مصطلحات ومعاني

معنى نرجسي

أصل كلمة نرجسي

ترجع جذور كلمة نرجسي إلى الأساطير اليونانية؛ حيث يُحكى أنّه كان هناك فتى فائق الجمال يدعى “نرجس” رأى نفسه لأول مرة على سطح بحيرة، فانبهرَ لجمال انعكاس وجهه لدرجة لم يستطع معها التوقف عن النظر في الماء، فلازم ضِفة الماء حتى فُقد ولم تُعرف نهايته، فمنذ ذلك الحين ظهر مفهوم النرجسية عند الفلاسفة والمفكرين القدامى على أنّه حالة من الغرور والتكبر والإعجاب الشديد بالنفس.[١][٢]

يرجع مفهوم النرجسية إلى آلاف السنين التي مضت، إلا أنّ اضطراب الشخصية النرجسية تم اعتماده كمرض معترف به فقط خلال الخمسين سنة الماضية، وفي عام 1914م أشار العالم المشهور سيجموند فرويد إلى أنّ النرجسية مكون طبيعي في النفس البشرية وصنفها لنوعين: النرجسية الأساسية؛ وتعني الرغبة التي تدفع الشخص للبقاء على قيد الحياة، والنرجسية الثانوية التي صُنفت على إنّها حالة مرضية تتمثل في حُب صورة الذات وحب الأشخاص لمصلحة شخصية كحب الذين يقدمون الحماية والطعام.[٣]

في عام 1968 توصل كوهوت إلى فِهم جديد لاضطراب الشخصية النرجسية، فوصف الشخصية النرجسية بأنّها استغلالية وتمتلك الشعور بأنّ لديها الحق في السيطرة على الآخرين. وفي عام 1980 تمّ الاعتراف رسمياً باضطراب الشخصية النرجسية في الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي للاضطراب العقلي التي تصدرهُ الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين حيث وضِع معايير أساسية لتشخيص الاضطراب وبيّن كيفية التعامل معه.[١]

صفات الشخصية النرجسية

الاشخاص الذين يميلون نحو النرجسية يمكن تميّزهم من خلال بعض الصفات والسلوكيات الظاهرة، وفيما يلي نذكر بعضها:[٤]

  • عدم قبول الواقع: النرجسي لا يقبل بواقعه، وينظر إلى نفسه أنّه يستحق الأفضل، لدرجة يمكن أن يقتنع أنّ ما يعيشه ليس حقيقياً، ويسرد للآخرين واقع من خياله.
  • الكذب والإنكار: يميل النرجسي عند رواية خلاف ما، إلى اظهار نفسه بالصورة المثالية وأنّه إنسان نبيل وفاضل وإظهار الشخص المقابل بصورة سيئة مشوهة للآخرين، فهذا مخالف للواقع بالتأكيد، فهو يميل إلى إبراز نفسه على حساب إحباط الآخرين.
  • إسقاط الصفات السيئة على الطرف المقابل: النرجسي بارع في الصاق تُهم مغلوطة بالآخرين، فإذا تحدث أنّ شخص ما يعامله بقسوه فهو الذي كان قاسٍ معه، أو أنّ شخص اخر أناني فهو فعلياً كان أنانيّاً معه، فهو يبذل جُهده في إبراز الصفات النرجسية في الشخص الذي يقابله.
  • النميمة والاشهار بالآخرين: يَعُد النرجسي الخلافات التي تظهر بين زملائه في العمل، فرصة لإظهار نفسه، وتهميش الآخرين من خلال تلفيق القصص الكاذبة عند كل طرف فتزداد العدواة والكراهية بين الأطراف.
  • مُحب للمدح والثناء: يهتم النرجسي بإحاطة نفسه مجموعة من الأفراد المعجبين والمطيعين له، والمستمرين بالمدح والتصفيق لإنجازاته فإذا وجد أي تقصير بالثناء عليه أو فتور لمشاعرهم تجاهُه، يعتبر ذلك خيانه فادحة له.

طُرق التعامل مع الشخصية النرجسية

إنّ المُصابين باضطراب الشخصية النرجسية يصعب تبديل سلوكهم وتحسينه، إذ إنّ هذه الشخصية حساسة جداً ترفض الانتقاد؛ بحيث تعتبر النقد كهجمات شخصية؛ لذا وفيما يلي بعض النصائح للتعامل مع الشخصية النرجسيّة:[٥]

  • عدم الانبهار: يلجأ النرجسي إلى تلفيق قصص حول انجازاته وأهدافه النبيلة غير الواقعية، لذلك يجب عدم السقوط في خياله وتصديق كل ما يرويه والتأكُد من صحة معلوماته.
  • وضع مساحة آمنة: إنّ النرجسي غير قادر على احترام الآخرين، لذلك من المُهم وضع حدود في التعامل معه، مثلاً النرجسي لا مانع لديه من استعمال أغراض زملائه الخاصة دون علمهم، أو معرفة المراسلات أو البريدك الإلكتروني الخاص بشخص ما إذ أتيحت له الفرصة، في سبيل تحقيق أهدافه.
  • التعامل بشكل سهل ومُهذب: النرجسي شخص اندفاعي، وردود أفعاله قويّة كما تسهُل إثارة غضبه، لذا يجب توخي الحذر عند تقديم النصيحة له، والتركيز على الاحترام والكلمات اللطيفة قدر المستطاع، والابتعاد عن الوقوع في خلاف أو مجادلة مع النرجسي وعدم الرضوخ لآرائه.

علاج الشخصية النرجسية

العلاج النفسي

من أساليب العلاج النفسي من أجل التخفيف من أثر القلق والتوتر لدى الشخص النرجسي إعطائه نصائح مهمة، نذكر منها ما يلي:[٦]

  • تكوين علاقات عميقة في المحيط الذي يعيش فيه.
  • فَهْم أسباب مشاعره، وما يدفعه للمنافسه، وسبب عدم ثقته بالآخرين واحتقار نفسه.
  • معرفة الكفاءات التي يمتلكلها حتى يتمكن من قبول الانتقادات وتقبل الإخفاق.
  • وضع قائمة أهداف يمكن تحقيقها تكون ملائمة للواقع الذي يعيشه فيه.

العلاج الدوائي

لم يتمكن الأطباء من إيجاد علاج خاص بمرض اضطراب الشخصية النرجسية، لكن في حال تطوّر الاضطراب إلى أنّ يُصاب المريض بالاكتئاب أوالقلق في هذه الحالة يُصرف للمريض أدوية مضادة للشعور بالاكتئاب أوالقلق.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب Kendra Cherry (10-9-2018), “The History of Narcissistic Personality Disorder”، www.verywellmind.com, Retrieved 24-3-2019.
  2. Frederick Rhodewalt، “Narcissism”، britannica.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-3-2019.
  3. Frank R. George (28-2-2018), “The Cognitive Neuroscience of Narcissism”، www.imedpub.com, Retrieved 30-3-2019.
  4. Darius Cikanavicius (10-3-2019), “How Narcissists Play the Victim and Twist the Story”، www.blogs.psychcentral.com, Retrieved 24-3-2019.
  5. Melinda Smith, “Narcissistic Personality Disorder”، www.helpguide.org, Retrieved 26-3-2019.
  6. ^ أ ب “Narcissistic personality disorder”, www.mayoclinic.org, Retrieved 24-3-2019.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى