إسلام

مفهوم الدعوة لغة واصطلاحاً

مفهوم الدعوة لغة واصطلاحاً

مفهوم الدعوة لغة واصطلاحاً

تعريف الدعوة لغة

أصلها دعو؛ وهي إمالة الشيء إليك بالقول والإنتظار من الغير الإجابة،[١] وتأتي بمعنى الطلب، والحث، والنداء، كأن يقول دعا بالشيء؛ أي طلبه، أو دعا إلى الشيء؛ أي حثه وأمره، قال -تعالى-: (وَاللَّـهُ يَدعو إِلى دارِ السَّلامِ)،[٢][٣] أو دعا فلاناً؛ بمعنى ناداه،[٤] وكلمة الدعوة عامة وقد تأتي دعوة للخير أو للشر كما قال -تعالى-: (أُولَـٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّـهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).[٥][٦]

تعريف الدعوة اصطلاحا

هي الدعوة إلى الله -تعالى- وتبليغ رسالة التوحيد والإسلام وما تحملها من أركان وأحكام،[٧] قال -تعالى-: (أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا)،[٨] وهي العلم الذي يتم إيصاله بكافة الوسائل المتاحة والطرق المتعددة،[٣] والدعوة؛ تعريف الناس وتحبيبهم بدين الله، والحرص على إرشادهم للصراط المستقيم بإظهار جميع ما جاءت به رسالة الإسلام.[٩]

مصادر الدعوة

تنقسم مصادر الدعوة إلى مصادر أساسية؛ هي القرآن الكريم والسنة النبوية،[١٠] ومصادر ثانوية، بيانهما فيما يأتي:[١١]

  • القرآن الكريم: فيه خبر ما قبلنا ونبأ ما بعدنا، قال -تعالى-: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ في هـذِهِ الحَقُّ وَمَوعِظَةٌ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ)،[١٢] ويحتوي على الكثير من الأحكام الفقهية، وكل ما يُفيد المسلم في أمور حياته ومماته، وفيه أوامر الله -تعالى- لنبيه بكيفية الدعوة وأساليبها والتي يقتدي بها كل داعية مسلم.
  • السنة النبوية: السنة تطبيق عملي لأحكام الإسلام التي أمرنا الله -تعالى- بها في كتابه، وهي مليئة بأسلوب النبي العملي في دعوته وتعامله مع الناس، وتحتوي على تفصيل لأحكام لم ترد بالقرآن الكريم بل وضحها الرسول -عليه السلام-، فيحرص الداعية على الأخذ بها وجعلها مرجعاً ثانياً للدعوة بعد كتاب الله.
  • سيرة السلف: يملك السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان العلم الكثير؛ لقربهم من زمن النبي -عليه السلام-، وكانوا يحرصون كل الحرص على التمسك بخطى النبي ونهجه في الدعوة؛ لذلك فإن الاستدلال بسيرة السلف الصالح وأسلوبهم في ممارسة الدعوة إلى الله من أهم الأمور التي يجب أن ينتبه اليها الداعية.
  • استنباطات الفقهاء: يستنبط الفقهاء أحكامهم الشرعية بناءً على الأدلة الواردة في الكتاب والسنة، فتبحر الفقهاء بالعلم واجتهادهم فيه أدى إلى إنتاج الكثير من الكتب التي تساعد وتدعم الدعوة الإسلامية.
  • التجارب: تجارب الدعاة السابقين وتجارب الداعية نفسه مصدر مهم للدعوة؛ لأن تطبيق الدعوة على أرض الواقع فيه توجيه للأخطاء التي قد يقع فيها الدعاة، فيحرص الداعية على اجتنابها، والابتعاد عن كل ما قد يؤول للتقليل من فاعلية وجودة الدعوة، والاستفادة من التجارب الناجحة في الدعوة.[١٣]

أساليب الدعوة

تعددت أساليب الدعوة إلى الله -تعالى-، وفيما يأتي ذكر أهم هذه الأساليب:[١٤]

  • الحكمة: قال -تعالى-: (ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ)،[١٥] والحكمة في الدعوة تتمثل في بصيرة الداعية، وتأديته للدعوة بإتقان؛ باتخاذ الأسلوب المناسب بناءً على أحوال الناس وطبيعتهم، وبتمسكه بكل ما يرضي الله وابتعاده عن ما يغضب الله.[١٦]
  • التدرج: وذلك الأسلوب القرآني الرباني في الدعوة وخير مثال آيات تحريم الخمر إذ نزلت على ثلاث مراحل.[١٧]
  • الموعظة الحسنة: باستخدام الأسلوب الأنسب مع الناس فبعض البشر يميلون للترغيب وآخرون للترهيب.
  • المجادلة بالتي هي أحسن: وهي أسلوب الدعوة المبني على المنطق والحجج والبراهين والدلائل القطعية، واستخدام المعرفة العلمية والنظرية.
  • استغلال الفرص: وذلك بالحرص على الدعوة بأي مكان وأي ظرف والتوسع بالدعوة في المدن، والقرى، والمساجد، والأسواق، والمناسبات، وغيرها.[١٨]
  • حسن مخاطبة الناس: وذلك بالاهتمام بأسلوب الخطاب الذي يمتاز بالبساطة، والوضوح، ويُناسب عقل المُخاطب، وتيسيير شرح أحكام الدين، وتوضيحها باللغة التي يفهمها الناس.[١٨]
  • القدوة والتربية الصالحة: إذ تعتبر القدوة من أساليب الدعوة الصامتة.
  • الإعلام ووسائله المختلفة: كتأليف الكتب ونشر الدروس المسجلة وغيرها.

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (الطبعة 4)، المملكة العربية السعودية – جدة:دار الوسيلة للنشر والتوزيع، صفحة 1945، جزء 5. بتصرّف.
  2. سورة يونس، آية:25
  3. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني (1432)، العلاقة المثلى بين الدعاة ووسائل الإتصال الحديثة في ضوء الكتاب والسنة (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية – الرياض:مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، صفحة 12. بتصرّف.
  4. سعيد بن وهف القحطاني (1421)، فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (الطبعة 1)، صفحة 5، جزء 1. بتصرّف.
  5. سورة القرة، آية:221
  6. مجموعة من المؤلفين، أصول الدعوة، صفحة 130. بتصرّف.
  7. سعيد بن وهف القحطاني (1421)، فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (الطبعة 1)، صفحة 6، جزء 1. بتصرّف.
  8. سورة الأحزاب، آية:45-46
  9. مجموعة من المؤلفين، مجلة البيان، صفحة 76. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، كتاب الخطابة، صفحة 231. بتصرّف.
  11. عبد الكريم زيدان (2001)، أصول الدعوة (الطبعة 9)، صفحة 413-415. بتصرّف.
  12. سورة هود، آية:120
  13. مجموعة من المؤلفين، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 321. بتصرّف.
  14. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (الطبعة 4)، المملكة العربية السعودية – جدة:دار الوسيلة للنشر والتوزيع، صفحة 1946، جزء 5. بتصرّف.
  15. سورة النحل، آية:125
  16. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 186-188. بتصرّف.
  17. سعيد بن وهف القحطاني (1421)، فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري (الطبعة 1)، صفحة 229، جزء 1. بتصرّف.
  18. ^ أ ب حمد العمار، أساليب الدعوة الإسلامية المعاصرة، صفحة 20-22، جزء 1. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى