إسلام

معنى الحديث القدسي

معنى الحديث القدسي

مقالات ذات صلة

تعريف الحديث القدسي

إنّ من نِعَم الله -سبحانه وتعالى- على المسلمين أن بعث فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنزل عليه المعجزة الخالدة القرآن الكريم، وأوحى إليه بأحاديثَ نسبها إلى نفسه، واستندت إليه سمّيت بالأحاديث القدسية، ويقال لها أيضًا الأحاديث الإلهية؛ وهي كلُّ ما رواه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن ربّه -تبارك وتعالى- من غير القرآن الكريم والسنة النبوية الشّريفة، وهو لا يُجزِئُ في الصّلاة كالقرآن، ولا يُسمّى بعضه سورة أو آية.[١]

صيغ الحديث القدسي

يُعدّ الحديث القدسي من كلام الله -سبحانه وتعالى-، ومن رواية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنّه مَن أخبر بها عن الله، بخلاف القرآن الذي يُنسب لله -سبحانه وتعالى- وحده، وممّا جاء من صِيَغ الحديث القدسي الذي اشتُهر، وعُرِف بها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قال الله…)، أو (يقول ربكم…)، أو (أوحى الله أنّ…) أو ما شابه ذلك من الصِّيَغ التي تُثبت القول لله -عزّ وجلّ- وتُسنده إليه.[٢]

مواضيع وأغراض الأحاديث القدسية

لم يتعرّض الحديث القدسيُّ لبيانِ وتفصيلِ أيّ حُكم فقهيّ أو تشريعٍ تعبّديّ، بل جاء مُركّزًا على بناء نفسٍ إنسانيةٍ قويمةٍ مُهذّبةِ الطّباع، يربّيها على المَقاصد الربّانية والشّرعية والمواعظ الإلهيّة، ويُهذّب أخلاقها، ويَدعو إلى الإحسان، والقيام بفَضائل السّلوك، كما نجده يَحضّ النفس على الإقبال على الطّاعات، والابتِعاد عن المعاصي والذّنوب، ويُرغّبها في الجنّة ونعيمِها، ويُخوّفها من النّار وعَذابِها، ويُوجّهها إلى حُبّ الله -عزّ وجلّ- وطلب مرضاته.[٣]

الفرق بين القرآن والحديث الشريف والحديث القدسي

يمكن إيجاز الفروقات بين القرآن الكريم والحديث النبوي والحديث القدسي كما يأتي:[٤]

  • القرآن الكريم: ميّز الله -عزّ وجل- القرآن، وجعله محفوظًا من التّبديل والتّحريف بلفظٍ مُعجِزٍ مُنزلٍ بواسطة جبريل -عليه السلام- على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولفظ القرآن ومعناه من عند الله -تعالى-.
  • الحديث الشريف: يُعدّ الحديث النبويّ جُزءًا من وحي الله -عزّ وجلّ-، ومعناه من عنده -سبحانه-، إلّا أنّ لفظه من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- صاحب أجلّ الكلام وأحسنه وأكثره بلاغةً بين البَشر أجمعين.[٥]
  • الحديث القدسي: هو من كلام الله -سبحانه وتعالى-، ولكن اختلف عُلماءُ الأمّة في مصدره من حيث معناه ولفظه، هل هو من عند الله تعالى بكُليّته أم أنّ معناه ومضمونه من عنده -سُبحانه- واللفظ من عبارات النّبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكلّ فريق منهما دلائله وبراهينه في ذلك، والله أعلم.

عدد الأحاديث القُدسيّة

بلغ عدد الأحاديث القدسيّة مئتي حديث؛ والأحاديث القدسية ليست بكثيرة بالنسبة لعدد الأحاديث النبوية،[٦]ومن الأمثلة على هذه الأحاديث: (قالَ اللَّهُ -تبارَكَ وتعالى-: يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني، ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ، ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا، ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً).[٧]

المراجع

  1. حسن أيوب، الحديث في علوم القرآن والحديث، صفحة 175-177. بتصرّف.
  2. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 218، جزء 1. بتصرّف.
  3. حسن محمد أيوب (2004)، الحديث في علوم القرآن والحديث (الطبعة 2)، الإسكندرية:دار السلام، صفحة 177. بتصرّف.
  4. نور الدين عتر (1981)، منهج النقد في علوم الحديث (الطبعة 3)، دمشق:دار الفكر، صفحة 325. بتصرّف.
  5. مناع القطان (2000)، مباحث في علوم القرآن (الطبعة 3)، صفحة 23-24. بتصرّف.
  6. [محمود الطحان]، تيسير مصطلح الحديث، صفحة 158. بتصرّف.
  7. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3540، صححه الألباني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى