محتويات
'); }
مفهوم الهويّة الإسلاميّة
نفتخر كلُّ أمّة بهويتها التي تعبِّر عن كيانها ووجودها، فهويّة الشيء لغة من ذاته فهي من: هو، أي ذاته، والهويَّة الإسلاميّة تعني: (الإيمان والتصديق بعقيدة الأمّة الإسلاميّة، مع الاعتزاز بالانتماء الوجداني إليها، واحترام قيمها الحضارية والثقافية، وإظهار الشعائر الإسلاميّة، مع الاعتزاز والتمسك بها، إضافة إلى الشعور بالتميز والاستقلاليّة الفرديّة والجماعيّة)، وللهوية الإسلامية مكوّنات، ويترتب على المسلم التمسك بها والحفاظ عليها.
مكوِّنات الهويّة الإسلاميّة
- العقيدة الإسلاميَّة: هي من أهم مكوّنات الهويّة، وهي تجمع بين التصديق والاعتقاد بالله سبحانه المقرون بالعمل والسلوك، سواء كان ذلك على مستوى الفرد أم على مستوى الجماعة، فهي تجمع بشكل عام بين الفكر، والشريعة، والسلوك، ومن أعظم مظاهرها تحقُّق معاني الحاكميّة الحقيقيّة لله سبحانه، وتحقُّق مفاهيم عقيدة الولاء بكلّ مظاهرها.
- التاريخ: وذلك بحفظ عناصره وأحداثه، والوقوف على عبره والاستفادة منها في شتى نواحي الحياة، والعلاقات البشريّة، فتاريخ الأمّة يجب أن يكون كالأضواء التي تنير لها الطريق وتقيها من عثرات السقوط.
- الثقافة: هي نسيج معرفي من علوم المجتمع، وقيمه، وآدابه، ولغته، ومنجزاته العلميّة والحضاريّة، ومكتسباته في النسق والاتجاه ذاته، أي ما يكتسبه من قيم، وآداب، وثقافات في تفاعله مع المجتمعات الأخرى، فالثقافة مرنة قابلة للاتساع وليست جامدة.
- الأخلاق: هي ركيزة أساسيّة من ركائز الأمَّة وهويتها، وغاية عظيمة للرسالات السماويّة.
'); }
قيمة التمسك بهويّة الأمة
- سعادة الفرد وشعوره بالطمأنينة.
- خلق روح التنافس الجادّ بين أفراد المجتمع، حيث يشعر كلّ فرد أنّ جهوده ظاهرة ومنعكسة على المجتمع.
- تماسك المجتمع، وقوّة الأمة ومنعتها، وتقدمها وازدهارها في شتى مجالات الحياة، حيث تستفيد من المحطات المشرقة في تاريخها، وتقف باستمرار على أخطائها.
ما يهدد هويّة الأمة
إنّ حرب الأعداء لأمَّة من الأمم يكون بالتركيز على ضرب مقوِّمات هذه الأمّة، وذلك بضرب عقيدتها، وتشويه تاريخها، وإضعاف لغتها، وسلخها من كلّ أصولها التي تنتمي إليها، وذلك بسلوك طرق واضحة ومدروسة بعناية، يقول أحد المستشرقين في سياق ضرب أمتنا وهويَّتها الأخلاقيّة: (كأس وغانية يفعلان في الأمَّة المحمديَّة فعل ألف مدفع ونيِّف) فكان هذا لإدراك الأثر الذي يحدثه تدني الأخلاق في الأمَّة وانحطاطها.
للحفاظ على هويّة الأمّة قويّة، لا بدَّ من إحداث يقظة شاملة، وترسيخ لكلّ مقوّمات الهويّة، وتعزيزها وحمايتها، وهذه مسؤوليّة فرديّة وجماعيّة على حد سواء، فمسؤوليّة الفرد بالالتزام، والتبليغ، والبحث، والتنقيب، ومسؤوليّة المجتمع من خلال عدة أمور منها الإعلام، والنظم التربويّة، والسياسيّة، والتعليميَّة، ذلك أنّ الهويّة إنّما تعبّر عن وجود الأمّة، وكيانها، وحاضرها، ومستقبلها.