جديد مقالة عن العلم

'); }

تعريف العلم

يعني العِلم في اللغة العربيّة: إدراك الشيء بحقيقته، وهو يدلُّ على اليقين، والمعرفة، كما أنّه نورٌ يقذفُه الله -عزَّ وجلَّ- في قلب من يُحبّ، علماً بأنّ العلم يكون للإدراك الكُلّي، والمُركَّب، أمّا المعرفة فهي للإدراك البسيط، أو الجزئيّ، ومن هنا يُقال: عَرَفْتُ اللهَ، ولا يُقال: عَلِمْتهُ، حيث إنّ العلم يُطلَق على كلِّ مجوعة من المسائل، والأصول الكُلّية التي تجتمع في جهة واحدة، مثل: عِلم الكلام، وعِلم الأرض، وعلم النحو، وعلم الآثار، وعلم الكونيّات، وغيرها من العلوم.[١] ويُعرَّف العلم اصطلاحاً بأنّه: مادّة، أو معلومات يتمُّ الحصول عليها بطريقة موضوعيّة سليمة، تعتمد على التفكير العلميّ، واستغلال الخبرات، وفَرض الفروض، وإجراء التجارب على هذه الفروض؛ بهدف الوصول إلى نتيجة دقيقة بعيدة عن الرغبات الشخصيّة، والتحيُّز، كما أنّ العلم هو: طريقة استخدام العقل البشريّ؛ في سبيل تحقيق فَهم الطبيعة، وقوانينها، وهو يُمثِّل عمليّة مُستمِرّة؛ للبحث عن نظريّات، ومعلومات جديدة، وفَهم الحقائق بشكل عميق.[٢]

سِمات العلم

يتَّسم العِلم بمجموعة من الخصائص، نذكر فيما يلي أهمّها:[٣]

'); }

  • الموضوعيّة (بالإنجليزيّة: Objectivity): أي أنّ العلم لا يخدم الأغراض الشخصيّة، والميول الذاتيّة للباحث عند دراسته لظاهرة ما، أو حَلِّه لمشكلة ما؛ حيث إنّ على الباحث أن يُراعي الموضوعيّة عند جمع البيانات، وتحليلها، وتفسيرها، وأن يتحلَّى بالأمانة، والصدق في نَقل النتائج.
  • الشموليّة واليقين (بالإنجليزيّة: Holistic & Certainty): حيث تعني الشموليّة أنّ المعرفة العلميّة لدى الإنسان تنطبق على كافّة الظواهر التي يبحثها العلم، وبمُجرَّد ظهور الحقيقة، فإنّها تُصبح مُلكاً للجميع، أمّا اليقين، فإنّه يعني أنّ الحقيقة العلميّة تتجاوز الظروف الشخصيّة التي نشأت فيها، والنطاق الفرديّ للشخص الذي اكتشفها، وبذلك، فإنّ العلم، والحقيقة العلميّة شاملة، ويُمكن أن تصل إلى أيّ شخص يمتلك المقدرة العقليّة على فَهْمها.
  • النسبيّة (بالإنجليزيّة: probabilistic): أي أنّ أيّ قانون، أو نظريّة، أو حقيقة يتوصَّل إليها العلم تُعتبَر أمراً مُقيَّداً بالنسبة إلى الحدود المكانيّة، والزمانيّة، والمُشاهَدات التي يدعمها، والأدلّة التي يُؤيِّدها، ومثال ذلك، أنّ الفيزياء التي توصَّل إليها العالِم إسحاق نيوتن كانت تُعتبَر في زمنه حقيقة مُطلَقة، ولا شكَّ فيها، ثمّ جاء العالِم ألبرت أينشتاين، وتوصَّل إلى فيزياء جديدة أثبتَ من خلالها أنّ فيزياء نيوتن ما هي إلّا حقيقة نسبيّة مُقيَّدة، وغير مُطلَقة.
  • اللانهائيّة (بالإنجليزيّة: Tentative): أي أنّ العلم لم، ولن يكتمل؛ فالعلم، والحقيقة العلميّة في تطوُّر مُستمِرّ، وحركة دائمة، ولن يتوقّف العلم عن التطوُّر ما دام هناك بَشَر على وجه الأرض.
  • التراكُميّة (بالإنجليزيّة: Cumulative): أي أنّ العلم يتطوَّر، ويتراكم باستمرار، فهو أشبه بالبناء؛ حيث إنّ كلّ نَظريّة علميّة جديدة تَحِلُّ مَحلَّ النظريّة العِلميّة القديمة، وتعتمد عليها؛ لكونها الأساس الذي تمَّ البناء عليه؛ ممّا يُساهم في تَسارُع عَجلة الحضارة، والتطوُّر.
  • مُنظَّم أو مُتناسِق (بالإنجليزيّة: Organized): أي أنّ العلم يعتمد على العلاقات بين الحقائق المختلفة في تعميمات عامّة يمكن من خلالها التنبُّؤ بالظواهر العلميّة، وضبطها، وتوقُّعها، ومثال ذلك ترابُط علم الوراثة مع العلوم الهندسيّة، وظهور ما يُعرَف ب(علم الهندسة الوراثيّة).
  • الدقّة والتجريد (بالإنجليزيّة: Accuracy & Abstract): أي أنّ العلم يستخدم لغة، وألفاظاً واضحة خالية من الإبهام، والخفاء، وهذه اللغة هي لغة الرياضيّات المُجرَّدة، والدقيقة.
  • مُنشِّط إنسانيّ واجتماعيّ (بالإنجليزيّة: Social & Human): أي أنّ العلم هو نتاج جهود الإنسان، والأداة؛ لاستيعاب، وإدراك البيئة المُحيطة، وظواهرها، سواء كانت ظواهر اجتماعيّة، أو طبيعيّة؛ حيث إنّه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمجتمع، فيُؤثِّر كُلٌّ منهما في الآخر؛ إذ إنّ العلم يتطوَّر وِفق التوجُّهات السائدة في المجتمع.

أهمّية العلم في الحياة اليوميّة

يُعتبَر العِلم ذا أهمّية بَالغة في حياة الإنسان، حيث تتلخَّص هذه الأهمّية في النقاط الآتية:[٤]

  • تغيير أسلوب الحياة الإنسانيّة: حيث ساهم العلم الحديث بشكل كبير في أنماط عَيش الإنسان؛ فمن خلال العلم استطاع العُلماء ابتكار التقنيات العلميّة الحديثة، والاختراعات المُتطوِّرة، مثل: الحاسوب الآليّ، والتلفاز، والمَركَبات، والأقمار الصناعيّة في الفضاء، والطائرات، وقد سَاهمت هذه الاختراعات، وغيرها الكثير في جَعل نَمَط العيش، وأُسلوب الحياة أكثرَ مرونة، وسهولة، فعلى سبيل المثال يمكن للإنسان من خلال التلفاز رؤية ما يحصل في العالَم وهو جالس في بيته.
  • توفير مصادر الطاقة: فقد ساهم العِلم بشكل كبير في وجود مصادر الطاقة البديلة، مثل: الطاقة الكهربائيّة، والطاقة النوويّة، حيث تمكَّن عُلماء الفيزياء مثلاً من خلال فَهمهم للعلم من إجراء الأبحاث العِلميّة على الذرَّة، ونواتها، وتوصَّلوا عن طريق هذه الأبحاث إلى ابتكار الطاقة النوويّة.
  • تطوير قطاع الزراعة: فمن خلال العلم استطاع العلماء دراسة أساليب الزراعة، وحالة النباتات، والوصول إلى اكتشاف أنواع جديدة مِن النباتات بحيث تتجانس مع الظروف، والعوامل المُحيطة بها، كما تمكَّنوا من ابتكار أنواع مُتطوِّرة من الأسمدة، وإيجاد وسائل، وطرق حديثة في الزراعة.
  • تطوير مجال الطبّ: فقد ساهم العلم في ابتكار العلماء لعقاقير طبّية مُتطوّرة، ومُضادّات حيويّة لعدد كبير من الأمراض المُعدِية، والوصول إلى تقنيات جراحيّة مُتطوِّرة، وجديدة، بالإضافة إلى ابتكار آلات ذكيّة تُؤدّي وَظائف أعضاء جسم الإنسان، وغيرها من المُساهَمات العلميّة في مجال الطبّ.

نتائج العلم

تُعَدُّ نتائج العلم (بالإنجليزيّة: Products Science) رصيدَ المعرفة العلميّة، والجانب المعرفيّ من العلم، ونتاج البحث العلمي، والتفكير المُستخلَص من التقصِّي، والمُلاحظة، والبحث التجريبيّ. وفيما يلي ذكرٌ لأهمّ نتائج العلم:[٥]

  • الحقائق العلميّة (بالإنجليزيّة: Scientific Facts): وهي ما يخصُّ مادّة، أو موقفاً مُعيَّناً من مُلاحظات، أو مُواصفات، أو نتائج، وهي الأساس الذي تعتمد عليه مستويات المعرفة التابعة لها، علماً بأنّ الحقائق العلميّة تنقسمُ إلى: حقائق مُطلَقة، وحقائق نسبيّة، وبيانات، واصطلاحات.
  • المفاهيم العلميّة (بالإنجليزيّة: Scientific Concepts): وتُمثّل الصورة الذهنيّة المُتعلِّقة بالألفاظ، سواء كانت عبارات، أو كلمات، أو عمليّات علميّة، وتنقسم المفاهيم العلميّة إلى: مفاهيم مُجرَّدة، ومحسوسة.
  • التعميمات (بالإنجليزيّة: Generalizations): وهي الجُمل الصحيحة من الناحية العلميّة، حيث تمتلك صفة الشمول، وإمكانيّة التطبيق على الظواهر، والأحداث، والأشياء التي تتعلَّق بموضوع مُحدَّد.
  • القوانين العلميّة (بالإنجليزيّة: Scientific Laws): وهي الصيغة العامّة التي تضمن الترابُط بين مفهومَين، أو أكثر، وهي نتاج إجراء تجربة علميّة، إذ يُمكن وصفها بالصيغة الرياضيّة (الرموز، والأرقام).
  • النظريّات العلميّة (بالإنجليزيّة: Scientific Theories): وهي الصياغة الكمّية، أو الكيفيّة ذات الطبيعة المُختَصرة، والمُحكَمة، والعالية التجريد، حيث تسعى النظريّة العلميّة إلى تفسير الظواهر، والتوجُّه نحو البحث العلميّ، وهي تُتيحُ كذلك إمكانيُّة التنبُّؤ.

المراجع

  1. “تعريف و معنى العلم في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2018. بتصرّف.
  2. د. حميد محمد حمزة، طبيعة العلم، صفحة 1. بتصرّف.
  3. سمات العلم، صفحة 1-5. بتصرّف.
  4. دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 368، جزء السادس عشر. بتصرّف.
  5. سليمان قديح عبد السلام شحادة، مفاهيم طبيعة العلم وعملياته المتضمنة في كتاب العلوم للصف التاسع ومدى اكتساب الطلبة لها، صفحة 19-24. بتصرّف.
Exit mobile version