محتويات
نظام المقايضة
نِظامِ المُقايضةِ هو نظامُ الصرف الذي يتمُّ من خلاله تبادُلُ الخَدَمات والبضائع بشكل مباشر بسلعةٍ أخرى أو خدمات أخرى دون استعمالِ وسيلةِ تبادُلٍ نقديّة كالمال.
تكون المقايضَةُ ثنائيّة الأطراف، وقد تكون متعدّدةَ الأطرافِ في بعض الأحيان، بالإضافة إلى أنّها تتواجد عادةً بالتّوازي مَعَ الأنظمَةِ النقدية في أغلب المناطق والبلاد المتقدمة ولكن على نطاق محدود.
يتمُّ استخدام المالِ في نظامِ المقايضَةِ كوسيلةٍ للتبادل خاصّةً عند حدوثِ أَزَماتٍ نقدية، فعندما تكون العملات غير مستقرة في بعض البلدان؛ كحالاتِ التضخّم، أو الانكماش النقديّ، أو عندما تكون غير متوفرّة لإتمام العمليات التجاريّة.
نظام المقايضة بين العصور القديمة والحديثة
نظامُ المُقايضة هو نظامٌ يقوم على مُبادَلَةِ شيءٍ بشيء آخر، فمن يمتَلِكُ شيئاً لا يَحتاجُ إليه، ويريد شيئاً بحوزة شخص آخر يقوم بمقايضة هذا الشخص على ما يمتلك، وفي العصورِ القديمةِ لم تظهر الحاجة للنّقود؛ حيث كان الإنسان يكتفي ذاتياً خلال تلك العصور على جميع المستويات الفرديّة أو العائلية أوعلى مستوى القبيلة، حيث كان كلُّ شخصٍ يُبادِلُ جزءاً من إنتاجه مقابلَ السِّلَعِ التي يُنتِجُها الآخرون.
المبادلةَ كانت تتمُّ بواسِطَةِ المقايضة دون وجودِ فاصِلٍ من أيّ نوع، أي دونَ استخدام النقود كوسيط في عملية التبادل، إلّا أنَّ هذا النّظام أصبَحَ قاصِراً عن مجاراةِ التطوُّر والتقدُّم الحضاريّ الذي ساد المجتمعات، فالمُقايَضةُ ليست الصورةُ المثلى للتّبادُلِ وإتمام المُعاملاتِ الماليّة والاقتصاديّة؛ إذ زادت حاجاتُ الإنسانِ وأصبح يتنقّل من منطقة إلى أخرى ولا يستطيع حمل كلّ شيء معه.
المقايضة في الاقتصاد
يَذكر العالم الأنثروبولوجي “ديفيد غرايبر” بأنّ عدمَ كفاءَةِ المُقايَضَةِ في العُصورِ القديمَةِ كانت حجّة استعمَلَها الاقتصاديّون منذ عصر “آدم سميث” وذلك بهدف شرح ظهور المال والاقتصاد، والحد من أسلوب المُقايضة، ممّا أدّى بعد ذلك إلى ظهر علمِ الاقتصاد .
كما أن بعضُ الاقتصاديّين يرون أنّ الاقتصاد تطوّر بشكلٍ كبير؛ فتخلّى النّاس عن المقايضات التي كانت خاصيّةً طبيعيّةً يتسِّمُ بها الإنسانُ في المرحلة البدائيّة لصالح الصرف النقديّ.
تمّ إجراءُ تحقيقاتٍ موسّعةٍ من قِبَلِ بعضِ عُلَماءِ الأنثروبولوجيا مثل “ديفيد غرايبر”، وتوصَّلت تلك التحقيقات إلى انعدام وُجودِ وصفٍ واضحٍ لمثالٍ تاريخيّ عن اقتصاد المُقايضة باستثناءِ مسألَةِ ظُهور المالِ كجُزءٍ من تطوُّر عمليّاتِ المُقايَضة، وهناك أنظمة اقتصاديّة في يومنا هذا لا زالت تُهيمِنُ عليها المُقايضة خاصة في الأمور التي تتعلق بالذهب والفضة ومبادلتها بأشياء أخرى غير نقدية.
عيوب نظام المقايضة
- انعدامُ وجودِ مِقياسٍ مُحدّدٍ للتّبادُلِ.
- صعوبة توافق رغباتِ البائعِ والمشتري في آنٍ واحد.
- تعذُّر تجزِئة بعض السّلَع.