحر قزوين والخليج العربيّ. وقد استمرّ حكمهم في المنطقة حتى غزاها الإسكندر الأكبر، ثمّ تعرضَ ما تبقى من بلاد الفرس للهزيمة عندما تعاونَ الأتراك مع الرومان لقتال الفرس، ولم تنتهِ إلّا بصعود الإمبراطوريّة العربيّة الإسلاميّة. وفي القرن الخامس عشر ظهر الحكّام الفارسيّون في إيران لإعادة توحيد الدولة الفارسيّة على يد شاه إسماعيل الصفويّ، ثمّ تبعه عبّاس الأوّل ليتخذ من أصفهان جنوب طهران عاصمة لإيران.[٣]

الحضارة الفارسيّة

مرّ على الحضارة الفارسيّة ثلاثة حكّام، لكلّ حاكم نمط من الحكم، وبناءً عليه تشكّلت حضارات منوّعة. ومن أهم الميّزات الحضاريّة للدولة الفارسيّة في فترة حكمها:[٣]

  • الحياة السياسيّة والعسكريّة: كان يحكم البلاد الملك ويختار خليفته في حياته، ولأنّ الدولة الفارسيّة كانت كبيرة، عُيّنَ بعض الحكّام المحليين في المحافظات، وقاموا ببناء نظام طرق مميّز لتسهيل الدفاع عن الإمبراطوريّة ووصول الإمدادات للحرّاس بسرعة.
  • الحياة الاقتصاديّة: ازدهرت الزراعة في الأراضي الفارسيّة، وانتشرت الحرف المِهْنية، وصناعة الأسلحة والدروع والحليّ.
  • الحياة الاجتماعيّة: كانت العشيرة هي أساس الأسر عند الفرس ويقودها الذكور، وقد كانَ للرجال السيطرة القانونيّة. أمّا التعليم فقد كانَ نادراً ومقتصراً على أولاد كبار المسؤولين، وغير شائع للفتيات.

الرومان

الإمبراطوريّة الرومانيّة

ظهرت الإمبراطوريّة الرومانيّة 27 ق.م، إذ بدأت من روما التي كانت تحاول السيطرة على خصومها في إيطاليا، حتى وصلت لعهد أغسطس الذي وسّع الإمبراطوريّة الرومانية لتشمل 20 إقليماً على جانبي البحر المتوسط، بالإضافة إلى إيطاليا التي شكّلت المركز. ويعود أصل الشعب في عاصمة الإمبراطوريّة الرومانيّة روما قبل تأسيسها للشعوب اللاتينيّة التي عاشت في السهول، وبالأخص في سهل لاتيوم، بالإضافة إلى قبائل السابيلي الذين قطنوا سهول كمبانيا ولوكانيا، واليونانيين الذين قطنوا في مدن جنوب إيطاليا، والأتروريين الذين قطنوا في شمال إيطاليا. وقد كانت حدود الإمبراطوريّة مفتوحة وعرضة للهجمات، فتعرّضت للتهديد خاصةً العاصمة روما، فانهارت الإمبراطوريّة الغربيّة ومقرها روما عام 476 م، واستولى عليها الزعيم الألمانيّ أوداسر، فيما بقيت الإمبراطوريّة الشرقيّة وأخذت تضعف تدريجيّاً حتى انتهت الإمبراطوريّة بالكامل.[٤][٥][٦]

إنجازات الإمبراطوريّة الرومانيّة

تنوّعت مظاهر الحياة في عاصمة الإمبراطوريّة الرومانية، وكان يقطنها ما يقارب مليون شخص، وكانت تعدّ أكبر مدينة حديثة باستثناء لندن. وقدّمت الإمبراطوريّة الكثير من الإنجازات تتمثل بما يأتي:[٧][٨]

  • بنى الرومان المباني الكبيرة كالبانثينون، والقباب الضخمة، وذلك لاختراعهم الخرسانة.
  • أوجدوا نظاماً من القنوات في روما يتكوّن من 9 قنوات، حيث يمُدُّ المدينة يومياً بـ 222 مليون جالون من الماء.
  • كان النظام الزراعيّ في روما متقدماً، فاستخدموا أساليب الريّ، ومصانع المياه، والسماد، والحصاد المكيانيكيّ.
  • قاموا بفتح طرق معبّدة ومستقيمة في إيطاليا، وكلها توصل للعاصمة روما.
  • أوجدوا بعض الألعاب الرياضيّة الترفيهيّة كالمصارعة.

فيديو حفل لن ترغب حضوره !

تسمع كثيراً عن الحضارة الرومانية واحتفالاتها الصاخبة؟ وهل تتمنى لو كنت تعيش في زمنهم؟ ربما ستغير رأيك بعد مشاهدتك لهذا الفيديو :

المراجع

  1. Daniel I. O’Neill (15-6-2016)، “Empire”، www.britannica.com, Retrieved 25-4-2018. Edited.
  2. ^ أ ب Risto Stefov (2008), Very Short History of the Macedonian People , Canada: Risto Stefov Publications , Page 6،8،9،12،33،39،42. Edited.
  3. ^ أ ب Michael Burgan (2010), Empires of Ancient Persia, New York: Chelsea House publisher, Page 7،8،71،75،76،80،93،96،99،100،132،133. Edited.
  4. باتريك لورو، ترجمة: د.جورج كتوره (2008)، الإمبراطوريّة الرومانيّة (الطبعة الأولى)، المغرب: دار الكتاب الجديدة، صفحة: 11، 13، 15، 112-113. بتصرّف.
  5. أ.د. السيد رشدي، نشأة الحضارة اليونانية والرومانية، مصر: جامعة بنها، صفحة 8. بتصرّف.
  6. “The Roman Empire”, www.bbc.com, Retrieved 25-4-2018. Edited.
  7. “The Roman Empire”, www.bbc.com, Retrieved 25-4-2018. Edited.
  8. “The Roman Empire”, www.bbc.com, Retrieved 25-4-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى