'); }
العقيدة
العقيدة لغوياً مأخوذة من الفعل عَقَدَ، أي ربط وأوثق العقد بقوة، ولها مرادفاتٌ مثل: التوحيد، والإيمان، والسنة النبوية الشريفة، أما اصطلاحاً فعرفت العقيدة بشكلٍ عام على أنها: ما يعقد الإنسان عليه قلبه عقداً محكماً لا شكّ فيه، أما العقيدة الإسلامية بشكلٍ خاص فهي: “الإيمان الجازم بالله، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره”.
أهمية العقيدة الإسلامية
للعقيدة أهمية كبيرة في حياة الإنسان المسلم حق الإسلام، منها:
'); }
- حمل جميع الرسل رسالة التوحيد، ودعو للعقيدة الصحيحة، وهذا ما أكدته الآيات القرآنية المختلفة، وكتب التفسير من بعدها.
- خلق الله عباده لعبادته وتوحيد الألوهية، وهذا لا يتأتى إلا من خلال وضع عقيدة صحيحة وسليمة يسير عليها المؤمنين.
- قبول الأعمال عن الله مرتبط بعامل التوحيد عند العبد، وكمال العمل من كمال التوحيد، فأي خلل في التوحيد يلغي العمل، وينقصه عن كماله المستحب.
- النجاة في الآخرة متوقفٌ على نسبة وصحة العقيدة، وهذا ما يأخذنا إلى وجوب تعلم العقيدة الإسلامية بشكلها الصحيح، قال نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله”.
- العقيدة توضح وتحدد العلاقة بين العبد وربه، معرفاً، وتوحيداً، وعبادةً، وهذا لا يكون إلا بالخوف منه، والشعور بمراقبته، واستحضار عظمته، والتقوي بقربه، والتوبة إليه وطلب الغفران منه، وهذا أقل واجبٍ اتجاه ربنا جل جلاله، الذي خلقنا في أتم صورة، ورزقنا في البر والبحر، وحفظنا ورعانا.
- أساس السعادة في الدنيا معرفة الله، والحاجة إليه في كل صغيرةٍ وكبيرة، فلا راحة ولا طمأنينة، إلا بالقرب من الله، والإيمان بربوبيته، وألوهيته، ومعرفة أسمائه وصفاته.
- العقيدة تجيب عن جميع التساؤلات التي تخطر على بال البشر، ومنها بداية العالم ونهايته، صفة الخالق، العوالم الموجودة في هذا الكون، القضاء والقدر، وغيرها من التساؤلات.
- ركز القرآن الكريم على العقيدة، بياناً وتوضيحاً، وإقراراً وتصحيحاً، وجاءت السنة النبوية الشريفة موضحةً للعقيدة، وداعيةً لها.
- العقيدة السليمة سبب النصر والفلاح في الدنيا والنجاة من النار في الآخرة، فالمتمسك بعقيدته وايمانه، من الآمنين المحفوظين بحفظ ورعاية الله، قال -صلى الله عليه وسلم-: “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك”.
- العقيدة المانع الأول لعدم الوقوع في المعاصي، والعاصم من الملذات والمحرمات الدنيوية.
الخلاصة مما سبق: تشير إلى أن القاعدة الأولى للإسلام هي العقيدة، معرفتها وتطبيقها بالشكل الصحيح، قال تعالى في سورة الكهف:” فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا”، وقال تعالى في سورة الزمر: “وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”، وجاء رسولنا الكريم لتوضيح ما حملته الآيات من معاني، وبقي مدة ثلاث عشرة سنة، يدعو إلى التوحيد والإيمان بالله تعالى.