شاه جهان باني تاج محل
شاه جهان هو غياث الدين خُرّم بن جهانكير، وأطلق عليه عند توليه العرش اسم شهاب الدين محمد شاه جهان، وهو أوّل حاكم مغوليّ تجري في عروقه دماء هندية، فأمّه هي مانماتي ابنة أحد أمراء الهندوس، واتّصف جهان بالذكاء الشديد، ورجاحة العقل، فقد كان متمرّساً بأمور الحكم، والحرب، ونتيجة لذلك قام والده بتوليته إقليم جنوب الهند، ومن أهم المعالم الأثرية الخالدة التي خلفها وراءه “تاج محل”، وهو علامة على وفائه لزوجته المفضلة لديه “ممتاز محل”.
قصة حب شاه جهان وممتاز محل
التقى الحبيبان شاه جهان وممتاز محل لأول مرة في السوق فأحبها، وكانت فتاة ذات شأنٍ رفيعٍ تنتمي لعائلة عريقة تتّصف بالذكاء الشديد، والجمال الباهر، وتحب الموسيقى، والشعر، وكان عمر شاه جهان ستة عشر عاماً، وممتاز محل خمسة عشر عاماً، ولم يكن زواجه منها سهلاً، فقد كان الزواج في ذلك الوقت يتمّ بحسب المصالح السياسيّة، فتزوّج شاه جهان من فتاة أخرى، إلّا أنّه عاد ليتزوج بحبّه الأول ممتاز محل فأصبحت تلازمه، وكان يستشيرها بكل الأمور، وتدفعه للقيام بالأعمال الإنسانيّة فيساعد الضعفاء، ويعين الفقراء، فكانت الزوجة المفضلة لديه، وتوفيت ممتاز محل وهي تنجب مولودها الرابع عشر.
تاج محل
يقع تاج محل في منتصف ساحة وحديقة واسعة جداً في مدينة أكرا شمال غرب الهند، وكانت هذه المدينة عاصمة لسلاطين المغول المسلمين، وهو ضريح رائع مصنوع من الرخام الأبيض، بناه الإمبراطور المغولي شاه جهان، تخليداً لذكرى زوجته الثالثة أرجمند بانوبيكم والتي تعرف باسم “ممتاز محل”، صمّمه المهندس عيسى شيرازي، وأمان الله خان شيرازي، ويعتبر تاج محل جوهرة الفن الإسلامي في الهند، وهو يجمع في تصميمه بين الطراز الفارسيّ، والتركيّ، والعثمانيّ، والهنديّ، واستغرق بناؤه عشرون عاماً وعمل فيه اثنان وعشرون ألفاً من العمال مسخرين أنفسهم كل هذه المدّة لبنائه.
عجائب تاج محل
صنع تاج محل من الرخام الأبيض لينعكس الضوء عليه إلى ضوء القمر في جميع الأوقات، في الصباح، والظهيرة، والمساء، إضافةً إلى بنائه على أسلوب النظير التام، فكل نقش على اليمين يقابله نظيره التام على اليسار، وأيضاً تنعكس صورة الضريح بأكملها على جدول الماء الأمامي مشكلة صورة في غاية الجمال، وهناك ميزة فيه هي تغير لونه بتغير فصول السنة، وأيضاً بتغير أوقات اليوم، فينعكس لون الزهور الوردي عند الفجر على لون رخامه الأبيض، واللون الرمادي عند الغروب، مشكلاً لوحة فنية مبهرة، وعندما توفي “شاه جهان” تم دفنه بجوار زوجته “ممتاز” في هذا الصرح العظيم.