جديد مفهوم علم التصنيف

'); }

علم التّصنيف

علم التّصنيف هو أحد تخصصات علم الأحياء، وهو علم يهتم بوصف، وتسمية، وتقسيم الكائنات الحيّة، أو المنقرضة إلى مجموعات، وتشتق الكلمة التي تدل على علم التّصنيف (بالإنجليزيّة: Taxonomy) من الكلمتَين الإغريقيتين؛ الأولى (taxis) وتعني ترتيب، والثّانية (nomos) وتعني علم. تُعد العلاقة بين علم التّصنيف وعلوم الأحياء الأخرى مثالاً على التّكامل بين العلوم، إذ يحتاج علماء الأحياء إلى وصف وتسمية جميع الكائنات الحيّة التي تتم دراستها، ومن جهة أخرى يستفيد علم التّصنيف من بعض تخصصات علم الأحياء، مثل علم الوراثة، وعلم وظائف الأعضاء، وعلم البيئة، وعلم التّشريح.[١]

تاريخ علم التّصنيف

يمكن اعتبار علم التّصنيف من أقدم أنواع العلوم، فقد احتاج الإنسان قديماً لتصنيف النّباتات، إلى نباتاتٍ قابلةٍ للأكل، ونباتاتٍ سامّة، وتصنيف الحيوانات إلى حيواناتٍ مفيدة وأخرى ضارة، وقد شهد علم التّصنيف الكثير من التّطوّر كالآتي:[١]

'); }

  • صنّف الفيلسوف اليوناني أرسطو (Aristotle) النّباتات اعتماداً على حجمها إلى أشجار، وشجيرات، وأعشاب، وصنّف الحيوانات وفقاً لطريقة حركتها إلى حيوانات هوائيّة، وبريّة، ومائيّة، كما صنّف الحيوانات تبعاً لوجود الدّم الأحمر أو عدمه، ويُعد هذا التّصنيف أقدم نظام معروف لتصنيف الكائنات الحيّة.
  • طرأ تطوّر على علم التّصنيف خلال القرن السّادس عشر، وبداية القرن السّابع عشر نتيجةً لاكتشاف العالم الجديد وما فيه من كائنات حيّة مختلفة، ونتيجةً لزيادة معرفة العلماء المستمدّة من تشريح الكائنات الحيّة، بالإضافة إلى اختراع المجهر.
  • صنّف العالم جون راي (John Ray) النّباتات إلى مجموعات مختلفة على أساس ملاحظاته حول التّشابه والاختلاف فيما بينها.
  • افترض العالم تشارلز دارون (Darwin) أنّ جميع أنواع الكائنات الحيّة تطوّرت من أصلٍ واحد وهو ما يُعرف بالتّطور والنّشوء، وقد تأثّر علماء التّصنيف بآراء داروين.
  • صنّف العالم كارلوس لينيوس (Carolus Linnaeus) الطّبيعة إلى ثلاثة أقسام وهي النّباتات، والحيوانات، والمعادن، وأوجد أربعة مستويات في التّصنيف وهي: الطّائفة، والرّتبة، والجنس، والنّوع، وأوجد نظام التّسمية الثّنائي للكائنات الحيّة.
  • طوّر العالمان إرنست ماير (E. Mayr)، وجورج جايلورد سيمبسون (G. G. Simpson) نظام التّصنيف التّفرعي (بالإنجليزيّة: Cladistic taxonomy)، الذي يُصنّف الكائنات على أساس الخصائص المتشابهة المستمدّة من الأسلاف المشترَكين، وأيضاً على أساس العلاقات التّطوريّة بين الكائنات الحيّة.

نظام التّسمية الثنائي للكائنات الحيّة

أوجد العالم كارلوس لينيوس نظام التّسمية الثّنائي للكائنات الحيّة (بالإنجليزيّة: Binomial nomenclature) أو ما يُعرف بالاسم العلمي، وذلك ليتمكّن العلماء في جميع أنحاء الأرض باختلاف لغاتهم من تسمية الكائنات الحيّة باستخدام كلماتٍ لاتينيّةٍ، وبذلك يتم تجنُّب صعوبات التّرجمة، أو استخدام الأسماء المحليّة للكائن الحي. يتكوّن الاسم العلمي من كلمتين، الأولى تدل على الجنس الذي ينتمي إليه الكائن الحي (بالإنجليزية: Genus name) وتُكتب بحرف استهلالي كبير، والكلمة الثّانية تدل على النّوع (بالإنجليزية: Species name) الذي ينتمي إليه الكائن الحي ويُكتب بحروف صغيرة، ويجب أن تُكتب الكلمتان بخطٍ مائلٍ، أو يمكن وضع خط تحت كل كلمة على حدى، على سبيل المثال الاسم العلمي للإنسان هو (Homo sapiens).[٢]

نظام التّصنيف الحديث

اعتمد نظام التّصنيف القديم الذي طوره العالم كارلوس يونيوس على الاختلاف والتشابه في الصّفات الجسديّة للكائنات الحيّة، وبناءً عليه تم تقسيم الكائنات الحيّة إلى خمس ممالك، ولكن بعد التّطور التّكنولوجي الذي مكّن العلماء من دراسة تركيب الحمض النّووي الرّايبوزي للكائنات الحيّة وبالتالي تُمكّنُّهم من التّعرُّف على الفروقات الدّقيقة بين الكائنات الحية ظهر نظام التّصنيف الحديث الذي أوجده العالم كارل ريتشارد ووز( Carl Woese)، والذي يُقسم وفقاً للترتيب الآتي:[٣]

  • فوق المملكة (بالإنجليزيّة: Domain): وهو المستوى الأوسع في نظام التّصنيف الحديث والأكثر شموليّة، وتتوزّع جميع أنواع الكائنات الحيّة في ثلاث فوق ممالك وهي:
    • فوق مملكة البكتيريا القديمة (بالإنجليزيّة: Archaea): اعتقد العلماء قديماً أنّ البكتيريا القديمة هي نوعٌ من أنواع البكتيريا لأنّها مثلها كائنات وحيدة الخليّة، وتفتقر لوجود عضيات متخصصة، كما أنها تتكاثر بالانشطار الثّنائي مثلها، إلا أنّها تختلف عنها في تكوين الغشاء الذي يحيط بها، ونوع الحمض النّووي الرّايبوزي الرّايبوسومي (rRNA)، كما أنها تتكيّف للعيش في البيئات القاسية مثل البيئات شديدة الحموضة، أو شديدة الحرارة، لذلك تم إدراجها ضمن فوق مملكة منفصلة عن البكتيريا.
    • فوق مملكة البكتيريا (بالإنجليزيّة: Bacteria): وتضم أنواعاً من البكتيريا المتماثلة في تركيب الجدار الخلوي، وتركيب الحمض النّووي الرّايبوزي الرّايبوسومي (rRNA)، ومنها بكتيريا نافعة، وأخرى ضارة.
    • فوق مملكة حقيقيات النّوى (بالإنجليزيّة: Eukarya): وتضم الكائنات الحيّة التي تحتوي أجسامها على خلايا حقيقية النّوى، أي إن النّواة فيها تكون محاطةً بغشاءٍ نوويٍ.
  • المملكة (بالإنجليزيّة: Kingdom): تُقسَم فوق الممالك الثلاث إلى ستّ مجموعاتٍ تصنيفيّةٍ أصغر تُسمّى الممالك، وهي:[٤]
    • مملكة الأصليّات (بالإنجليزيّة: Archaebacteria): وهي بكتيريا تنتمي إلى فوق مملكة البكتيريا القديمة.
    • مملكة البكتيريا الحقيقيّة (بالإنجليزيّة: Eubacteria): وهي بكتيريا تنتمي إلى فوق مملكة البكتيريا، وتضم العديد من أنواع البكتيريا التي تنتشر في جميع البيئات تقريباً.
    • مملكة الطّلائعيّات (بالإنجليزيّة: Protista): تنتمي مملكة الطّلائعيات إلى فوق مملكة حقيقيات النّوى، وتضم مجموعة واسعة من الكائنات الحيّة التي تختلف بخصائصها، فمنها ما يشبه الحيوانات مثل الأوليات (بالإنجليزيّة: Protozoa)، ومنها ما يشبه النّباتات مثل الطّحالب (بالإنجليزيّة: algae)، ومنها ما يشبه الفطريات مثل العفن الغرويّ (بالإنجليزيّة: Slime molds).[٥]
    • مملكة الفطريّات (بالإنجليزيّة: Fungi): تضم كائنات حيّة حقيقية النّواة بعضها وحيد الخلية مثل الخميرة (بالإنجليزيّة: Yeast)، والعفن (بالإنجليزيّة: Mold)، وبعضها متعدد الخلايا مثل فطر عيش الغراب (بالإنجليزيّة:Mushroom).[٦]
    • مملكة النّبات (بالإنجليزيّة: Plantae): تضم مملكة النّباتات الكثير من النّباتات المتنوعة التي تصنع غذاءها بنفسها، فمنها نباتات وعائيّة ونباتات لا وعائيّة، ونباتات بذريّة، وأخرى لا بذريّة، ونباتات مزهرة وأخرى غير مزهرة.[١]
    • مملكة الحيوان (بالإنجليزيّة: Animalia): تضم مملكة الحيوان كائناتٍ حيّة حقيقية النّوى تعتمد في غذائها على غيرها من الكائنات الحيّة.
  • الشّعبة (بالإنجليزيّة: Phylum): تُصنف المملكة إلى مجموعاتٍ أصغر، وتُسمّى كلّ واحدة من هذه المجموعات بالشّعبة، على سبيل المثال تُقسم مملكة الحيوان إلى عدة شعب مثل شعبة الحبليّات وهي من الحيوانات الفقاريّة، وشعبة مفصليات الأرجل وهي من الحيوانات اللافقاريّة، بالإضافة إلى العديد من الشّعب الأخرى.[٧]
  • الطّائفة (بالإنجليزيّة: Class): تُقسَم الشّعبة الواحدة إلى عدة طوائف، على سبيل المثال: تُقسَم شعبة مفصليّات الأرجل إلى عدّة طوائف، منها: الحشرات، والعنكبيّات، وتُقسَم شعبة الحبليّات إلى عدّة طوائف، منها: البرمائيّات، والزّواحف، والثّدييات.[٧]
  • الرّتبة (بالإنجليزيّة: Order): تُقسَم الطّائفة الواحدة إلى عدة رُتَب.[٧]
  • العائلة أو الفصيلة (بالإنجليزيّة: Family): تُقسَم الرّتبة الواحدة إلى عدة عوائل، أو فصائل.[٧]
  • الجنس (بالإنجليزيّة: Genus): تُقسَم العائلة الواحدة إلى مجموعة من الأجناس.[٧]
  • النّوع (بالإنجليزيّة: Specie): وهو المستوى التّصنيفي الأصغر والأخير.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت “Taxonomy”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 3-2-2018. Edited.
  2. “Binomial nomenclature”, www.newworldencyclopedia.org, Retrieved 3-2-2018. Edited.
  3. Regina Bailey (24-11-2017), “Three Domain System”، www.thoughtco.com, Retrieved 3-2-2018. Edited.
  4. Regina Bailey (29-1-2018), “The 6 Kingdoms of Life”، www.thoughtco.com, Retrieved 3-2-2018. Edited.
  5. “Protista Kingdom of Life”, www.thoughtco.com, Retrieved 28-2-2018. Edited.
  6. “7 Interesting Facts About Fungi “, www.thoughtco.com, Retrieved 28-2-2018. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح “TAXONOMY”, basicbiology.net, Retrieved 3-2-2018. Edited.
Exit mobile version