التيارات الهوائية
تعرف التيارات الهوائيّة بأنها الهواء المتحرك والمنتقل من المناطق ذات الضغط المرتفع هبوطاً إلى مناطق الضغط المنخفض، ويشار إلى أنّ للتيارات الهوائيّة أثراً إيجابياً كبيراً على حياة الكائنات الحيّة في مختلف المناطق بدءاً من الجبال وصولاً إلى السهول، ويشار إلى أن التيارات الهوائية تقسم إلى تيارات هوائية أفقية وأخرى عمودية، وجاء هذا التقسيم وفقاً للجهة التي يتحرك نحوها الهواء.
وتتمثل آليّة تشكّل التيارات الهوائيّة بانتقال الهواء البارد إلى المنطقة الموجود أسفل الهواء الساخن وذلك لما يمتاز به من كثافة عالية، أي ينتقل من المناطق مرتفعة الضغط إلى المناطق منخفضة الضغط، وتبدأ سرعة التيارات الهوائيّة بالازدياد شيئاً فشيئاً نظراً لدوران الأرض بالتزامن مع الغلاف الجوي، هذا ويذكر أن التيارات الهوائيّة تبدأ بالتكوّن في حدود مدارين، حيث إن التيار المتحرك نحو القطب يشير زيادة عرض المدارين كلما اقترب أكثر من أقطاب الأرض، أما في حال اتجاه التيارات وتحركها بنسبة تتراوح ما بين درجتين إلى ثلاث درجات نحو القطب فإن ذلك يشير إلى أن المنطقة صحراويّة وجافة.
أهميّة التيارات الهوائيّة
تكمن أهميّة التيارات الهوائيّة بأنها بمثابة بوصلة للطيور المهاجرة والطيور الجارحة، كما تساعد على نثر بذور النباتات والكائنات الحيّة الدقيقة، كما تترك التيارات الهوائيّة أثراً في أماكن توزع التربة، إلا أن الأثر السلبي لها هو تسريع عمليّة احتراق الغابات وتوسيع نطاقها.
كما تساهم التيارات الهوائيّة بتغذية التربة من خلال نقل وحمل المغذيات الموجودة فيها من تربة إلى أخرى، أما فيما يتعلق بالضغط فإن التيارات الهوائيّة تلعب دوراً مهماً في بنائه عند الدخول في منطقة فوق مستوى سطح البحر، وتساهم أيضاً بتمكين الكائنات الحيّة من التنفس نظراً لانخفاض الضغط كلما ارتفعنا عن مستوى سطح البحر.
تؤثر التيارات الهوائيّة في المناخ من خلال تدافع التيارات الهوائيّة السطحيّة مع التيارات البحريّة، وبالتالي تساهم هذه العمليّة في حدوث تغييرات على درجات التسخين الموجودة في طبقات الجو، وتترك أثراً جزئياً وفقاً للمنطقة الجغرافيّة التي تتدافع بها التيارات الدافئة والباردة، حيث تأتي التيارات الهوائيّة الدافئة إلى المنطقة الباردة لتقلب مناخها إلى معتدل ويعود السبب في ذلك إلى تدفق الرطوبة تحت تأثير عوامل عدة كدرجة الحرارة والمرتفعات التضاريسيّة وغيرها.
أما في حال نزلت التيارات البحريّة في منطقة معتدلة فيصبح مناخ المنطقة بارداً نسبياً، وتلعب هذه التيارات دوراً مهماً في الحفاظ على مياه البحر وتبدلها باستمرار لمنع تعفن المياه، وبالتالي الحفاظ على صلاحيّة الحياة لجميع الكائنات الحيّة فوق سطح الأرض وباطنها.