محتويات
'); }
الخريطة الجغرافية
يمكن تعريف الخريطة الجغرافية بأنّها صورة توضح تفاصيل سطح الأرض كما هي على الواقع من حيث: الشكل، والمعالم الجغرافية من أنهار، وبحار، وجبال، وذلك برسمها على الورق رسماً دقيقاً، وكانت الخرائط الجغرافية منذ بداية ظهورها تتميز ببساطة الشكل، وكانت المعالم ليست كلها مكتملة بعد، فمنذ القدم اتجه الإنسان إلى حاجته لتحديد الأماكن ومعرفة الطرق والاتجاهات؛ إما لأغراض العيش والتنقل، أو للتجارة والإبحار، أو لأغراض دفاعية، فكان أول ظهور للخريطة عبارة عن رسومات بسيطة تمّ رسمها على جدران الكهوف، واستمرت بالتطور إلى قرون عديدة من خلال الجغرافيين، والمستكشفين، والبحّارة، والتجار، فكان كل من لديه معلومات وتصوّر واضح حول الأماكن التي كانوا يكتشفونها، يتمّ تدوينها ورسمها لتظهر خريطة جديدة حتى وصلت إلى ما هو عليه الآن.
مراحل تطور الخرائط الجغرافية
عصور ما قبل الميلاد
الحضارة البابلية
'); }
في عام 600 قبل الميلاد رسم البابليون أول خريطة جغرافية على ألواحٍ من الطين، والتي ما زالت موجودة إلى الآن، وتظهر في هذه الخريطة اليابسة على شكلٍ دائري يصورون فيها مدينة آشور، وأرارات، ونهر المرّ، وسبع جزر أخرى كالنجوم تلفّ اليابسة، ولم يشار إلى وجود بلادٍ للفرس، أو للفراعنة لديهم.
الحضارة اليونانية
- في عام 500 قبل الميلاد: رسم اليوناني أناكسيماندر خريطة دائرية الشكل وأظهر فيها العديد من الأراضي المعروفة حول بحر إيجة.
- في عام 400 قبل الميلاد: لا يوجد تطورٌ ملحوظ على الخريطة، ولكن أنشأ اليوناني هيكاتيوس ميليتوس خريطة كخريطة أناكسيماندر ولكن أرفق معها مجلداً يصف سفره إلى المناطق والبلدان وسكان العالم المعروفين منهم ومن ضمنهم مصر.
- في عام 200 قبل الميلاد: رسم اليوناني إراتوستينس خريطة جديدة تظهر بها بريطانيا العظمى، وكل من الهند وسيرلانكا، ويعتبر أول من دمج خطوط الطول، هذا دليلٌ على فهمه أنّ الأرض كروية الشكل.
- في عام 100 قبل الميلاد، ظهر إنجازٌ جديدٌ في مجال الخرائط من خلال الفيلسوف بوسيدونيوس الذي رسم المحيطات والمناطق المجاورة، وكان أول من قاس محيط الأرض، حيث قارب رقمه من المحيط الفعلي الذي يساوي 24901 ميل.
عصور ما بعد الميلاد
الحضارة الرومانية
- في القرن الأول الميلادي: ساهم الروماني بومبونيوس في تحسين شكل الخريطة، حيث قسم الأرض إلى خمس مناطق، وأشار إلى أنّ بحر قزوين هو المدخل إلى المحيط الشمالي، وأشار إلى حدود أوروبا، وآسيا، وأفريقيا.
- في عام 150 أي في القرن الثاني الميلادي: أنشأ الفلكي بطليموس أبو الجغرافيا أول خريطة للعالم تظهر فيها الخطوط الطولية والعرضية، ووضع إحداثيات جغرافية عالمية على أساسٍ علمي واضح.
الحضارة الإسلامية
في عام 1154م، أنشأ العالم المسلم محمد الإدريسي الذي يعتبر أحد كبار علماء الجغرافيا في التاريخ خريطة أكثر دقة للعالم، حيث استخدمت لثلاثة قرون لدقتها، حيث رسم قارة أفريقيا، والمحيط الهندي، والشرق الأوسط، وكذلك الأنهار، والبحيرات، والمرتفعات، وحدود الدول، والمدن الرئيسية، بناءً على ما جمعه وتحرّاه من التجار العرب، والمستكشفين، والرحالة، والجغرافيين الكلاسيكيين.
العصور الوسطى
في القرن 14 ميلادي، رسمت الصين خريطة للعالم، حيث أظهرت أن الصين هي المركز وأوروبا في منتصف مدار الأرض، وأنّ إفريقيا هي رأس الرجاء الصالح، ومن أبرز هذه الخرائط خريطة مينغ هون يي تو على مساحة 17 متراً مربعاً.
عصور النهضة
- في عام 1507:رسم الرسام الألماني مارتن فالدسميلر الأراضي الأمريكية الجنوبية أي أراضي العالم الجديد اعتماداً على رحلات أمريكو فسبوشي إلى أمريكا الجنوبية.
- في القرن 16 ميلادي: ظهر أول رسم للأمريكتين على خرائط العالم على يد الإسباني خوان دي لا كوزا، حيث كانت الخريطة أكثر دقة ووضوحاً من خلال دقة رسم سواحل أمريكا الوسطى، وأستراليا، والقارة الهندية الجنوبية.
العصور الحديثة
- في القرن 18الميلادي: زاد وضوح دقة الخرائط، حيث أصبحت القارات أكثر وضوحاً.
- في القرن 19الميلادي: وتحديداً في عام 1904م، ظهرت الخرائط الجغرافية السياسية على يد الجغرافي البريطاني السير هالفورد ماكندر.
- في عام 2011: ظهر برنامج الخرائط الشهير جوجل إيرث الذي يصور الأبعاد الثلاثية لأي موقع وبدقة.