محتويات
أهل الذكر
أهل الذكر هم أهل العلم من الأمم، الإسلاميّة، واليهوديّة، والنصرانيّة وسائر الطوائف، قال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ)،[١] ففي الآية الكريمة إخبار بأنّ جميع مَن سبق من الأنبياء والرسل هم من الرجال، ولم يسبق أن بعث الله -تعالى- امرأة للرسالة، وجعل العلماء من باقي الأديان والملل دليلاً على ذلك، لأنّ جميع الأنبياء لسائر الأقوام كانوا رجالاً.[٢]
أهمية الرجوع إلى أهل الذكر
تكمن أهميّة الرجوع إلى أهل العلم في اعتبار أنّهم المرجع في أمور الدين لتوسّعهم وبراعهم في العلوم الشرعيّة التي عليها تبنى حياة الإنسان، وعليها يثاب المؤمن في يوم القيامة، فيبنون للناس الأحكام ويحذّرونهم من الوقوع في المنكرات الشرعيّة، والفتن، ويوضّحون الطرق والوسائل التي تؤول بالمسلم إلى سلوك طرقًا معوجّة تحول به عن الطريق المستقيم.[٣]
فضل أهل الذكر في الإسلام
سأذكر بعض من الفضائل التي تُميّز أهل العلم عن غيرهم فيما يأتي:
- تميّزهم بأرفع الدرجات وأرفع المقامات.[٤]
- فضّل الله -تعالى- الذاكرين والذاكرات، وكفى به من فضل.[٥]
- اشتمالهم بالرحمة من الله -تعالى- ولشدة فضلهم؛ أنّ الرحمة تعم مَن يكون معهم حتى لو أنّه ليس منهم.[٥]
- وعد الله -تعالى- لهم بالثواب العظيم والمغفرة، قال -تعالى-: (وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).[٦][٤]
- انتقالهم من ظلم الجهل، إلى نور الهدى واليقين، قال -تعالى-: (هُوَ الّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ).[٧][٤]
- توارد الملائكة على مجالس اهل الذكر؛ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً، فُضُلًا يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فيه ذِكْرٌ قَعَدُوا معهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بأَجْنِحَتِهِمْ، حتَّى يَمْلَؤُوا ما بيْنَهُمْ وبيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إلى السَّمَاءِ).[٨][٥]
- استجابة الله -تعالى لمطالبهم ومسائلهم، وحمايتهم ممّا استجاروا الله -تعالى- منه، عن أبي هريرة -رضيَ الله عنه- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا قَالَ: فَيَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ، هُمُ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ).[٨][٥]
كيف أصبح من أهل الذكر؟
فيما يأتي بعضًا من الطرق التي يمكن للمسلم أن يتتبعها ليحظى بشرف منزلة أهل الذكر:[٩]
- المحافظة على أداء الصلوات الخمسة في أول وقتها، والمحافظة على إتيان الخشوع فيها.
- المحافظة على الإتيان بالأذكار المأثورة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد الصلوات المفروضة.
- المحافظة على الإكثار من تلاوة القرآن الكريم بتمعنّ.
- المحافظة على الإتيان بالأذكار في مواضعها المخصّصة، من مثل؛ أذكار الصباح والمساء، الخروج من المنزل، وبالأخص الإكثار من الأذكار التي خصّ رسول الله على فضلها وأجرها، وما نحو ذلك.
المراجع
- ↑ سورة الانبياء، آية:7
- ↑ عبدالعزيز الراجحي، شرح تفسير ابن كثير، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ عبدالمحسن العباد، شرح سنن أبي داوود، صفحة 20. بتصرّف.
- ^ أ ب ت عبدالرزاق البدر، كتاب فقه الأدعية والأذكار، صفحة 41-42. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث عبدالعزيز الراجحي، كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم، صفحة 509-510. بتصرّف.
- ↑ سورة الاحزاب، آية:35
- ↑ سورة الأحزاب، آية:43
- ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2689، صحيح.
- ↑ أزهري أحمد، كتاب غيث القلوب ذكر الله تعالى، صفحة 11-14. بتصرّف.