'); }
صنم سواع
سواع هو اسم صنم لقوم نوح عليه السلام، وهو ضمن الأصنام التي ذكرها الله في كتابه حينما أخبر عن نبيه نوح عليه السلام، إذ قال تعالى: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا)،[١] ثمّ صار هذا الصنم إلى قبيلة هذيل المضرية حيث ظل منصوباً عندهم، يعبدونه، ويعظمونه، ويحجون إليه حتى دخلت هذيل في الإسلام بعد فتح مكة،[٢] وهذا الصنم كان موجوداً في ينبع، في منطقة رهاط، ومما ذكر عنه أنّه كان صنماً ضخماً على هيئة إمرأة، وذكر ابن حبيب أنّ هذا الصنم كان موجوداً بكنانة، وقد عبدته قبائل مزينة وهذيل وبني كنانة، وعمرو بن قيس بن عيلان، وكانت سدنته بنو صاهلة من هذيل، وتقول رواية أخرى إنّ من عبد هذا الصنم هم آل ذي الكلاع، وقد ذكر اليعقوبي أنّه كان صنما لكنانة، وفي رواية ترجع إلى ابن الكلبي أنّ سدنة هذا الصنم هم بنو لحيان، وأنّه لم يرد ذكره في أشعار قبيلة هذيل إنّما جاء ذكره على لسان أحد شعراء اليمن، وفي رواية أخرى كذلك أنّه كان من أصنام همدان.[٣]
من الذي هدم صنم سواع
بعد أن فرغ النبي عليه الصلاة والسلام من هدم الأصنام التي كانت حول الكعبة أرسل السرايا لهدم الأصنام التي كانت خارجها، فأرسل عليه الصلاة والسلام الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه في شهر رمضان ليهدم صنم سواع الذي كان تعبده قبيلة هذيل، وعندما وصل إليه وجد عنده سادن، فقال له: ما تريد؟، قال عمرو، أمرني النبي عليه الصلاة والسلام أن أهدم هذا الصنم، فقال السادن، لن تقدر على ذلك، فقال: ولم؟، قال: تمنع، فقال عمرو موبخا إياه، ويحك ما تزال على الباطل، أو يسمع هذا الصنم أو يبصر، فقام عمرو رضي الله عنه بكسر صنم سواع، كما هدم خزانته التي لم يجد فيها شيئاً، ثم قال للسادن كيف رأيت؟، قال، أسلمت لله تعالى،[٤] وجاء في بعض الأخبار أنّ غاوي بن ظالم السلمي (غاوي بن عبد العزى) هو من هدم صنم سواع، حيث كان هذا الصنم لبني سليم بن منصور، وحينما كان غاوي عند هذا الصنم إذ أقبل ثعلبان فوقفا عند رأسه، وتسنماه ثمّ بالا عليه، فأنشد غاوي قائلاً:
'); }
أرب يبول الثعلبان برأسه
- لقد ذل من بالت عليه الثعالب
فكسره ثمّ التحق بالنبي عام الفتح، فسماه النبي عندئذ راشد بن عبد ربه، وعقد له على قومه، وقيل إنّ هذه الحادثة حصلت مع أبي ذر الغفاري، وقيل مع عباس بن مرداس السلمي.[٣]
كيف اتُخذ سواع صنماً
جاء من الأخبار في مناسبة عبادة صنم سواع وبقية الأصنام التي ذكرت في سورة نوح أنّ تلك الأصنام إنّما كانت لرجال صالحين في أقوامهم، وقد كان لهم أتباع يقتدون بهم، وعندما مات هؤلاء الصالحون اجتمعت كلمة الأتباع على تصويرهم حتى يتشوقوا إلى العبادة، ثمّ جاء إبليس إلى من جاء بعدهم ليوسوس لهم قائلاً إنّما كان من سبقكم يعبدون تلك الصور ويسقون بهم المطر، فعبدوهم لأجل ذلك.[٣].
المراجع
- ↑ سورة نوح، آية: 23.
- ↑ “فتح مكة وهدم العزى وسواع ومناة”، إسلام ويب ، 2015-07-05، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-19. بتصرّف.
- ^ أ ب ت الدكتور جواد علي (2001)، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (الطبعة 4)، بيروت-لبنان: دار الساقي، صفحة 257،258،259، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ د. هند بنت مصطفى شريعي (2014-02-15)، “أحداث بعد الفتح (3)”، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-19. بتصرّف.