محتويات
الرؤية السردية
هي إحدى المكوّنات الخطابية الأساسية في العمل الروائي، وتؤدّي دوراً هاماً في تحديد الوضعية التي يتخذّها السارد، وطبيعة علاقته بما يدور من أحداث داخل العمل الحكائي.
تهتم الرؤية السردية باستخراج قواعد داخليّة من الأجناس الأدبية، وتوجيه أبنية النظم واستنباطها أيضاً؛ بالإضافة إلى تحديد كافّة السمات والخصائص التي تتسم بها الأعمال الأدبيّة؛ لذلك فإنّها تعتبر عملاً خصباً وغنياً بالبحث التجريبيّ.
يمكننا اعتبار الرؤية السردية بمثابة مبحث نقدي يهتم بمظاهر الخطاب السردي ومكوّنات بنيته من راوٍ ومروي ومروي له، سواء كانت ذلك أسلوباً أو بناءً أو دلالةً، مع ضرورة تسليط الضوء على أوجه الخطاب السردي كاملةً.
تيارات الرؤية السردية
- السردية الدلالية: وهي تلك التي تهتم بما تحتويه البنية السردية من أفعال وأحداث، مع إغفال النظر عن السرد الذي يكوّنها ويتمحور اهتمامها بالمنطق الذي يفرض سيطرته على الأفعال المتعاقبة، وينتمي لهذا التيار كلّ من غريماس، وبريمون، وبروب.
- السردية اللسانية: يهتم هذا التيار بكافّة أبعاد الخطاب السردي اللغوية، وما يتعلّق به من أسلوب، ورؤى، وطبيعة العلاقة التي تربط بين الراوي والمروي له، ومن أتباع هذا التيار بارت وجنيت.
أنواع الرؤية السردية
- الرؤية من الخلف: يمتاز هذا النوع بمعرفة السارد لأبعاد العمل الحكائي وأحداثه أكثر من أيّ شخصيّة أخرى في العمل، ويوصف بأنّه سارد مهيمن وذلك نظراً لتجاوزه كافّة التوقّعات الشخصية بما يملكه من علم ومعرفة، وينفرد بقدرته على معرفة أحاسيس وميول الشخصيات وباطنها، ويشيع استخدام هذا النوع في السرد الكلاسيكي غالباً.
- الرؤية المتلازمة: تتساوي في هذا النوع من الرؤى معرفة السارد مع الشخصية الحكائية بالمعلومات والأبعاد، ويكثر استخدام هذا النوع، ويطلق عليه غالباً مسمّى الرؤية المصاحبة نظراً لكون السارد يتصاحب مع الشخصية التي ينقل لها المعرفة بأحداث العمل الحكائي، فيكون من الممكن له أن يُستخدم ضمير المتكلّم فيتساوى الغائب مع الحاضر فيها.
- الرؤية من الخارج: يتسم هذا النوع بقلّة معرفة السارد بالأحداث التي جرت في العمل الحكائي من الشخصيات الحكائية، ويكون بذلك جاهلاً للحركات والمظاهر الحسية والتصويتات الصادرة عن الشخصيات فيها.
مكونات الرؤية السردية
- الراوي: ذاته المرسل، أي الشخص الذي ينقل أحداث رواية ما إلى المتلقّي أو المروي له، ويعتبر شخصية خياليّة موجودة فقط على الورق، على العكس تماماً من شخصية الروائي الكاتب.
- المروي: أحداث الرواية ذاتها، ولا يمكن أن تؤدّي دورها إلا بوجود راوٍ ومروي له، أي أنّ السرد والحكاية يعتبران طرفاً ثنائياً لدى الراوي اللساني.
- المروي له: هو عبارة عن اسم معيّن يقع ضمن قائمة أبعاد البنية السردية، وقد يتخذ هيئة الشخصية الخيالية الموجودة على الورق فقط، وقد يكون مجهولاً أو حقيقياً أيضاً.