محتويات
'); }
الأرض الموات
يعتبر مصطلح الأرض الموات من المصطلحات الزراعية والاقتصادية والبيئية المهمة التي حظيت بعناية المسلمين منذ فجر الإسلام، وحتى يومنا هذا؛ وذلك لما للتشريعات المرتبطة بهذا النوع من الأراضي من أثر كبير في النظام البيئي أولاً، وعلى الكائنات التي تعيش فيه ثانياً، وعلى الإنسان بشكل خاص ثالثاً، خاصة إذا علمنا أن إحياء الأرض الموات قد يسهم في زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية، والتي تلعب دوراً كبيراً وملحوظاً على كافة المستويات والصعد. وفيما يلي توضيح لمصطلح الأرض الموات، ولبعض ما يتعلق به من جوانب.
تعريف الأرض الموات
تُعرَّف الأرض الموات بأنّها الأرضُ التي لا تُقدِّم أيَّ منفعةٍ تُذكَرُ لعامّة النّاس، فهي أرضٌ مُهملةٌ ومتروكةٌ، وقد يكون ذلك ناتجاً عن أسباب عِدَّة من بينها: عدم وجود وسيلة لتوصيل الماء إليها، وطبيعة تربتها، أو رمالها، فضلاً عن العديد من الأسباب الأخرى. وقد تصير الأرض مواتاً بعد أن كانت حيةً، تُغدِقُ من خيراتها على الناس لسبب من الأسباب، أو أنّها قد تكون مواتاً أصلاً، ومثال ذلك الأراضي الصحراوية، وغيرها.
'); }
فضل إحياء الأرض الموات
لقد استطاعَ الإسلامُ تشجيعَ النّاسِ على إحياءِ الأراضي الموات بطُرُقَ مختلفةٍ، ولعلَّ أبرز هذه الطُّرق: ربط إحيائها بنيل أجر عظيم من الله تعالى يوم القيامة، ومن أبرز النصوص الدالة على ذلك، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من أحيا أرضاً ميتةً فله فيها أجر، وما أكلت العافية منها فهو له صدقة) [صحيح ابن حبّان]. أعطى الإسلامُ حقَّ تملُّكِ الأرضِ الميتة لكل من يقوم عليها، ويحييها، ومن هنا فإنَّ مواقف السّلف الصالح في العناية بالأرض كثيرةٌ، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أنّهم فهموا الدين وتعاليمه الفهمَ المطلوب، الذي لا تستقيم الحياة إلا به.
الحاجة لإحياء الأرض الموات
إن الأرض اليوم تتعرَّض لمشكلات لا تُحصى، ولعلَّ أبرز هذه المُشكلات: انتشار التصحُّر، ونقصان الغذاء، وتحكُّم الدول القوية بالدول الضعيفة، والفقر، وما إلى ذلك. ولعلَّ في إحياء الأرض الموات حلٌّ مناسب وفعَّال، قد يسهم بوجه من الوجوه في الحد من مثل هذه المُشكلات، والتقليل منها، والتصدي لها، ومن هنا فإن على حكومات الدول خاصة النامية منها واجب بثِّ ثقافة استصلاح الأراضي، وإحياء الأراضي الموات بين الناس. هذا وتعتبر المنطقة العربية من أكثر المناطق التي تعاني من بعض هذه المشكلات؛ كمشكلة التصحر، التي توجد بشكل لافت في بعض المناطق كموريتانيا، والصومال، إلى جانب كلٍّ من: مصر، والسودان، على الرغم مما اشتهر عنهما من أنهما من أغنى المناطق بالمياه على مستوى المنطقة؛ نظراً لمرور نهر النيل من خلالهما.