نظريّة المعرفة
نظريّة المعرفة أو كما يُطلق عليها اسم (إبيستيمولوجيا): هي أحد فروع الفلسفة والتي تهتم بمجالات وطبيعة المعرفة العلميّة، بالإضافة إلى اهتمامها بالبحث في إمكان المعرفة ومصادرها، حيث يتضمن ذلك النظر فى إمكان الوجود أو العجز عن معرفته، وفيما إذا كان الإنسان يستطيع إدراك الحقائق اليقينيّة والاطمئنان لصدق هذا الإدراك، وصحة المعلومات بواسطة العلوم المختلفة، كما أنّ البحث فى مصادرها يهتم بمنابع وأدوات ومناهج البحث في المعرفة ومدى قدرة هذه المناهج على ضمان سلامة التحصيل المعرفي.
التسمية
يُستخدم مصطلح إبيستيمولوجي (Epistemology) في اللغة الإنجليزيّة للدلالة على علم المعرفة، والتي تتألف من كلمتين يونانيتين وهما: كلمة (episteme) والتي تعني المعرفة، وكلمة (logos) والتي تعني دراسة، وعند جمعهما يصبح معناها “دراسة نقديّة للمعرفة”.
أما في اللغة العربيّة فقد اختلف العلماء على استخدام كلمة “علم” كبديل عن المعرفة، حيث يَذكر الباقلاني الأشعري أنّ حد المعرفة هو معرفة العلوم وصنفها إلى علمين هما: العلم القديم، وهو علم الله سبحانه وتعالى، والعلم المحدث: هو العلم المكتسب من خلال التعلّم.
نظريّة المعرفة عند العرب
اهتم علماء العرب والمسلمين بنظريّة المعرفة، ومن أبرزهم ابن سينا والأشعري وعلماء المعتزلة والغزالي وابن رشد، حيث تم تقسيم قضايا نظريّة المعرفة إلى 6 قضايا، وهي:
- قضايا أوليّة: هي القضايا المعرفيّة التي نصدّقها ونسلم بها، ولا نكتسبها وليست بحاجة لأي برهان.
- قضايا تجريبيّة: هي قضايا إدراك الحواس، أي المعرفة التي نُدركها بالحواس.
- قضايا الاستبطان: هي عبارة عن معرفة وملاحظة ذاتيّة للأحاسيس والأفكار العقليّة مثل: الألم والعطش والجوع.
- قضايا مقبولة: هي القضايا التي يكون عليها إجماع.
- قضايا أخلاقيّة: وهي المعرفة المتفق عليها من خلال القيم والعادات.
- براهين واستدلالات: هي المعرفة والقضايا التي يتم استنتاجها باستخدام الملكة الفكريّة.
نظريّة المعرفة عند الغرب
تعتبر نظريّة المعرفة أحد مباحث الفلسفة التي تهتم بدراسة طبيعة وشروط تكوّن المعرفة، ويعتقد أن الفيلسوف الأسكتلندي جيمس فيرير هو من صاغ هذا التعريف.
كما يعرّف لالاند نظريّة المعرفة بأنها فلسفة العلوم، حيث تختلف عن الدراسة الوصفيّة لمناهج العلوم، ومن أبرز علماء الغرب في مجال المعرفة: بول فيرابند، وباشلار، وكواري، كارل بوبر. كما تنقسم نظريّة المعرفة لدى علماء الغرب إلى:
- فلسفة وضعيّة: هي الفلسفة التي تعتمد على علم الأرقام ، حيث أن الأرقام لا تكذب.
- فلسفة تفسيريّة: هي فلسفة تعتمد على الشرح.
- فلسفة واقعيّة: هي الفلسفة تقع ما بين الفلسفة التفسيريّة والفلسفة الوضعيّة .