من أول من صام من البشر

'); }

أوّل من صام من البشر

ذُكِر في كتاب الوسائل إلى معرفة الأوائل للإمام السيوطي أنّ آدم -عليه السلام- هو أوّل من صام من البشر، وقد كان يصوم ثلاثة أيّام من كُلّ شهر، وهذا ما رواه ابن عساكر والخطيب عن الصحابيّ عبدالله بن مسعود، وروى ابن أبي حاتم عن الضحّاك أنّ نوحاً -عليه السلام- هو أوّل من صام، ثُمّ تَبِعه الناس وصولاً إلى النبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وصحابته الكرام، وقد كان يصوم ثلاثة أيّام من كُلّ شهر حتى العشاء، وذلك إلى أن فرض الله صيام شهر رمضان في القُرآن الكريم،[١] وذكر مجاهد أنّ صوم رمضان فُرِض على الأمم السابقة كلّها، وقال أهل التاريخ إنّ صوم نوح -عليه السلام- كان لمّا خرج من السفينة في رمضان، وقد سبقت نوح -عليه السلام- أمم أخرى كانت تصوم.[٢]

وذكر الفقهاء والرواة أنّ أوّل صيام كان لآدم -عليه السلام-؛ شُكراً لله -تعالى-؛ لقبوله توبته، ثمّ كان بعده صيام نوح؛ شُكراً لله بعد نجاته بالسفينة، وصولاً إلى صيام الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، ومن أنواع الصيام الأخرى الإمساك عن الكلام، وهذا الأمر التزمه زكريا -عليه السلام- بأمر من الله، والتزمته مريم -عليها السلام- أيضاً، قال -تعالى- في مريم -عليها السلام-: (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً).[٣][٤]

'); }

الصيام في الأمم السابقة

يُعَدّ الصيام فرضاً من الله -سبحانه وتعالى- على الأمّة الإسلامية، إلّا أنّه لم يقتصر عليها، فقد كُتب على الأمم السابقة أيضاً؛ حيث تُظهر النصوص الواردة في الكتب المُقدَّسة الخاصّة باليهود والنصارى أنّ الصيام كان موجوداً عندهم، وقد كانت بعض الطوائف والمذاهب تصوم في أوقات الشدّة التي يُخيّم فيها الحزن، وتقع فيها المصائب، وقد ورد في التوراة أنّ موسى -عليه السلام- صام أربعين يوماً، وأنّ اليهود كانوا يصومون في أوقات الضراعة؛ اعترافاً لله بذنوبهم، فيكون الصيام كالتوبة عن تلك الذنوب، بالإضافة إلى وجود صيام مرتبط بمناسبات مُعيّنة من السنة عندهم، أمّا فيما يتعلّق بصوم المسيح -عليه السلام-، فقد ورد في الإنجيل أنّ المسيح صام أربعين يوماً، وأنّ حواريّيه أيضاً كانوا يصومون معه، وما ورد في الكتب المُقدَّسة من صيام الأمم السابقة إنّما هو شاهد على قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ)،[٥] والصيام المفروض في الإسلام يشابه صيام الأمم السابقة في أصل الصيام كعبادة، إلّا أنّ الاختلاف في كيفيته وغاياته.[٦]

أوّل من صام في الإسلام

يُعَدّ النبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- أوّل من صام في الإسلام،[١] قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[٥] واستمراريّة فريضة الصيام على الأمّة الإسلامية بعد الأمم السابقة دليل على أنّ أركان الرسالات مصدرها واحد، وفيها تأكيد على أنّ الصيام فرض يجب على المسلم أن يحرص عليه؛ لأهمّيته،[٧] كما أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والمسلمون كانوا يصومون عاشوراء، وثلاثة أيّام من كلّ شهر أيضاً.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب “أول من صام في الإسلام”، www.islamweb.net، 30-10-1999، اطّلع عليه بتاريخ 19-3-2020. بتصرّف.
  2. شمس الدين القرطبي (1964م)، تفسير القرطبي (الطبعة الثانية)، القاهرة: دار الكتب المصرية، صفحة 290، جزء 2. بتصرّف.
  3. سورة مريم، آية: 26.
  4. د. محمد المنصور (24-9-2007)، “الصيامُ عبرَ التاريخ”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-3-2020. بتصرّف.
  5. ^ أ ب سورة البقرة، آية: 183.
  6. “كتب عليكم الصيام”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-3-2020. بتصرّف.
  7. جلال عبد الله المنوفي (29-5-2017)، “فريضة الصيام في الإسلام “، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-9-2020. بتصرّف.
  8. أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي (2002)، الكشف والبيان عن تفسير القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 62، جزء 2. بتصرّف.
Exit mobile version