محتويات
'); }
مفهوم الطب الوقائي
يعرف الطب الوقائي بكونه فرعاً من فروع الطبّ الأساسيّة، ويتبع بالتحديد فرع الطبّ المجتمعيّ، ويعتني بالإجراءات والتدابير التي تتبع في مجال الصحّة العامة، وذلك في سبيل وقاية أفراد المجتمع بكافة مراحلهم العمريّة من خطر الإصابة بالأمراض وخاصةً الأمراض المعدية، بالإضافة إلى تقليل احتمال حدوث الإصابات وتعرّضهم لها، كما يهتم الطبّ الوقائي بإيجاد وتطبيق طرق الوقاية من الأمراض، كما يهدف إلى التنبؤ بالأمراض قبل وقوعها ومنع انتشارها.
أهداف الطبّ الوقائي
- الوقاية من انتشار الأوبئة الصحية، واتخاذ الإجراءات السريعة في حال حدوثها منعاً من انتشارها ولحصر أضرارها.
- الرفع من الصحّة العامّة للجماعات البشريّة.
- المحافظة على حياة الأصحاء والمرضى.
'); }
مستويات الوقاية الطبيّة
- الوقاية الأولية: وتتضمن كافّة التدابير المتبعة لمنع وقوع الأمراض، بما في ذلك اللقاحات الطبيّة ومحاربة الحشرات، والتوعية المجتمعية بأهمية النظافة الشخصيّة، وغسل اليدين، والنظافة العامة، ومحاربة العادات التي قد تتسبّب في الإصابة بالمرض مثل: التدخين، والإدمان، والتعرّض للمواد الكيماوية، والإشعاعات الخطرة، وغيرها الكثير.
- الوقاية الثانوية: تسعى إلى الكشف السريع عن وقوع الأمراض، ووضع العلاجات المبكّرة من أجل منع تطوّر الحالة المرضية وتفاقم الأعراض، ويشتمل ذلك على علاج الالتهابات بسرعة فائقة، بالإضافة إلى عمل الفحوص المخبريّة بشكل دوريّ، والكشف الأوليّ عن حدوث السرطان.
- المستوى الثالث للوقاية: ويسعى إلى التقليل من حالات التفاقم والتطوّر المرضي، ويتضمن العلاج المبكّر لبعض الأمراض المزمنة كالسكر وضغط الدم المرتفع والكولسترول، وذلك تجنباً لوقوع المضاعفات التي قد تودي بحياة المريض.
- المستوى الرابع للوقاية: ويسعى إلى الرفع من كفاءة المريض المصاب بأمراض تمنعه من مراعاة احتياجاته الشخصية والضرورية، والتي قد تجعل منه عبئاً على أسرته أو على المجتمع، ومنها الأمراض العصبيّة والحركيّة وبتر الأطراف، وحالات الشلل الرعاش، وغيرها من الإصابات والحوادث التي قد تتسبّب بعجز ما للمريض.
جدوى الطب الوقائي
يرى البعض بأنّ فكرة الطب الوقائي مجرد حلم من الأحلام الأفلاطونيّة التي يصعب تطبيقها وتحقيقها على أرض الواقع، كما أنّها صعبة المنال خاصةً لذوي الدخول المحدودة والبسيطة بسبب تكلفتها المرتفعة عليهم، إلا أن تجارب الطب الوقائي في الدول المتقدّمة أكدت على أهميتها وقدرتها على الرفع من المستويات الصحية للأفراد والمجتمعات، بالإضافة إلى دورها الكبير في خفض مقدار الفواتير الصحية، وخفض العجز المالي الذي تواجهه الدوائر الصحية، مما جعل للطب الوقائي دوراً مهماً وفعالاً في المجال الصحي والمجال الاقتصادي على حد سواء، الأمر الذي دفع عدداً كبيراً من الدول النامية إلى تطبيق تجربة الدول المتقدّمة في مجال الطبّ الوقائي من أجل تحقيق الأمان الصحي والاقتصادي لأفرادها.