أهمية الاكتتاب
تعتبر الشركات المساهمة القلب النابض للنمو الاقتصادي، وذلك لما تقدمه للأسواق المالية من مشاريع ضخمة يعجز الأفراد العاديون عن تأسيسها أو المشاركة فيها بشكل فعّال، بالإضافة إلى التأثير الإيجابي الذي تتركه على المجالين الاقتصاديّ والاجتماعيّ، والسياسيّ في بعض الأحيان، ونظراً لضخامة حجم هذه المشاريع والشركات فإنّ الطريق المنطقي الوحيد الذي يمكنها من خلاله جمع رأس مال كبير يكون من خلال ما يعرف بالاكتتاب، وقد نجحت الكثير من الشركات العامة في تطبيق أسلوب الاكتتاب وتحقيق الأرباح الهائلة بسببه، كما نرى توجّه الشركات التكنولوجية الحديثة مثل: فيسبوك، وتويتر وغيرها نحو الاكتتاب والذي مكّنها من تحقيق قدر كبير جداً من الأرباح.
مفهوم الاكتتاب
مرادف كلمة الاكتتاب في اللغة الإنجليزية Initial Public Offering والتي تعني العرض العام الأولي، ويعني مفهوم الاكتتاب طرح الشركة لأسهمها وتوزيعها لأول مرة على الإطلاق في البورصة، الأمر الذي يمكن المساهمين من امتلاك جزء كبير من الشركة، وبذلك تنتهي مسألة ملكية الشركة لمالك واحد أو مجموعة محدّدة من الشركاء، ويبدأ عهد امتلاك الشركة من قبل عدد كبير من المساهمين الصغار، الذين غالباً ما يمثلون شخصيات مجهولة يمتلك كل منها جزء صغير من أسهم الشركة، بالإضافة إلى عدد من المساهمين الكبار المسيطرين على جزء كبير من أسهم الشركة، والذين يلعبون دوراً أساسياً ومهماً في سَنّ القرارات الخاصّة بالشركة.
أنواع الاكتتاب
الاكتتاب العام
الاكتتاب العام فهو المشروع العملاق والضخم الذي ينفّذه شخص أو مجموعة من الشركاء، مع رغبتهم في توزيع جزء من أسهم المشروع على عدد كبير من عامة الناس والذين يعرفون بالمستثمرين الصغار، ونعني بالصغار امتلاكهم عدداً بسيطاً من أسهم المشروع، مع حرص مؤسسي المشروع أو المستثمرين الكبار على المحافظة على امتلاكهم أكبر قدر من الأسهم مقارنةً مع المستثمرين الصغار، للمحافظة على موقعهم كصنّاع للقرار في هذا المشروع.
الاكتتاب الخاص
أمّا الاكتتاب الخاص أو المغلق فيتمثل في المشاريع المتوسطة أو البسيطة، أو الذي يكون مؤسسوه من أصحاب رؤوس الأموال فلا يحتاجون إلى إشراك المساهمين الصغار في المشروع، وغالباً ما يوجه الاكتتاب الدعوة للمشاركة بالمشروع إلى شخصيات معينة ومحددة من المستثمرين الكبار، وبذلك تبقى ملكية المشروع لعدد صغير من المساهمين، كما يوصف الاكتتاب المغلق باكتتاب الحجرات؛ لأن الاكتتاب غالباً ما يحدث بين شخصيات تعرف بعضها البعض بشكل جيد.
نلاحظ توجّهاً كبير من مؤسسي المشاريع والشركات نحو الاكتتاب الخاص، لما يمتاز به من سهولة الإجراءات المتبعة له، مقارنةً مع الاكتتاب العام الذي يعرف بتعقيد إجراءاته وتعدّدها، وذلك لتقديمه أثراً استثمارياً أكبر من الاكتتاب الخاص.