علماء

من أول من فصل طب الأطفال عن غيرهم

مقالات ذات صلة

الرازي أول من فصل بين طب الأطفال عن غيرهم

يُعدّ العالم العربيّ الرازي أول من اهتمّ بتأسيس وفصل طبّ الأطفال كفرعٍ طبيّ مستقل عن علوم الطبّ الأُخرى، وألّف أوّل كتاب متخصّص في هذا الحقل الطبّي.[١] والرازي هو أبو بكر محمد الرازي، ولم يتّفق علماء التاريخ حول سنوات وفاته وميلاده، ويُقدَّر أنّه عاش في الفترة الزمنيّة من عام 840م-925م.[٢]

الرازي

وُلِدَ الرازي في بلاد فارس وتحديداً في مدينة الريّ، كان مهتماً بالكيمياء، والفلسفة، والأدب، والمنطق، والشعر، والعلم، وحصل على شهرةٍ كبيرة بعد ظهور اهتمامه بالطبّ؛ خاصّة عند انتشار كتابه الحاوي الذي ساهم في نقل العلوم الطبيّة إلى قارة أوروبا، بالإضافة إلى كتابه الشهير الآخر المُعنوَن بالطّب المنصوري،[٢] ولا توجد معلومات كثيرة عن مرحلتَي الشباب والطفولة في حياة الرازي،[٣] إلّا أنّ إنجازاته ودراساته في الطبّ والفلسفة ساهمت في التعريف عنه.

الطبّ عند الرازي

أُطلِقت العديد من الألقاب على الرازي، مثل: جالينيوس العرب، وطبيب العرب الأول؛ بسبب شهرته وتفوُّقه في مجال الطبّ؛ حيث ساهم تأليفه لكتاب الحاوي الطبيّ في زيادة شهرته العلميّة، ومن ثمّ ألّف كتاباً غيره بعنوان الطبّ المنصوريّ، كان سبباً في انتشار اسمه في العالم الإسلاميّ وأوروبا. ظهرت العديد من الدراسات والآراء الخاصة بالرازي حول الطبّ؛ إذ يُعدّ أول من قدّمَ وصفاً حول عصب الحنجرة الراجع، وفي مجال الدواء ظلّ أبو بكر الرّازي ينصح الأطباء بالاعتماد على الغذاء، مؤكّداً أنه إذا لم يوفّر الغذاء للمريض العلاج المناسب، عندها فقط يُعتمَد على استخدام الدواء.[٤]

اهتمّ الرازي بتقديم أوصاف حول العديد من الأمراض، فوصف مرضَي الحصبة والجدري بشكلٍ واضح، وحرص على كتابة الفروقات بينهما، وألّف في المرضَين كتاباً بعنوان (في الجدري والحصبة)، كما وصف مرض اليرقان المرتبط مع الكبد عند الإنسان، ويُعدّ الرازي أوّل عالم ساهم في تقديم شرح حول الفروق بين الغيبوبة والسّكتة الدماغيّة، وشرح الفروقات بين الزائدة الدوديّة والقولون الكلويّ، وهو أول من قال إنّ حدقات العيون تتّسع أثناء وجود الإنسان في الظلام، وتضيق أثناء وجوده في الضوء، كما كان الرّازي أوّل من استخدم الأفيون كمُخدّرٍ في العمليات الجراحيّة، وكان أوّل من اعتمد على التبخير في العلاج.[٤]

الفلسفة عند الرازي

اهتمّ الرازي بدراسة الفلسفة، ولكنّ دراساته الفلسفيّة لم تحصل على قبول مثل دراساته في مجال الطبّ، فقد اتفق جميع علماء التاريخ على أهمية طبّ الرازي في الإسلام، في حين لم يتّفق أغلب المفكّرين مع آرائه وأفكاره الفلسفيّة؛ بسبب اهتمامه بالتحرر الفكريّ الفلسفيّ الخارج عن طبيعة الأفكار المألوفة المنتشرة في العصر الذي عاش فيه، وقد حرصت مجموعة كبيرة من الفلاسفة، وأخصّائيّي الأدب، وعلماء الفقه على الردّ على آراء الرازي الفلسفيّة المنشورة في مجموعة من المُؤلفات، مثل كتاب العلم الإلهيّ الذي واجه الكثير من الانتقادات، إلا أنّه حافظ على مكانته كأحد الكُتب القيّمة في الفلسفة الإسلاميّة.[٣]

اختفت أغلب كُتب الرازي ومُؤلفاته في مجال الفلسفة، ولم يبقَ منها إلّا الكُتب المُصنَّفة من خلال العالم والمُفكّر البيروني، وشملت مؤلفات الرازي الفلسفيّة التي جمعها البيرونيّ في كتاب (رسائل فلسفية لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي) 11 عنواناً مختلفاً من الكُتب، والرسائل، والمقالات، وأجزاء مبعثرة أُخرى؛ سواءً في اللغتين العربيّة أو الفارسيّة، وصدرت هذه المؤلفات مطبوعةً معاً في عام 1939م.[٣]

المنهاج التجريبيّ عند الرازي

شهد عصر الرازي ظهور مجموعة من العلوم الطبيّة، مثل الطبّ المصريّ، والطبّ الفارسيّ، والطبّ اليونانيّ، والطبّ الهنديّ؛ بسبب حرص العلماء والمُفكّرين على ترجمة المؤلفات والكُتب الخاصة بتلك الحضارات، فاهتمّ الرازي بقراءتها بشكلٍ كامل، ولكنه لم يعتمد عليها فقط، بل حرص على تطبيق التجارب، والملاحظات، والاستنتاجات.[٥]

انتشر تأثير الطب اليونانيّ في عصر الرازي، ولكن أغلب النظريات الطبيّة اليونانيّة لم تكن تعتمد على التطبيق العمليّ المُجرَّب، وكان للرازي نظرة أُخرى؛ حيث وضّحَ أنه لا يحقّ للعالم اعتماد نظريةٍ ما لم تتطابق مع المشاهدات الواقعيّة والفعليّة، بل يجب الاعتماد على التجارب والملاحظات؛ حتّى يتمّ الوصول إلى الاستنتاجات المعتمدة على الحقائق.[٥]

حرص الرازي أثناء تعامله مع المريض على سؤاله عن جميع الأعراض الخاصّة بمرضه؛ حيث كان يهتمّ بالتعرُّف على تاريخ المرض، والأسباب المتوقعة لحدوثه. وقاس الرّازي نبض المريض وحرارته، وفي حال كان المريض بحاجة إلى علاج مُكثَّف، كان يرسله إلى المستشفى كي تتمّ متابعته بشكلٍ مستمر؛ لتسجيل جميع المعلومات التي تُساعد على تحديد أسباب حدوث المرض؛ بهدف تقديم العلاج المناسب له.[٥]

إنجازات الرازي ومساهماته

استطاع الرازي أثناء حياته أن يُحقق العديد من الإنجازات والمساهمات في مختلف المجالات، وفيما يأتي معلومات عن أهمّها:[٥]

  • تأسيس القواعد الخاصّة بالطب التجريبيّ: عن طريق الاعتماد على الحيوانات، فاعتمد على القرود في تجربة بعض أنواع الدواء، فإذا كانت نتائجها مفيدةً ولم تسبب أيّ ضرر فيعطيها للإنسان، وفي الوقت الحالي لا تُستخدَم أنواع عديدة للاستهلاك البشريّ دون تجربتها على الحيوانات؛ تقليداً للرازي في طريقة عمله.
  • ابتكار الخيوط المُستخدَمة في الجراحة: هي خيوط عمليّات عالية الجودة مصنوعة من أمعاء القطط، وظلّت هذه الخيوط مستخدمةً قروناً عديدةً، ولم يتوقف استخدامها إلّا في أواخر القرن العشرين.
  • صناعة المرهم من الزئبق.
  • التفريق بين النزيف الشرياني والنزيف الوريدي: حيث كان يربط مكان الجرح في النزيف الشرياني لإيقافه، بينما يضغط بالأصابع في حالة النزيف الوريدي، وما زالت هذه الطريقة مُستخدَمةً إلى اليوم.
  • علاج ماء العين: يُعدّ الرازي أول طبيب وصف استخراج الماء المتجمّع في العين.
  • استخدام المليّنات: يُعدّ الرازي أول طبيب استخدم المليّنات في علم الأدوية والصيدلة.
  • وصف الحمّى: يُعدّ الرازي أول طبيب أشار إلى أن الحمّى تُمثّل نوعاً من أعراض الأمراض، وليست مرضاً منفصلاً.
  • دراسة أكثر من فرع طبي، وتقديم العديد من الشروحات لها: مثل الجراحة، وأمراض الأطفال، وأمراض العيون، والأمراض الباطنيّة، وغيرها.

المراجع

  1. د. إسماعيل الفاروقي، ود. لوس الفاروقي (1998)، أطلس الحضارة الإسلامية (الطبعة الأولى)، الرياض-السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة: 468. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “الرازي.. صاحب الحاوي وطبيب العرب الأول”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت “الرازي (محمد بن زكريا-)”، www.arab-ency.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “أبو بكر الرازي”، www.kaahe.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث “أبو بكر الرازي”، islamstory.com، 26-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

الرازي أول من فصل بين طب الأطفال عن غيرهم

يُعدّ العالم العربيّ الرازي أول من اهتمّ بتأسيس وفصل طبّ الأطفال كفرعٍ طبيّ مستقل عن علوم الطبّ الأُخرى، وألّف أوّل كتاب متخصّص في هذا الحقل الطبّي.[١] والرازي هو أبو بكر محمد الرازي، ولم يتّفق علماء التاريخ حول سنوات وفاته وميلاده، ويُقدَّر أنّه عاش في الفترة الزمنيّة من عام 840م-925م.[٢]

الرازي

وُلِدَ الرازي في بلاد فارس وتحديداً في مدينة الريّ، كان مهتماً بالكيمياء، والفلسفة، والأدب، والمنطق، والشعر، والعلم، وحصل على شهرةٍ كبيرة بعد ظهور اهتمامه بالطبّ؛ خاصّة عند انتشار كتابه الحاوي الذي ساهم في نقل العلوم الطبيّة إلى قارة أوروبا، بالإضافة إلى كتابه الشهير الآخر المُعنوَن بالطّب المنصوري،[٢] ولا توجد معلومات كثيرة عن مرحلتَي الشباب والطفولة في حياة الرازي،[٣] إلّا أنّ إنجازاته ودراساته في الطبّ والفلسفة ساهمت في التعريف عنه.

الطبّ عند الرازي

أُطلِقت العديد من الألقاب على الرازي، مثل: جالينيوس العرب، وطبيب العرب الأول؛ بسبب شهرته وتفوُّقه في مجال الطبّ؛ حيث ساهم تأليفه لكتاب الحاوي الطبيّ في زيادة شهرته العلميّة، ومن ثمّ ألّف كتاباً غيره بعنوان الطبّ المنصوريّ، كان سبباً في انتشار اسمه في العالم الإسلاميّ وأوروبا. ظهرت العديد من الدراسات والآراء الخاصة بالرازي حول الطبّ؛ إذ يُعدّ أول من قدّمَ وصفاً حول عصب الحنجرة الراجع، وفي مجال الدواء ظلّ أبو بكر الرّازي ينصح الأطباء بالاعتماد على الغذاء، مؤكّداً أنه إذا لم يوفّر الغذاء للمريض العلاج المناسب، عندها فقط يُعتمَد على استخدام الدواء.[٤]

اهتمّ الرازي بتقديم أوصاف حول العديد من الأمراض، فوصف مرضَي الحصبة والجدري بشكلٍ واضح، وحرص على كتابة الفروقات بينهما، وألّف في المرضَين كتاباً بعنوان (في الجدري والحصبة)، كما وصف مرض اليرقان المرتبط مع الكبد عند الإنسان، ويُعدّ الرازي أوّل عالم ساهم في تقديم شرح حول الفروق بين الغيبوبة والسّكتة الدماغيّة، وشرح الفروقات بين الزائدة الدوديّة والقولون الكلويّ، وهو أول من قال إنّ حدقات العيون تتّسع أثناء وجود الإنسان في الظلام، وتضيق أثناء وجوده في الضوء، كما كان الرّازي أوّل من استخدم الأفيون كمُخدّرٍ في العمليات الجراحيّة، وكان أوّل من اعتمد على التبخير في العلاج.[٤]

الفلسفة عند الرازي

اهتمّ الرازي بدراسة الفلسفة، ولكنّ دراساته الفلسفيّة لم تحصل على قبول مثل دراساته في مجال الطبّ، فقد اتفق جميع علماء التاريخ على أهمية طبّ الرازي في الإسلام، في حين لم يتّفق أغلب المفكّرين مع آرائه وأفكاره الفلسفيّة؛ بسبب اهتمامه بالتحرر الفكريّ الفلسفيّ الخارج عن طبيعة الأفكار المألوفة المنتشرة في العصر الذي عاش فيه، وقد حرصت مجموعة كبيرة من الفلاسفة، وأخصّائيّي الأدب، وعلماء الفقه على الردّ على آراء الرازي الفلسفيّة المنشورة في مجموعة من المُؤلفات، مثل كتاب العلم الإلهيّ الذي واجه الكثير من الانتقادات، إلا أنّه حافظ على مكانته كأحد الكُتب القيّمة في الفلسفة الإسلاميّة.[٣]

اختفت أغلب كُتب الرازي ومُؤلفاته في مجال الفلسفة، ولم يبقَ منها إلّا الكُتب المُصنَّفة من خلال العالم والمُفكّر البيروني، وشملت مؤلفات الرازي الفلسفيّة التي جمعها البيرونيّ في كتاب (رسائل فلسفية لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي) 11 عنواناً مختلفاً من الكُتب، والرسائل، والمقالات، وأجزاء مبعثرة أُخرى؛ سواءً في اللغتين العربيّة أو الفارسيّة، وصدرت هذه المؤلفات مطبوعةً معاً في عام 1939م.[٣]

المنهاج التجريبيّ عند الرازي

شهد عصر الرازي ظهور مجموعة من العلوم الطبيّة، مثل الطبّ المصريّ، والطبّ الفارسيّ، والطبّ اليونانيّ، والطبّ الهنديّ؛ بسبب حرص العلماء والمُفكّرين على ترجمة المؤلفات والكُتب الخاصة بتلك الحضارات، فاهتمّ الرازي بقراءتها بشكلٍ كامل، ولكنه لم يعتمد عليها فقط، بل حرص على تطبيق التجارب، والملاحظات، والاستنتاجات.[٥]

انتشر تأثير الطب اليونانيّ في عصر الرازي، ولكن أغلب النظريات الطبيّة اليونانيّة لم تكن تعتمد على التطبيق العمليّ المُجرَّب، وكان للرازي نظرة أُخرى؛ حيث وضّحَ أنه لا يحقّ للعالم اعتماد نظريةٍ ما لم تتطابق مع المشاهدات الواقعيّة والفعليّة، بل يجب الاعتماد على التجارب والملاحظات؛ حتّى يتمّ الوصول إلى الاستنتاجات المعتمدة على الحقائق.[٥]

حرص الرازي أثناء تعامله مع المريض على سؤاله عن جميع الأعراض الخاصّة بمرضه؛ حيث كان يهتمّ بالتعرُّف على تاريخ المرض، والأسباب المتوقعة لحدوثه. وقاس الرّازي نبض المريض وحرارته، وفي حال كان المريض بحاجة إلى علاج مُكثَّف، كان يرسله إلى المستشفى كي تتمّ متابعته بشكلٍ مستمر؛ لتسجيل جميع المعلومات التي تُساعد على تحديد أسباب حدوث المرض؛ بهدف تقديم العلاج المناسب له.[٥]

إنجازات الرازي ومساهماته

استطاع الرازي أثناء حياته أن يُحقق العديد من الإنجازات والمساهمات في مختلف المجالات، وفيما يأتي معلومات عن أهمّها:[٥]

  • تأسيس القواعد الخاصّة بالطب التجريبيّ: عن طريق الاعتماد على الحيوانات، فاعتمد على القرود في تجربة بعض أنواع الدواء، فإذا كانت نتائجها مفيدةً ولم تسبب أيّ ضرر فيعطيها للإنسان، وفي الوقت الحالي لا تُستخدَم أنواع عديدة للاستهلاك البشريّ دون تجربتها على الحيوانات؛ تقليداً للرازي في طريقة عمله.
  • ابتكار الخيوط المُستخدَمة في الجراحة: هي خيوط عمليّات عالية الجودة مصنوعة من أمعاء القطط، وظلّت هذه الخيوط مستخدمةً قروناً عديدةً، ولم يتوقف استخدامها إلّا في أواخر القرن العشرين.
  • صناعة المرهم من الزئبق.
  • التفريق بين النزيف الشرياني والنزيف الوريدي: حيث كان يربط مكان الجرح في النزيف الشرياني لإيقافه، بينما يضغط بالأصابع في حالة النزيف الوريدي، وما زالت هذه الطريقة مُستخدَمةً إلى اليوم.
  • علاج ماء العين: يُعدّ الرازي أول طبيب وصف استخراج الماء المتجمّع في العين.
  • استخدام المليّنات: يُعدّ الرازي أول طبيب استخدم المليّنات في علم الأدوية والصيدلة.
  • وصف الحمّى: يُعدّ الرازي أول طبيب أشار إلى أن الحمّى تُمثّل نوعاً من أعراض الأمراض، وليست مرضاً منفصلاً.
  • دراسة أكثر من فرع طبي، وتقديم العديد من الشروحات لها: مثل الجراحة، وأمراض الأطفال، وأمراض العيون، والأمراض الباطنيّة، وغيرها.

المراجع

  1. د. إسماعيل الفاروقي، ود. لوس الفاروقي (1998)، أطلس الحضارة الإسلامية (الطبعة الأولى)، الرياض-السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة: 468. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “الرازي.. صاحب الحاوي وطبيب العرب الأول”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت “الرازي (محمد بن زكريا-)”، www.arab-ency.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “أبو بكر الرازي”، www.kaahe.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث “أبو بكر الرازي”، islamstory.com، 26-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

الرازي أول من فصل بين طب الأطفال عن غيرهم

يُعدّ العالم العربيّ الرازي أول من اهتمّ بتأسيس وفصل طبّ الأطفال كفرعٍ طبيّ مستقل عن علوم الطبّ الأُخرى، وألّف أوّل كتاب متخصّص في هذا الحقل الطبّي.[١] والرازي هو أبو بكر محمد الرازي، ولم يتّفق علماء التاريخ حول سنوات وفاته وميلاده، ويُقدَّر أنّه عاش في الفترة الزمنيّة من عام 840م-925م.[٢]

الرازي

وُلِدَ الرازي في بلاد فارس وتحديداً في مدينة الريّ، كان مهتماً بالكيمياء، والفلسفة، والأدب، والمنطق، والشعر، والعلم، وحصل على شهرةٍ كبيرة بعد ظهور اهتمامه بالطبّ؛ خاصّة عند انتشار كتابه الحاوي الذي ساهم في نقل العلوم الطبيّة إلى قارة أوروبا، بالإضافة إلى كتابه الشهير الآخر المُعنوَن بالطّب المنصوري،[٢] ولا توجد معلومات كثيرة عن مرحلتَي الشباب والطفولة في حياة الرازي،[٣] إلّا أنّ إنجازاته ودراساته في الطبّ والفلسفة ساهمت في التعريف عنه.

الطبّ عند الرازي

أُطلِقت العديد من الألقاب على الرازي، مثل: جالينيوس العرب، وطبيب العرب الأول؛ بسبب شهرته وتفوُّقه في مجال الطبّ؛ حيث ساهم تأليفه لكتاب الحاوي الطبيّ في زيادة شهرته العلميّة، ومن ثمّ ألّف كتاباً غيره بعنوان الطبّ المنصوريّ، كان سبباً في انتشار اسمه في العالم الإسلاميّ وأوروبا. ظهرت العديد من الدراسات والآراء الخاصة بالرازي حول الطبّ؛ إذ يُعدّ أول من قدّمَ وصفاً حول عصب الحنجرة الراجع، وفي مجال الدواء ظلّ أبو بكر الرّازي ينصح الأطباء بالاعتماد على الغذاء، مؤكّداً أنه إذا لم يوفّر الغذاء للمريض العلاج المناسب، عندها فقط يُعتمَد على استخدام الدواء.[٤]

اهتمّ الرازي بتقديم أوصاف حول العديد من الأمراض، فوصف مرضَي الحصبة والجدري بشكلٍ واضح، وحرص على كتابة الفروقات بينهما، وألّف في المرضَين كتاباً بعنوان (في الجدري والحصبة)، كما وصف مرض اليرقان المرتبط مع الكبد عند الإنسان، ويُعدّ الرازي أوّل عالم ساهم في تقديم شرح حول الفروق بين الغيبوبة والسّكتة الدماغيّة، وشرح الفروقات بين الزائدة الدوديّة والقولون الكلويّ، وهو أول من قال إنّ حدقات العيون تتّسع أثناء وجود الإنسان في الظلام، وتضيق أثناء وجوده في الضوء، كما كان الرّازي أوّل من استخدم الأفيون كمُخدّرٍ في العمليات الجراحيّة، وكان أوّل من اعتمد على التبخير في العلاج.[٤]

الفلسفة عند الرازي

اهتمّ الرازي بدراسة الفلسفة، ولكنّ دراساته الفلسفيّة لم تحصل على قبول مثل دراساته في مجال الطبّ، فقد اتفق جميع علماء التاريخ على أهمية طبّ الرازي في الإسلام، في حين لم يتّفق أغلب المفكّرين مع آرائه وأفكاره الفلسفيّة؛ بسبب اهتمامه بالتحرر الفكريّ الفلسفيّ الخارج عن طبيعة الأفكار المألوفة المنتشرة في العصر الذي عاش فيه، وقد حرصت مجموعة كبيرة من الفلاسفة، وأخصّائيّي الأدب، وعلماء الفقه على الردّ على آراء الرازي الفلسفيّة المنشورة في مجموعة من المُؤلفات، مثل كتاب العلم الإلهيّ الذي واجه الكثير من الانتقادات، إلا أنّه حافظ على مكانته كأحد الكُتب القيّمة في الفلسفة الإسلاميّة.[٣]

اختفت أغلب كُتب الرازي ومُؤلفاته في مجال الفلسفة، ولم يبقَ منها إلّا الكُتب المُصنَّفة من خلال العالم والمُفكّر البيروني، وشملت مؤلفات الرازي الفلسفيّة التي جمعها البيرونيّ في كتاب (رسائل فلسفية لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي) 11 عنواناً مختلفاً من الكُتب، والرسائل، والمقالات، وأجزاء مبعثرة أُخرى؛ سواءً في اللغتين العربيّة أو الفارسيّة، وصدرت هذه المؤلفات مطبوعةً معاً في عام 1939م.[٣]

المنهاج التجريبيّ عند الرازي

شهد عصر الرازي ظهور مجموعة من العلوم الطبيّة، مثل الطبّ المصريّ، والطبّ الفارسيّ، والطبّ اليونانيّ، والطبّ الهنديّ؛ بسبب حرص العلماء والمُفكّرين على ترجمة المؤلفات والكُتب الخاصة بتلك الحضارات، فاهتمّ الرازي بقراءتها بشكلٍ كامل، ولكنه لم يعتمد عليها فقط، بل حرص على تطبيق التجارب، والملاحظات، والاستنتاجات.[٥]

انتشر تأثير الطب اليونانيّ في عصر الرازي، ولكن أغلب النظريات الطبيّة اليونانيّة لم تكن تعتمد على التطبيق العمليّ المُجرَّب، وكان للرازي نظرة أُخرى؛ حيث وضّحَ أنه لا يحقّ للعالم اعتماد نظريةٍ ما لم تتطابق مع المشاهدات الواقعيّة والفعليّة، بل يجب الاعتماد على التجارب والملاحظات؛ حتّى يتمّ الوصول إلى الاستنتاجات المعتمدة على الحقائق.[٥]

حرص الرازي أثناء تعامله مع المريض على سؤاله عن جميع الأعراض الخاصّة بمرضه؛ حيث كان يهتمّ بالتعرُّف على تاريخ المرض، والأسباب المتوقعة لحدوثه. وقاس الرّازي نبض المريض وحرارته، وفي حال كان المريض بحاجة إلى علاج مُكثَّف، كان يرسله إلى المستشفى كي تتمّ متابعته بشكلٍ مستمر؛ لتسجيل جميع المعلومات التي تُساعد على تحديد أسباب حدوث المرض؛ بهدف تقديم العلاج المناسب له.[٥]

إنجازات الرازي ومساهماته

استطاع الرازي أثناء حياته أن يُحقق العديد من الإنجازات والمساهمات في مختلف المجالات، وفيما يأتي معلومات عن أهمّها:[٥]

  • تأسيس القواعد الخاصّة بالطب التجريبيّ: عن طريق الاعتماد على الحيوانات، فاعتمد على القرود في تجربة بعض أنواع الدواء، فإذا كانت نتائجها مفيدةً ولم تسبب أيّ ضرر فيعطيها للإنسان، وفي الوقت الحالي لا تُستخدَم أنواع عديدة للاستهلاك البشريّ دون تجربتها على الحيوانات؛ تقليداً للرازي في طريقة عمله.
  • ابتكار الخيوط المُستخدَمة في الجراحة: هي خيوط عمليّات عالية الجودة مصنوعة من أمعاء القطط، وظلّت هذه الخيوط مستخدمةً قروناً عديدةً، ولم يتوقف استخدامها إلّا في أواخر القرن العشرين.
  • صناعة المرهم من الزئبق.
  • التفريق بين النزيف الشرياني والنزيف الوريدي: حيث كان يربط مكان الجرح في النزيف الشرياني لإيقافه، بينما يضغط بالأصابع في حالة النزيف الوريدي، وما زالت هذه الطريقة مُستخدَمةً إلى اليوم.
  • علاج ماء العين: يُعدّ الرازي أول طبيب وصف استخراج الماء المتجمّع في العين.
  • استخدام المليّنات: يُعدّ الرازي أول طبيب استخدم المليّنات في علم الأدوية والصيدلة.
  • وصف الحمّى: يُعدّ الرازي أول طبيب أشار إلى أن الحمّى تُمثّل نوعاً من أعراض الأمراض، وليست مرضاً منفصلاً.
  • دراسة أكثر من فرع طبي، وتقديم العديد من الشروحات لها: مثل الجراحة، وأمراض الأطفال، وأمراض العيون، والأمراض الباطنيّة، وغيرها.

المراجع

  1. د. إسماعيل الفاروقي، ود. لوس الفاروقي (1998)، أطلس الحضارة الإسلامية (الطبعة الأولى)، الرياض-السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة: 468. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “الرازي.. صاحب الحاوي وطبيب العرب الأول”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت “الرازي (محمد بن زكريا-)”، www.arab-ency.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “أبو بكر الرازي”، www.kaahe.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث “أبو بكر الرازي”، islamstory.com، 26-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

الرازي أول من فصل بين طب الأطفال عن غيرهم

يُعدّ العالم العربيّ الرازي أول من اهتمّ بتأسيس وفصل طبّ الأطفال كفرعٍ طبيّ مستقل عن علوم الطبّ الأُخرى، وألّف أوّل كتاب متخصّص في هذا الحقل الطبّي.[١] والرازي هو أبو بكر محمد الرازي، ولم يتّفق علماء التاريخ حول سنوات وفاته وميلاده، ويُقدَّر أنّه عاش في الفترة الزمنيّة من عام 840م-925م.[٢]

الرازي

وُلِدَ الرازي في بلاد فارس وتحديداً في مدينة الريّ، كان مهتماً بالكيمياء، والفلسفة، والأدب، والمنطق، والشعر، والعلم، وحصل على شهرةٍ كبيرة بعد ظهور اهتمامه بالطبّ؛ خاصّة عند انتشار كتابه الحاوي الذي ساهم في نقل العلوم الطبيّة إلى قارة أوروبا، بالإضافة إلى كتابه الشهير الآخر المُعنوَن بالطّب المنصوري،[٢] ولا توجد معلومات كثيرة عن مرحلتَي الشباب والطفولة في حياة الرازي،[٣] إلّا أنّ إنجازاته ودراساته في الطبّ والفلسفة ساهمت في التعريف عنه.

الطبّ عند الرازي

أُطلِقت العديد من الألقاب على الرازي، مثل: جالينيوس العرب، وطبيب العرب الأول؛ بسبب شهرته وتفوُّقه في مجال الطبّ؛ حيث ساهم تأليفه لكتاب الحاوي الطبيّ في زيادة شهرته العلميّة، ومن ثمّ ألّف كتاباً غيره بعنوان الطبّ المنصوريّ، كان سبباً في انتشار اسمه في العالم الإسلاميّ وأوروبا. ظهرت العديد من الدراسات والآراء الخاصة بالرازي حول الطبّ؛ إذ يُعدّ أول من قدّمَ وصفاً حول عصب الحنجرة الراجع، وفي مجال الدواء ظلّ أبو بكر الرّازي ينصح الأطباء بالاعتماد على الغذاء، مؤكّداً أنه إذا لم يوفّر الغذاء للمريض العلاج المناسب، عندها فقط يُعتمَد على استخدام الدواء.[٤]

اهتمّ الرازي بتقديم أوصاف حول العديد من الأمراض، فوصف مرضَي الحصبة والجدري بشكلٍ واضح، وحرص على كتابة الفروقات بينهما، وألّف في المرضَين كتاباً بعنوان (في الجدري والحصبة)، كما وصف مرض اليرقان المرتبط مع الكبد عند الإنسان، ويُعدّ الرازي أوّل عالم ساهم في تقديم شرح حول الفروق بين الغيبوبة والسّكتة الدماغيّة، وشرح الفروقات بين الزائدة الدوديّة والقولون الكلويّ، وهو أول من قال إنّ حدقات العيون تتّسع أثناء وجود الإنسان في الظلام، وتضيق أثناء وجوده في الضوء، كما كان الرّازي أوّل من استخدم الأفيون كمُخدّرٍ في العمليات الجراحيّة، وكان أوّل من اعتمد على التبخير في العلاج.[٤]

الفلسفة عند الرازي

اهتمّ الرازي بدراسة الفلسفة، ولكنّ دراساته الفلسفيّة لم تحصل على قبول مثل دراساته في مجال الطبّ، فقد اتفق جميع علماء التاريخ على أهمية طبّ الرازي في الإسلام، في حين لم يتّفق أغلب المفكّرين مع آرائه وأفكاره الفلسفيّة؛ بسبب اهتمامه بالتحرر الفكريّ الفلسفيّ الخارج عن طبيعة الأفكار المألوفة المنتشرة في العصر الذي عاش فيه، وقد حرصت مجموعة كبيرة من الفلاسفة، وأخصّائيّي الأدب، وعلماء الفقه على الردّ على آراء الرازي الفلسفيّة المنشورة في مجموعة من المُؤلفات، مثل كتاب العلم الإلهيّ الذي واجه الكثير من الانتقادات، إلا أنّه حافظ على مكانته كأحد الكُتب القيّمة في الفلسفة الإسلاميّة.[٣]

اختفت أغلب كُتب الرازي ومُؤلفاته في مجال الفلسفة، ولم يبقَ منها إلّا الكُتب المُصنَّفة من خلال العالم والمُفكّر البيروني، وشملت مؤلفات الرازي الفلسفيّة التي جمعها البيرونيّ في كتاب (رسائل فلسفية لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي) 11 عنواناً مختلفاً من الكُتب، والرسائل، والمقالات، وأجزاء مبعثرة أُخرى؛ سواءً في اللغتين العربيّة أو الفارسيّة، وصدرت هذه المؤلفات مطبوعةً معاً في عام 1939م.[٣]

المنهاج التجريبيّ عند الرازي

شهد عصر الرازي ظهور مجموعة من العلوم الطبيّة، مثل الطبّ المصريّ، والطبّ الفارسيّ، والطبّ اليونانيّ، والطبّ الهنديّ؛ بسبب حرص العلماء والمُفكّرين على ترجمة المؤلفات والكُتب الخاصة بتلك الحضارات، فاهتمّ الرازي بقراءتها بشكلٍ كامل، ولكنه لم يعتمد عليها فقط، بل حرص على تطبيق التجارب، والملاحظات، والاستنتاجات.[٥]

انتشر تأثير الطب اليونانيّ في عصر الرازي، ولكن أغلب النظريات الطبيّة اليونانيّة لم تكن تعتمد على التطبيق العمليّ المُجرَّب، وكان للرازي نظرة أُخرى؛ حيث وضّحَ أنه لا يحقّ للعالم اعتماد نظريةٍ ما لم تتطابق مع المشاهدات الواقعيّة والفعليّة، بل يجب الاعتماد على التجارب والملاحظات؛ حتّى يتمّ الوصول إلى الاستنتاجات المعتمدة على الحقائق.[٥]

حرص الرازي أثناء تعامله مع المريض على سؤاله عن جميع الأعراض الخاصّة بمرضه؛ حيث كان يهتمّ بالتعرُّف على تاريخ المرض، والأسباب المتوقعة لحدوثه. وقاس الرّازي نبض المريض وحرارته، وفي حال كان المريض بحاجة إلى علاج مُكثَّف، كان يرسله إلى المستشفى كي تتمّ متابعته بشكلٍ مستمر؛ لتسجيل جميع المعلومات التي تُساعد على تحديد أسباب حدوث المرض؛ بهدف تقديم العلاج المناسب له.[٥]

إنجازات الرازي ومساهماته

استطاع الرازي أثناء حياته أن يُحقق العديد من الإنجازات والمساهمات في مختلف المجالات، وفيما يأتي معلومات عن أهمّها:[٥]

  • تأسيس القواعد الخاصّة بالطب التجريبيّ: عن طريق الاعتماد على الحيوانات، فاعتمد على القرود في تجربة بعض أنواع الدواء، فإذا كانت نتائجها مفيدةً ولم تسبب أيّ ضرر فيعطيها للإنسان، وفي الوقت الحالي لا تُستخدَم أنواع عديدة للاستهلاك البشريّ دون تجربتها على الحيوانات؛ تقليداً للرازي في طريقة عمله.
  • ابتكار الخيوط المُستخدَمة في الجراحة: هي خيوط عمليّات عالية الجودة مصنوعة من أمعاء القطط، وظلّت هذه الخيوط مستخدمةً قروناً عديدةً، ولم يتوقف استخدامها إلّا في أواخر القرن العشرين.
  • صناعة المرهم من الزئبق.
  • التفريق بين النزيف الشرياني والنزيف الوريدي: حيث كان يربط مكان الجرح في النزيف الشرياني لإيقافه، بينما يضغط بالأصابع في حالة النزيف الوريدي، وما زالت هذه الطريقة مُستخدَمةً إلى اليوم.
  • علاج ماء العين: يُعدّ الرازي أول طبيب وصف استخراج الماء المتجمّع في العين.
  • استخدام المليّنات: يُعدّ الرازي أول طبيب استخدم المليّنات في علم الأدوية والصيدلة.
  • وصف الحمّى: يُعدّ الرازي أول طبيب أشار إلى أن الحمّى تُمثّل نوعاً من أعراض الأمراض، وليست مرضاً منفصلاً.
  • دراسة أكثر من فرع طبي، وتقديم العديد من الشروحات لها: مثل الجراحة، وأمراض الأطفال، وأمراض العيون، والأمراض الباطنيّة، وغيرها.

المراجع

  1. د. إسماعيل الفاروقي، ود. لوس الفاروقي (1998)، أطلس الحضارة الإسلامية (الطبعة الأولى)، الرياض-السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة: 468. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “الرازي.. صاحب الحاوي وطبيب العرب الأول”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت “الرازي (محمد بن زكريا-)”، www.arab-ency.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “أبو بكر الرازي”، www.kaahe.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث “أبو بكر الرازي”، islamstory.com، 26-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

الرازي أول من فصل بين طب الأطفال عن غيرهم

يُعدّ العالم العربيّ الرازي أول من اهتمّ بتأسيس وفصل طبّ الأطفال كفرعٍ طبيّ مستقل عن علوم الطبّ الأُخرى، وألّف أوّل كتاب متخصّص في هذا الحقل الطبّي.[١] والرازي هو أبو بكر محمد الرازي، ولم يتّفق علماء التاريخ حول سنوات وفاته وميلاده، ويُقدَّر أنّه عاش في الفترة الزمنيّة من عام 840م-925م.[٢]

الرازي

وُلِدَ الرازي في بلاد فارس وتحديداً في مدينة الريّ، كان مهتماً بالكيمياء، والفلسفة، والأدب، والمنطق، والشعر، والعلم، وحصل على شهرةٍ كبيرة بعد ظهور اهتمامه بالطبّ؛ خاصّة عند انتشار كتابه الحاوي الذي ساهم في نقل العلوم الطبيّة إلى قارة أوروبا، بالإضافة إلى كتابه الشهير الآخر المُعنوَن بالطّب المنصوري،[٢] ولا توجد معلومات كثيرة عن مرحلتَي الشباب والطفولة في حياة الرازي،[٣] إلّا أنّ إنجازاته ودراساته في الطبّ والفلسفة ساهمت في التعريف عنه.

الطبّ عند الرازي

أُطلِقت العديد من الألقاب على الرازي، مثل: جالينيوس العرب، وطبيب العرب الأول؛ بسبب شهرته وتفوُّقه في مجال الطبّ؛ حيث ساهم تأليفه لكتاب الحاوي الطبيّ في زيادة شهرته العلميّة، ومن ثمّ ألّف كتاباً غيره بعنوان الطبّ المنصوريّ، كان سبباً في انتشار اسمه في العالم الإسلاميّ وأوروبا. ظهرت العديد من الدراسات والآراء الخاصة بالرازي حول الطبّ؛ إذ يُعدّ أول من قدّمَ وصفاً حول عصب الحنجرة الراجع، وفي مجال الدواء ظلّ أبو بكر الرّازي ينصح الأطباء بالاعتماد على الغذاء، مؤكّداً أنه إذا لم يوفّر الغذاء للمريض العلاج المناسب، عندها فقط يُعتمَد على استخدام الدواء.[٤]

اهتمّ الرازي بتقديم أوصاف حول العديد من الأمراض، فوصف مرضَي الحصبة والجدري بشكلٍ واضح، وحرص على كتابة الفروقات بينهما، وألّف في المرضَين كتاباً بعنوان (في الجدري والحصبة)، كما وصف مرض اليرقان المرتبط مع الكبد عند الإنسان، ويُعدّ الرازي أوّل عالم ساهم في تقديم شرح حول الفروق بين الغيبوبة والسّكتة الدماغيّة، وشرح الفروقات بين الزائدة الدوديّة والقولون الكلويّ، وهو أول من قال إنّ حدقات العيون تتّسع أثناء وجود الإنسان في الظلام، وتضيق أثناء وجوده في الضوء، كما كان الرّازي أوّل من استخدم الأفيون كمُخدّرٍ في العمليات الجراحيّة، وكان أوّل من اعتمد على التبخير في العلاج.[٤]

الفلسفة عند الرازي

اهتمّ الرازي بدراسة الفلسفة، ولكنّ دراساته الفلسفيّة لم تحصل على قبول مثل دراساته في مجال الطبّ، فقد اتفق جميع علماء التاريخ على أهمية طبّ الرازي في الإسلام، في حين لم يتّفق أغلب المفكّرين مع آرائه وأفكاره الفلسفيّة؛ بسبب اهتمامه بالتحرر الفكريّ الفلسفيّ الخارج عن طبيعة الأفكار المألوفة المنتشرة في العصر الذي عاش فيه، وقد حرصت مجموعة كبيرة من الفلاسفة، وأخصّائيّي الأدب، وعلماء الفقه على الردّ على آراء الرازي الفلسفيّة المنشورة في مجموعة من المُؤلفات، مثل كتاب العلم الإلهيّ الذي واجه الكثير من الانتقادات، إلا أنّه حافظ على مكانته كأحد الكُتب القيّمة في الفلسفة الإسلاميّة.[٣]

اختفت أغلب كُتب الرازي ومُؤلفاته في مجال الفلسفة، ولم يبقَ منها إلّا الكُتب المُصنَّفة من خلال العالم والمُفكّر البيروني، وشملت مؤلفات الرازي الفلسفيّة التي جمعها البيرونيّ في كتاب (رسائل فلسفية لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي) 11 عنواناً مختلفاً من الكُتب، والرسائل، والمقالات، وأجزاء مبعثرة أُخرى؛ سواءً في اللغتين العربيّة أو الفارسيّة، وصدرت هذه المؤلفات مطبوعةً معاً في عام 1939م.[٣]

المنهاج التجريبيّ عند الرازي

شهد عصر الرازي ظهور مجموعة من العلوم الطبيّة، مثل الطبّ المصريّ، والطبّ الفارسيّ، والطبّ اليونانيّ، والطبّ الهنديّ؛ بسبب حرص العلماء والمُفكّرين على ترجمة المؤلفات والكُتب الخاصة بتلك الحضارات، فاهتمّ الرازي بقراءتها بشكلٍ كامل، ولكنه لم يعتمد عليها فقط، بل حرص على تطبيق التجارب، والملاحظات، والاستنتاجات.[٥]

انتشر تأثير الطب اليونانيّ في عصر الرازي، ولكن أغلب النظريات الطبيّة اليونانيّة لم تكن تعتمد على التطبيق العمليّ المُجرَّب، وكان للرازي نظرة أُخرى؛ حيث وضّحَ أنه لا يحقّ للعالم اعتماد نظريةٍ ما لم تتطابق مع المشاهدات الواقعيّة والفعليّة، بل يجب الاعتماد على التجارب والملاحظات؛ حتّى يتمّ الوصول إلى الاستنتاجات المعتمدة على الحقائق.[٥]

حرص الرازي أثناء تعامله مع المريض على سؤاله عن جميع الأعراض الخاصّة بمرضه؛ حيث كان يهتمّ بالتعرُّف على تاريخ المرض، والأسباب المتوقعة لحدوثه. وقاس الرّازي نبض المريض وحرارته، وفي حال كان المريض بحاجة إلى علاج مُكثَّف، كان يرسله إلى المستشفى كي تتمّ متابعته بشكلٍ مستمر؛ لتسجيل جميع المعلومات التي تُساعد على تحديد أسباب حدوث المرض؛ بهدف تقديم العلاج المناسب له.[٥]

إنجازات الرازي ومساهماته

استطاع الرازي أثناء حياته أن يُحقق العديد من الإنجازات والمساهمات في مختلف المجالات، وفيما يأتي معلومات عن أهمّها:[٥]

  • تأسيس القواعد الخاصّة بالطب التجريبيّ: عن طريق الاعتماد على الحيوانات، فاعتمد على القرود في تجربة بعض أنواع الدواء، فإذا كانت نتائجها مفيدةً ولم تسبب أيّ ضرر فيعطيها للإنسان، وفي الوقت الحالي لا تُستخدَم أنواع عديدة للاستهلاك البشريّ دون تجربتها على الحيوانات؛ تقليداً للرازي في طريقة عمله.
  • ابتكار الخيوط المُستخدَمة في الجراحة: هي خيوط عمليّات عالية الجودة مصنوعة من أمعاء القطط، وظلّت هذه الخيوط مستخدمةً قروناً عديدةً، ولم يتوقف استخدامها إلّا في أواخر القرن العشرين.
  • صناعة المرهم من الزئبق.
  • التفريق بين النزيف الشرياني والنزيف الوريدي: حيث كان يربط مكان الجرح في النزيف الشرياني لإيقافه، بينما يضغط بالأصابع في حالة النزيف الوريدي، وما زالت هذه الطريقة مُستخدَمةً إلى اليوم.
  • علاج ماء العين: يُعدّ الرازي أول طبيب وصف استخراج الماء المتجمّع في العين.
  • استخدام المليّنات: يُعدّ الرازي أول طبيب استخدم المليّنات في علم الأدوية والصيدلة.
  • وصف الحمّى: يُعدّ الرازي أول طبيب أشار إلى أن الحمّى تُمثّل نوعاً من أعراض الأمراض، وليست مرضاً منفصلاً.
  • دراسة أكثر من فرع طبي، وتقديم العديد من الشروحات لها: مثل الجراحة، وأمراض الأطفال، وأمراض العيون، والأمراض الباطنيّة، وغيرها.

المراجع

  1. د. إسماعيل الفاروقي، ود. لوس الفاروقي (1998)، أطلس الحضارة الإسلامية (الطبعة الأولى)، الرياض-السعودية: مكتبة العبيكان، صفحة: 468. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “الرازي.. صاحب الحاوي وطبيب العرب الأول”، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت “الرازي (محمد بن زكريا-)”، www.arab-ency.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “أبو بكر الرازي”، www.kaahe.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث “أبو بكر الرازي”، islamstory.com، 26-7-2008، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2017. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى