جديد مفهوم حق الحرية

'); }

حق الحرية

تختلف المذاهب الفكريّة والثّقافيّة في إيجاد معنىً دقيقٍ وواضح لكلمة الحقّ، إلاّ أنّ هذا الاختلاف يكاد يُجمع على أنّ الحقّ هو تلك المصلحة المشروعة التي لا يُمكن لأيّ فردٍ أن يمنع آخر من الحصول عليها، ومن هنا جاءت أهميّة معرفة الفرد لحقوقه وإدراكه لطرق اكتسابها والحفاظ عليها. لعلّ أبرز هذه الحقوق حقّ الحريّة؛ حيث نعني بالحريّة قدرة الفرد على ممارسة مجموعة من الأفعال المبرّرة والمشروعة دونما قيود فكريّة أو جسديّة تُفرض عليه؛ فالحريّة ضرورةٌ من الضّروارت البشريّة، بل هي فطرةٌ جُبل على حبّها الإنسان، يميل إلى الحصول عليها منذ نعومة أظفاره، وتغدو مطلباً شرعيّاً له كلّما تقدّم به السّن.[١]

حق الحريّة في الديانات

جاء هذا الحقّ تماشياً مع النّزعة الإنسانيّة الدّاخليّة التي ترفض الاستعباد أو الانقياد بأبسط صوره خلف أيّ مخلوق، وقد فرضت المنظّمات والشّرائع على اختلافها (حقّ الحريّة) وجعلته ثابتاً من الثّوابت القانونيّة، ولعلّ الدّيانات السّماويّة على اختلافها قد كانت أوّل من نادى بضرورة احترام حريّة الإنسان وكيانه، وبتجريم استرقاقه واستعباده. رأت الدّيانات السّماويّة استحقاق تكريم الإنسان على سائر المخلوقات، ذلك بفضل تمييز الخالق واصطفائه له، ومن باب الامتثال لهذا التّمييز فإنّ حفظ كرامة الإنسان التي تعدّ الحريّة أساساً لها مقصدٌ أخلاقيّ يتصل بحسّ الفردّ ووازعه الدّاخليّ. وكان لمفهوم حقّ الحريّة العديد من التّأويلات الّتي قد تلتقي وتختلف تَبعاً لفكر الإنسان وأيدولوجيّته ومنظوره الخاصّ إلاّ أنّ أحداً لا يختلف على كون هذه الحريّة حاجة إنسانيّة لا تُباع ولا تشترى بل تولد مع المرء وتتأصّل في أعماقه وثناياه حتّى يغدو قادراً على المطالبة بها والدّفاع عنها إذا اقتضت الحاجة.[٢]

'); }

أشكال الحريّة

جاءت الحريّة واسعةً مُتعدّدة الجوانب منبثقة في شتى جوانب الحياة على اختلاف مضامينها؛ فالحريّة الفرديّة تنضوي على الكثير من الأشكال والصّور؛ فنجد حريّة التّعبير، وحريّة العقيدة، وحريّة الفكر، والعديد من الأنواع الأخرى التي تضمن للإنسان عيشاً كريماً يليق بتفرّده ويكفل له الرقيّ والسّمو بذاته وإنسانيّته. مثلما كان للفرد حقّ في ممارسة حريّته، فإنّ هذه الحريّة مرهونة بالعديد من الضّوابط الأخلاقيّة والاجتماعيّة التي تجعل منها منظومةً فكريّةً أخلاقيّةً تكفل للمرء حقوقه دونما تجاوز لحريّات الآخرين ودونما تقصير بحقّ مجتمعه. على ذلك فإنّ هذا الحقّ في ممارسة الحريّة أشبه برباطٍ مقدّس يعتني به الفرد فلا يوغل في شدّه أو فرده؛ فيضمن بذلك ديمومته واستمراريته، فتنعكس بذلك هذه الحريّة على حياة الفرد ومجتمعه، ويصبح المجتمع نموذجاً يحتذى في المُثل والقيم والأخلاق.[٣]

المراجع

  1. Katharine Gammon (2012-6-27), “What Is Freedom?”، wwwlivescience.com, Retrieved 2018-7-12. Edited.
  2. حسام العيسوي إبراهيم، “الحرية في المفهوم الإسلامي”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2018-7-12. بتصرّف.
  3. “Freedom”, www.encyclopedia.com, Retrieved 2018-7-12. Edited.
Exit mobile version