الطفولة
تُعتبر الطفولة مرحلةً عُمريةً هامّة في حياة الإنسان؛ يُرجعها البعض لمرحلة التخلق في رحم الأُم، وحتى الوصول لسن الثامنة عشر، وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل بالتعرّف على الحياة، وتعلم المفاهيم وتطبيقها تدريجيّاً.
هناك العديد من المعايير والضوابط التربوية والاجتماعية والمتطلبات التي يجب اتباعها مع الأطفال، خلال السنوات الأولى من حياتهم؛ ومن تلك المفاهيم؛ مفهوم رعاية الأطفال الذي سوف نتحدث عنه في هذا المقال.
مفهوم رعاية الأطفال
تتعدد تعريفات مفهوم رعاية الطفولة بحسب الجهة المُعرفة ودورها، وبحسب حاجات الطفل الأساسيّة وتطورها عبر العصور، ونستعرض أبرزها فيما يأتي:
- حماية الطفل وحفظه من كل أشكال الضرر، والقيام بما يلزمه من مأكل، ومشرب، وتوفير مسكنٍ آمن على أفضل صورة، وبالطريقة التي تضمن إشباع حاجاته المتنوّعة، ونمو شخصيّته بشكل طبيعي.
- مجال متخصص بالطفل وحاجاته، حيث يهتم بتقديم مجمل البرامج والخدمات من منطلق الاهتمام بالطفولة وحمايتها.
- مجموعة الخدمات المتخصصة التي تعنى بالطفل من الناحية الاجتماعية أو من حيث نشوئه في مُحيطٍ اجتماعي؛ كالأسرة أو أيّة منظمة اجتماعيّة أُخرى، وتدعم هذه الخدمة تعزيز مقدرة الوالدين على تقديم ما يحتاجه من حُبٍّ وتوجيه، ويشمل مفهوم الرعاية أيضاً مراجعة نظام أو طريقة الرعاية ومعالجة نواحي الضعف أو القصور فيها، وذلك بحسب مُنظمة رعاية الطفولة العالميّة.
- نظام متكامل من النواحي الصحيّة، والنفسيّة، والاجتماعيّة، يستهدف الطفل في مختلف مراحل نموه بِدءاً بمرحلة حدوث الحمل حتى مرحلة ما بعد الولادة، وما يرافقها من مشاكل صحية مختلفة قد تتعرّض لها الأُم، كما تشمل رعاية الطفل منذ لحظة ولادته حتى مرحلة البلوغ، وقدرة الاعتماد على النفس في كل شؤون الحياة.
تاريخ مفهوم رعاية الأطفال
لقد بدأ مفهوم رعاية الأطفال في إنجلترا حين نشأت فكرة إرسال زائرات أو متخصصات بالصحة إلى منازل الأمهات البريطانيّات؛ لتعليمهنّ قواعد الصحّة العامّة، وكيفيّة العناية بالأطفال، وبعد ذلك انتقل تطبيق هذا المفهوم إلى فرنسا؛ حيث تم افتتاح مراكز رعاية؛ لتقديم النصائح للأمهات، وتشجيع الرضاعة الطبيعية المفيدة لصحة الطفل.
أهمية رعاية الأطفال
- يساعد تطبيق مفهوم رعاية الطفولة على نمو الطفل وفق أسس سليمة وطبيعيّة، وغالباً ما يعاني الأطفال الذين لم يلتقوا رعاية في مجال الغذاء والدواء من مشاكل صحية، وأخرى تتعلق بطبيعة الجسد، وقدرته على مواجهة الأمراض أو الوقاية منها.
- تُساهم في خلق أطفال سويين من الناحية النفسيّة؛ فالطفل الذي يحظى برعاية جيّدة تتكون لديه ثقة عالية بنفسه، وقدراته، والمحيط الذي يتعامل معه، كما يتخلص من إحساسه بالنقص.