محتويات
'); }
رأس الرجاء الصالح
تحكّم العرب المسلمون لفتراتٍ طويلة بالطرق البحريّة التي كانت تصل بين دول المغرب وأوروبا بدول جنوب آسيا والهند، ممّا يعني أنّهم كانوا متحكمين في حركة القوافل والسفن التجارية بين المشرق والمغرب، وسبّب هذا الأمر كثيراً من الحنق والانزعاج لدى الأوروبيين الذين ظلّوا يحلمون باكتشاف طريقٍ مستقلة لا تضطرّهم للمرور عبر الدول الإسلاميّة، فبدأت من أجل تحقيق هذا الحلم رحلات المستكشفين البرتغاليين الذين انطلقوا بحماسةٍ شديدة يحدوهم في ذلك أمل اكتشاف طريق بديلة، حيث تحقّق ذلك الحلم لاحقا على يد أحد الرّحالة البرتغاليين حينما اكتشف طريقاً سُمّي بطريق رأس الرجاء الصالح.
المستكشف فاسكو دا جاما
ولد المستشكف البرتغالي فاسكو دا جاما في البرتغال لأب نبيل كان حاكم مقاطعة ساينز، ولأمٍ لها نسب قرابة مع الأسرة المالكة حينئذ، وبدأت قصّة دا جاما مع الرحلات البحريّة حينما كُلِّف والده استيفاو من الملك إيمانويل الأوّل بقيادة رحلةٍ بحريّة هدفها استكشاف طريقٍ بديل لطريق الحرير، ولكن استيفاو توفي قبل أن يمضي في رحلته، ثم قرر مانويل اختيار ابنه فاسكو ليكون قائد الأسطول البحري المتوجّه إلى جنوب أفريقيا.
'); }
رحلة فاسكوا دا جاما
توجّه فاسكو داجاما إلى جنوب أفريقيا منطلقاً من لشبونة في البرتغال، واستطاع الوصول إلى رأس الرجاء الصّالح سنة 1497م مستعيناً بالرحالة العربي ابن ماجد، حيث كان العرب يعلمون وجود هذا الطريق، ولكنّهم لم يحتاجوا للمرور منه لوجود طريق الحرير، ثمّ استمر دا جاما برحلته حتى وصل إلى شرق أفريقيا، وكانت وجهته الأولى موزمبيق، حيث نزل ضيفاً على حاكمها المسلم مدعياً الإسلام، ولكن سرعان ما اكتشف سكان موزمبيق أمره، فهرب من البلاد بعد أن قذفها بالمدافع انتقاماً من أهلها.
استمرار الرحلة البحرية
استمر دا جاما برحلته حتى وصل إلى الهند، حيث أمر عدداً من التجار البرتغاليين بالبقاء فيها، ثمّ عاد إلى البرتغال، حيث كافأه الملك على جهوده الجبارة في اكتشاف هذا الطريق الحيويّ، ومنحه لقب أدميرال البحر الهندي، ولقب كونت، كما منحه أراضي في ساينز، وراتباً شهريّاً كبيراً له ولذريّته من بعده.
عاد دي جاما إلى الهند مرات عدة كان من بينها سنة 1502م، حيث تثبتت أرجل البرتغاليين في تلك البلاد، ومن الحوادث المؤلمة التي قام بها احتجاز سفينة تحمل حجاجاً مسلمين، حيث حرقها مودياً بحياة العشرات من الرجال، والأطفال، والنساء الذين كانوا عليها، كما احتجز قوارب تجار مسلمين تحمل الأرز في طريق عودتها من الهند، حيث قتل الصيادين ومثّل بجثثهم، وكانت وفاته في كاليكوت في الهند سنة 1524م، ثم نُقل رفاته لاحقا ليدفن في البرتغال سنة 1539م.