إسلام

معنى اسم الله الغفور

معنى اسم الله الغفور

معنى اسم الله الغفور لغةً

الغفور من غفر: أي ستر، وَالغفور والغفار هُمَا مِنْ صيغة الْمُبَالَغَةِ وَمَعْنَاهُمَا السَّاتِرُ للِذُنُوبِ والْمُتَجَاوِزُ عَنْ الخطايا والذنوب، وأَصل الغَفْرِ التَّغْطِيَةُ وَالسَّتْرُ، يقال غَفَرَ اللَّهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا.[١]

الغفور: هو اسم من أسماء الله الحسنى، أي هو الذي يعفو ويصفح ويغفر ويسترالذنوب على صاحبَها فلا يشهِّر به لا في الدُّنيا ولا في الآخرة.[٢]

معنى اسم الله الغفور اصطلاحًا

ومعنى الغفور اصطلاحاً: العظيم الغفورر لعباده الذين يرجعون إليه بعد ذنوبهم ومعاصيهم ويتوبون إليه من ذنوبهم، ووردت كلمة الغفور في القرآن الكريم بهذه الصيغه إحدى وتسعين مرة، واحد وسبعون منها جاءت بالرفع غفورٌ، وجاءت بصيغة غفوراً بالنصب عشرون مرة.[٣]

قال الحليمي: في معنى اسم الله الغفور هو الذي يكثُرُ منه السترُ على المذنبين من عباده، ويعلو عفوُه على مؤاخذتِه لعباده، وقال الشيخ السعدي: هو الذي لا يبخلُ على عباده العاصين أو المذنبين الملتجأين إليه الذين يطلبون العفو، لا يبخل بمغفرته ورحمته.[٤]

دلالات معنى اسم الله الغفور

ومن دلالات هذا الاسم العظيم ما يأتي:[٥]

  • يدل على أن الله -عز وجل- يغفر للعبد الذي تاب وأناب إليه، وأنه لو لم يفعل ذلك لخسر وهلك لو لم يرحمه الله ويغفر له، وهذا المعنى حينما يقترن اسم الله الغفور باسمه الرحيم.
  • يدل هذا الاسم عند اقترانه باسم الله الحليم أن الله -عز وجل- حليم على عبده يمهله، ولا يعجل له بالعذاب، وينتظر توبته.
  • يدل اسمه الغفور مع اسمه العفو على أنه يعفو عن عبده بكثرة تقصيره من اتباع أوامره واجتناب نواهيه إن رجع إليه وتاب وأناب.
  • يدل اسم الله الغفور حين يقترن باسمه العزيز أنه هو الذي بعزته قادر على الانتقام من المذنب وقت معصيته ومع ذلك هو غفور لمن تاب وأناب ورجع إليه.
  • يدل اسم الله الغفور حين يقترن باسمه الودود أن مغفرة الله عظيمة لمن تاب إليه؛ فيستر ذنبه ولا يفضحه بهذه الذنوب، وهو الودود الذي يحب عبده المؤمن ويحب عودته وتوبته إليه.

الأدلة الشرعية الدالة على اسم الله الغفور

  • قوله -تعالى-: (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)،[٦] والمعنى: أنّ الله يغفر لكم إن أطعتـموه في إسلامكم، واجتنبتـم أكل ما حرّمه علـيكم ونهاكم عنه، وتركتـم اتبـاع الشيطان، واتبعتم أمره فقط، فهو الذي قبل إسلامكم بعد كفر وكل ما سبق منكم من معاصي وذنوب.[٧]
  • قوله -تعالى-: (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ)،[٨] أي أن هذه البلدة التي جعل الله فيها رزقكم بلدة طيبة، وربكم الذي رزقكم وطلب أن تشكروه على ما رزقكم هو رب غفور لمن شكره.[٩]
  • قوله -تعالى-: (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)،[١٠] أي أن الله يغفر ذنوبهم ويشكرحسناتهم.[١١]
  • قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)،[١٢] ومعنى الآية الكريمة أنّ الله يستر على جميع ذنوب العبد بعفوه عنه، ويترك عقوبته على هذه الذنوب إنه غفور رحيم على أن يعاقب عبده بهذه الذنوب بعد أن تاب منها ورجع وأناب.[١٣]
  • عنِ ابنِ عمر -رضي الله عنه- قالَ: (إنا كنَّا لنعدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المَجلِسِ الواحدِ مائةَ مرَّةٍ: ربِّ اغفر لي، وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الغفور)[١٤]
  • عن أبي بكرٍ الصديقِ -رضي الله عنه-: (أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ[١٥] ومعنى المغفرةُ سَترُ الذُّنوبِ ومَحْوُها.[١٦]

أثر معرفة اسم الله الغفور على سلوك الفرد المسلم

  • يفتح اسم الله الغفور باب الأمل و الرجاء والمغفرة للشاردين التائهين عن الدروب التي تصلهم بالله، والمسرفين على أنفسهم بعظائم الذنوب أن يكثروا من الأعمال الصالحة التي يحبها الله ويرضاها لأن الله من عظيم فضله وإحسانه يُبدل سيئاتهم حسنات.[١٧]
  • يحذر من الاغترار بمغفرة الله -تعالى- والإسراف في المعاصي، ويحذر من أن يغلب رجاء الإنسان بالله الخوف منه فهذا مذموم على الإطلاق.[١٧]
  • يدرك المسلم أنّ اسم الله الغفورهو فضل من الله ورحمة عظيمة للعباد، لأنه غني عن العالمين، هم من يحتاجون إليه وإلى رحمته، ولا ينتفع -سبحانه وتعالى- من المغفرة لعباده؛ لأنه -سبحانه- لا يضره كفرهم أصلاً، ولا يغفر لهم خوفاً منهم لأنه قوي عزيز، قد قهر كل شيء وغلبه ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.[١٨]
  • يجاهد الانسان نفسه للاتصاف بالغفران في حق من أخطأ في حقِّه من الناس، فكما يحب ويرجو ويطمع في مغفرة الله له ومقابلة زلَّاته ومعاصيه بالمغفرة والستر، فعليه أن يُعامل الناس بمثل ما يحبُّ أن يُعامَل به أي أن يصفح عنهم ويغفر زلاتهم وهفواتهم في حقه.[١٩]
  • يعظم جُرم مَن قنَّط العُصاةَ من رحمة الله -تعالى-؛ لأن القنوط من رحمة الله -تعالى- من أعظم الكبائر وربما يكون أعظم جُرْمًا من المعصية ذاتها.[٢٠]
  • تزداد محبة الله -تعالى- في قلب المسلم عندما يعرف معنى اسم الله الغفور، يداوم على حمده وشكره على غفرانه لذنوبهم ورحمته لعباده التي لولاها لهلك الإنسان لكثرة ذنوبه ومعاصيه؛ لأنه ليس بمعصوم ولأنه كثير الخطأ.
  • يجعل في قلب المسلم المراقبه الدائمة لنفسه، وتوخيه الحذر قدر المستطاع لكيلا يقع بالمعاصي والذنوب إجلالاً واحتراماً لله.
  • يواسي كل مسلم عاصٍ زلت به القدم وقنطه الشيطان من رحمة الله، فيتذكَّر اسم الله الغفور؛ فيسري الرجاء والأمل في قلبه وُقبل على خالقه من جديد.

ملخص المقال: إنّ معرفة معنى اسم الله الغفور؛ تجعل المسلم يطيع الله ويقترب منه طامعاً في مغفرته ورحمته، وعندما يعلم أنّ ربّه غفور رحيم فإنّه لا ييأس ولا يقنط مهما فعل من الذنوب.

المراجع

  1. ابن منظور، كتاب لسان العرب، صفحة 25. بتصرّف.
  2. أحمد مختار عمر، كتاب معاجم اللغة العربيه المعاصره، صفحة 1629. بتصرّف.
  3. سعد بن عبد الرحمن ندا، كتاب مفهوم الأسماء والصفات، صفحة 72. بتصرّف.
  4. “اسم الله الغفور “، الألوكه، اطّلع عليه بتاريخ 25/8/2021. بتصرّف.
  5. سعد بن عبد الرحمن ندا، كتاب مفهوم الأسماء والصفات، صفحة 74-72. بتصرّف.
  6. سورة البقره، آية:173
  7. [الطبري، أبو جعفر]، تفسير الطبري جامع البيان ت شاكر، صفحة 197. بتصرّف.
  8. سورة سبأ، آية:15
  9. الزمخشري، تفسير الزمخشري الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، صفحة 575. بتصرّف.
  10. سورة فاطر ، آية:30
  11. الطبري،أبو جعفر، تفسير الطبري جامع البيان ت شاكر، صفحة 464. بتصرّف.
  12. سورة الزمر، آية:53
  13. الطبري أبو جعفر، تفسير الطبري جامع البيان، صفحة 311. بتصرّف.
  14. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3434.
  15. رواه أحمد شاكر ، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:26.
  16. “شروح الحديث”، الدرر السنيه، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021.
  17. ^ أ ب “من أثار الايمان بإسم الله الغفور “، الألوكه، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.
  18. “الأثار الإيمانيه لإسم الله الغفور”، الدرر السنيه ، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.
  19. “من أثار الايمان بإسم الله الغفور (1)”، الألوكه، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.
  20. “من أثار الايمان بإسم الله الغفور”، الألوكه، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2021. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى