محتويات
مفهوم السلوك
السلوك هو عبارة عن مجموعة من الاستجابات والتفاعلات ما بين الفرد والبيئة المحيطة، حيث تشكّل البيئة المثيرات التي تتحكّم في استجابات الأفراد الذين يخضعون لها، فالسلوك هو ردود أفعال مكتسبة من البيئة المحيطة بالفرد، وكلّما كان سلوك الفرد منضبطاً كان إيجابياً، وكلّما تكرّر تحول إلى عادة سلوكية تلقائية، وللسلوك العديد من الخصائص ومنها: قابلية التنبؤ، وقابلية الضبط، وقابلية القياس.
نظريات تشكيل السلوك
تحاول نظريات السلوك تفسير الأسباب وراء ظهور سلوك معين عند الأفراد دون غيره، والبحث حول الأسباب الكامنة وراء تغيير السلوك الفردي، وعادة ما تهتم هذه النظريات بدراسة البيئة المحيطة والسمات الشخصية للأفراد، ومن هذه النظريات:
نظرية التحليل النفسي
صاحب هذه النظرية هو فرويد، ويعتقد أن السلوك البشري ناتج عن مجموعة من الصراعات بين مكوّنات الشخصية على النحو الآتي: الهو، وهي عبارة عن مخزون من الغرائز الإنسانية التي تتمثل بغريزة العدوان، وغريزة الجنس.
الأنا، هي التي تمثل المحرك والضوابط التي تتحكم بالهو، والأنا العليا هي الضمير الذي يشعرنا بالذنب عند أي خطأ، فنظرية التحليل النفسي تعتقد أن تشكيل السلوك الإنساني يحمل طابعاً بيولوجياً بحتاً، حيث يولد الطفل وهو حامل لغرائز الجنس والعدوان التي تصبح فيما بعد في حالة من التصادم والصراعات مع قيود المجتمع وضوابطه ممّا يؤدّي إلي تشكيل السمات الشخصية للفرد فيما بعد.
النظرية السلوكية
من أهم منظري هذه النظرية بافلوف، حيث أكّد بافلوف على أنّ السلوك البشري يتكون من مثير، واستجابة، في حين أطلق سكنر نظريته المعروفة بالإشراط الإجرائي، وتنصّ هذه النظرية على أنّ جميع أنواع المسلكيات السويّة منها وغير السوية تأتي عن طريق التعلم، مع وجود مدعّمات للسلوك كالتعزيز والعقاب.
النظرية البيئية
تبيّن هذه النظرية أنّ السلوكيات البشرية ناتجة عن تفاعل ما بين الفرد والبيئة، وأنّ المسلكيات غير السوية ناتجة عن عدم توافق ما بين سلوك الفرد والبيئة، وتعتقد البيئية بوجود عدّة عوامل تؤثر في سلوك الفرد كالأسرة، والمدرسة.
النظرية البيوفيسيولوجية
يعتقد أصحاب هذه النظرية أن العوامل البيولوجيا هي التي تؤثر بشكل أساسي بمسلكيات الأفراد، فالسلوك قد يكون ناتج عن عوامل عصبية وراثية، وقد يكون الاضطراب السلوكي عند الفرد ناجماً من مزيج تفاعلي وراثي وبيئي في الوقت ذاته، وبالتالي فإنّ هذه النظرية لا تنفي العامل البيئيّ وإنّما تؤكد على أنّ البيئة وحدها ليست كافية لتشكيل سلوك الفرد، وإنّما يوجد أيضاً عوامل نمائيّة، ووراثيّة، وإدراكيّة.