معنى اليقين
من أكثر المصطلحات التي تتداول بين العلماء، والذي اجتهد كلٌ منهم لوضع تعريفٍ جامعٍ مانع لها، ومعرفة ما مراتب اليقين، وما هي درجات اليقين، وما هي صفات أهل اليقين التي ذكرها القرآن، وفي هذا المقال سيكون لنا القول الفصل في كل ما سبق إن شاء الله.
اليقين: هو الإيمان الكامل -على اعتبار الصبر نصف الإيمان- مع العمل بما آمن به الفرد، دون وجود أدنى شك مصاحب لهذا الإيمان، وهو شعبةٌ من شعب الإيمان الحق، وهو من صفات أهل العلم والإيمان بالله تعالى، وقد أوصى الله نبيه بالحفاظ على تأدية العبادات والنوافل، حتى يصل إلى مرحلة اليقين بوجود الله، والإيمان بالإسلام، وهذه إحدى توصيات الرسول لسلفه، فالقيام بالفروض والعبادات وما أوجبه الله على عباده، يوصل إلى مرحلة اليقين، الذي هو الإيمان الخالص.
مراتب اليقين
ولليقين مراتب منها:
- العلم والمعرفة، فكلما زاد الفرد ثقافة وتوسعاً في علوم الدين والدنيا ازداد يقينه بقدرة الله وعظمته، وازداد معرفة بعجائب قدرته، التي هي مرحلة سابقة لليقين.
- حسن التوكل على الله، فكل مؤمن يتوكل على الله هو حسبه، وولي نعمته.
- الرضا والتسليم بما قدر الله في السراء والضراء، وحمده والثناء عليه دائماً وأبداً، وفي هذا أجرٌ عظيمٌ في الآخرة، ونيل التمني في الدنيا، ومن رضي بما قدر الله، أرضاه الله بجميل قدره.
- نفي تعلق القلب بغير الله، فكلما اقترب العبد من ربه تقرب الله منه، وأعطاه ما يتمنى، وهذا لا يكون إلا باليقين.
درجات اليقين
ولليقين درجات كلما تطور العبد في عباداته وعلمه، انتقل إلى درجةٍ أفضل في اليقين، ومن هذه الدرجات:
- علم اليقين: هو العلم والمعرفة بالشيء دون شك.
- عين اليقين: هو مرحلة متطورة عن علم اليقين، وفيها يكون تشكل اليقين نتيجة المشاهدة والاكتشاف.
- حق اليقين: هو أتم اليقين، وفيه نتج اليقين من المخالطةٌ والتمييز .
صفات أهل اليقين
وقد ميز الله عبادة المتيقنين حق اليقين بصفات ليس عند غيرهم، ومن هذه الصفات:
- يؤمنون بالغيب، فأهل اليقين يؤمنون بالجنة والنار، ويوم القيامة، والجزاء والعقاب، وبناءً على ذلك تغرج الدنيا ومحاسنها من نفوسهم، ويزهدون بهذه الدنيا.
- يوقنون بأن الله وحده هو الرازق، فيقومون بالبذل والعطاء في سبيل الله بالمال والأرواح، دون أن يقض مضاجعهم خوفاً من أين الإتيان بالرزق في المستقبل سيكون.
- أهل الحق لا تتشابه عليهم الأمور، ولا تزيغ قلوبهم عن الإيمان والحق، فلا ينافقون ولا يكذبون.
- يتخذ أهل الحق من شريعة الله منهجاً، يطبقونه في جميع مجالات حياتهم، ومن القرآن دستوراً.
- يتفكر أهل الحق دائماً بعظيم خلق الله ومعجزاته الكونية.
- يؤمن أهل الحق بأن النفع والضر من عند الله، ويحمدون الله عليه، بكل قلوبٍ مؤمنة، وموقنة بالفرج.
- يؤمن أهل الحق بالقضاء والقدر، ولا يسألون تفسيراً لذلك.
- أهل اليقين يمارسون عباداتهم استعداداً ليوم الحساب.
- يحسنون الظن بالله، فكل أمر الله خير، ويرون الخير في الشر، إيماناً منهم أن ما أصابهم من الضر كان منعاً لمضرةٍ أكبر، حماهم الله منها.