إسلام

معلومات عن فقهاء المذاهب الأربعة

معلومات عن فقهاء المذاهب الأربعة

مقالات ذات صلة

معلومات عن فقهاء المذاهب الأربعة

تكفّل الله تعالى بحفظ الدّين الإسلامي على مرّ الزّمان، بقوله- تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)،[١] لذلك هيّأ الله تعالى منذ بعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يحفظ هذا الدين ويرعاه من الصّحابة والتّابعين الذين حملوا الأمانة على أعناقهم إلى يوم القيامة، ولمّا توسّعت الدولة الإسلامية ودخل الكثير من الأقوام في الإسلام، ظهرت الكثير من الفِرق وحدثت الكثير من الاختلافات، إلّا أنّ الله تعالى يسّر لهذا الدّين من يكملون حمل الأمانة على أعناقهم في حفظه؛ فظهر الأئمة الأربعة الذين اشتهروا بمذاهبهم المختلفة في الأمصار.[٢]

المذهب الحنفي

هو مذهب أحد الأئمّة الأربعة عند أهل السّنة، صاحبه الإمام الفقيه المحدّث: أبو حنيفة النّعمان بن ثابت التّيمي، فقيه أهل العراق، وأعلم أهل عصره بالحديث، وهو إمام أصحاب الرّأي، وُلِد الإمام أبو حنيفة بالكوفة في خلافة عبد الملك بن مروان ونشأ بها، حيث يُعدُّ أبو حنيفة -رحمه الله- من التّابعين؛ فقد لقي بعض الصّحابة، وروى عنهم الكثير.[٣]

ومنذ صغره كان يطلب العلم فقد كان ذكيًّا فطنًا سريع البديهة، ومع ذلك اشتغل بالتّجارة، ثمّ انقطع بعدها للتّدريس والإفتاء، ومن أهمّ ما اتصف به أنّه كان زاهدًا عابدًا ورعًا تقيًّا دائم التّضرُّع إلى الله تعالى، وكان أهم ما يميزه أنّه قويَّ الحُجَّة وجهوريَّ الصّوت رحمه الله.[٣]

المذهب المالكي

هو المذهب الذي يُنسب للإمام أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر؛ فهو مؤسِّس المذهب المالكي وهو أحد الأئمة الأربعة من أهل السّنة، وقد وُلِد في المدينة المنورة، فنشأ في طلب العلم، فكان من الفقهاء والصّالحين.[٣]

وقد اهتمّ بالسّنة النّبوية اهتمامًا كبيرًا، لذلك كان فقيه المدينة وإمام أهل الحجاز، فقد شهد له جميع الأئمَّة بالفضل الكبير حتى قالوا عنه: “لا يُفتى ومالك في المدينة”؛ فكان النّاس يرحلون إليه من كلّ مكانٍ، وظلّ يفتي قرابة سبعين عاماً.[٣]

المذهب الشافعي

هو المذهب الذي انتشر في الحجاز والعراق ومصر والشّام وغيرها، للإمام العلّامة محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي، وإليه نُسِبت الشّافعيّة، والذي يُعدّ أوّل من ألّف في علم أصول الفقه، وقد وُلِد في غزة ثم انتقل إلى مكة، وكان منذ صغره يحب العلم فتعلّم اللّغة العربية وبرَعَ فيها، ثمّ تعلّم الفقه والحديث على يد كبار العلماء والفقهاء.[٣]

المذهب الحنبلي

صاحب هذا المذهب هو الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن أسد الشّيباني إمام المحدّثين وناصر الدّين، وُلِد في بغداد ونشأ بها، وطلب العلم وسمع الحديث من شيوخها، وحفظ القرآن، وتعلّم اللّغة، ثمّ بدأ في رحلات طلب العلم في الأمصار المجاورة، وقد كان الإمام أحمد مجتهدًا فقد فاق أقرانه في حفظ السّنة حتى أصبح إمام المحدّثين في عصره، وكان من صفاته أنّه قوي الحجة، جريءٌ في التّكلم.[٣]

اختلاف أقوال المذاهب الأربعة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: “النزاع في الأحكام قد يكون رحمةً إذا لم يفض إلى شرٍّ عظيم من خفاء الحكم، ولهذا صنف رجل كتابًا سماه (كتاب الاختلاف)؛ فقال أحمد: سمه (كتاب السّعة)”؛ فالمذاهب الأربعة هي مذاهب لعلماء اشتهروا بعلمهم واجتهدوا في حفظ مسائل الدّين على الحق الذي يريده الله تعالى، وإن تعددت آرائهم في مسائل فرعيّة؛ فقد يكون فيها الرّحمة للنّاس حتى وإن كانت غير ظاهرةٍ للعوام إلا أنّ الخير فيها.[٢]

الفقه الإسلامي

الفقه في اللّغة من الفعل فَقَهَ، وهو الفهم، وقولنا فَقَه يفقه أيّ فَهم مُطلقاً، وأمّا في الاصطلاح الشّرعي فقد عرّفه الإمام أبو حنيفة بتعريفٍ مُناسبٍ لزمانه ولم يكن الفقه في وقتها علماً مُنفرًداً؛ فعرّفه بأنّه: “معرفة النّفس مالها وما عليها”، وتشمل المعرفة لديه إدارك الجزئيات عن دليلٍ،[٤] ثمّ جاء الإمام الشّافعي وعرّف الفقه الإسلامي بتعريفٍ مُعتمدٍ عند كلّ العلماء، فقال: الفقه الإسلامي هو”العلم بالأحكام الشّرعية العملية المكتسب من أدلتها التّفصيليّة”.[٥]

وقد اختصّ موضوع الفقه الإسلامي بكل فعلٍ يُكلَّف به المسلم البالغ العاقل من حيث حكمه ومطالبة الشّارع به، فإمّا أن يكون فعلًا كالصّلاة والزّكاة، أو تركًا كالسّرقة والغصب، أو تخييراً كالنّوم والأكل، فمن خصائص الفقه، أنّ الفقه يهتم بالجانب العمليّ من كلّ ما شرع الله تعالى لعباده من الأحكام، وقد بدأ تاريخ الفقه ينشأ تدريجيَّاً مُنذ بعثة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.[٥]

وأصبحت الحاجّة إليه أكثر في عصر الصّحابة بسبب الوقائع الجديدة التي احتاجت إلى معرفة الأحكام الشّرعية فيها، وكلّما تطوّر الزّمان تطوّرت أحداثه ووقائعه، وظهرت حاجة النّاس لمعرفة الأحكام المتعلقة فيها وحتى عصرنا الحالي، ومن أهمّ مزايا الفقه الإسلامي ما يأتي:

  • أنّ الفقه الإسلامي مصدره وحي من الله تعالى المتمثل بالقرآن الكريم والسّنة والنّبوية.[٥]
  • الفقه الإسلامي يشمل كلّ متطلبات حياة الإنسان، فتناول علاقة الإنسان بربّه وبنفسه وبمجتمعه.[٦]

المراجع

  1. سورة سورة الحجر، آية:9
  2. ^ أ ب علوي السقاف، المنتخب من كتب شيخ الإسلام، صفحة 246. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح “الأئمة الأربعة”، قصة الإسلام، 24/1/2022، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.
  4. “مقدمات ضرورية عن الفقه”، المكتبة الشاملة الحديثة، 24/1/2022، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت “معنى الفقه وخصائصه”، المكتبة الشاملة الحديثة، 24/1/2022، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.
  6. “الفقه الإسلامي وأدلته”، المكتبة الشاملة الحديثة، 24/1/2022، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2022. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى