محتويات
العدالة والإنصاف
العدل هو القيمة العظمى التي إن تحققت عمليّاً في حياة الناس، صارت حياتهم أفضل، فبالعدل قامت السماوات والأرض، وبالعدل قامت الدنيا، وبالعدل تستقيم الأمور.
تُعرَّف العدالة على أنّها الحياديّة في إطلاق الأحكام على الآخرين مهما كانت مراتبهم، مع الأخذ بعين الاعتبار مشروطيّات كل شخص، وبيئته المحيطة التي دفعته إلى القيام بفعل ما. وقد يكون لمصطلح العدالة معانٍ أوسع، فهو يشير أيضاً إلى توزيع الموارد بالشكل الصحيح بين الناس، وغير ذلك من المعاني الهامّة.
هناك مصطلح آخر يتلازم على الدوام مع مصطلح العدالة، وهو مصطلح الإنصاف، حيث يتشابه تعريف هذا المصطلح بشكل كبير مع تعريف مصطلح العدالة، فهو توأمه الذي نجده مقترناً به على الدوام، غير أنّه وفي الوقت ذاته يشير إلى عدد من المعاني الهامّة والتي نذكر منها: إنصاف الإنسان لنفسه؛ ويكون ذلك بعدم تحقيرها، أو تضخيمها.
القوانين والعدالة والإنصاف
تعتبر القوانين في عصرنا الحالي أداة إرساء قواعد العدالة، والإنصاف في المجتمعات الإنسانيّة؛ خاصّة إذا وُضِعَت هذه القوانين من قبل الأشخاص الذين لهم دراية بسائر شؤون الحياة، وبطريقة إدراتها، وبالكيفيّة التي تُستنهَض بها الهِمَم، وتُستخرَج بها قُدرات الناس.
إنّ أساس فعاليّة تطبيق القوانين، واستيفاء الغاية منها في بث قيمتي: العدالة، والإنصاف في المجتمع، يكمن في المساواة التامّة بين المواطنين بغضِّ النظر عمَّن هم، وعدم النظر إليهم بنوع من التمييز البغيض، الذي قد يحرم أصحاب الحقوق من حقوقهم، ومُكتسباتهم، ممّا قد يؤدّي إلى خلق الفوضى، ونشر الفساد.
العدالة في توزيع الموارد والثورات
تعتبر العدالة في توزيع الموارد، والثروات أحد أبرز أشكال العدالة، وأكثرها حساسيّة؛ فهي كفيلة بنشر الأمن والسلام في المجتمعات الإنسانية المختلفة، ويكون ذلك أساساً من خلال إشباع حاجات الناس الأساسيّة، وإشعارهم بالمساواة، وبكرامتهم الإنسانيّة. إلى جانب ذلك، فإنّ العدالة في توزيع الموارد، والثروات تتطلب من الحكومات، وأصحاب القرارات تنفيذ خطوات عمليّة على أرض الواقع تعمل على منع احتكار فئة معيّنة من الناس للجزء الأكبر من الثروات، وعلى رفع المستويات الاقتصادية للأفراد، والأسر، والعائلات.
العدالة والإنصاف مع المخالفين
يحمل كلُّ إنسان داخله العديد من الأفكار التي قد نتَّفق، أو نختلف معها، ومن هنا فإنّ انطلاق الأحكام على الناس يتطلب من الإنسان أن يكون عادلاً، وأن يتحرَّى الإنصاف، والموضوعية، وأن يتعامل مع الأفكار بحياديّة، وأن لا يُسقط رأيه السلبي في فكرة ما على حاملها؛ فالفصل بين الفكرة، وصاحبها أساسٌ في استدامة المودة، والمحبة، وفي فضِّ النزاعات بين الناس.
إلى جانب ذلك، فإنّ البعض قد تصدر منهم بعض المواقف السيّئة، على الرغم من أنّ لهم سِجِلَّاً حافلاً بالمواقف الجيّدة والحسنة، وهنا، فإن الإنصاف، والعدل يقتضي أن لا نلقي بكل ما هو جيّد وراء ظهورنا، واضعين نُصب أعيننا موقفاً أو اثنين سيّئين فقط، بل يجب أن نوازن بين ما هو حسن، وما هو سيّء، وكلُّ ابن آدم خطَّاء.