'); }
مرحلة الطفولة
يحتاج الطفل منذ ولادته إلى الكثيرِ من الرعاية والاهتمام من قِبل الوالدين والبيئة المحيطة، فالطفل عندما يولد لا يمتلك أيِّ من المهارات المعرفيّة التي تُعينه على استخدام الأدوات والمواد الموجودة في البيئة التي تحيط به، وفي بداية حياته فإنّه يحتاج فقط إلى الغذاء والنظافة من أجل أن تنمو أعضاء جسمه بشكلٍ طبيعي وسليم، ولكن بعد أن يتمّ عامه الأول لا بدّ من الوالدين البدء بتأهيله وتعليمه السلوكيات المناسبة حسب عمره وحسب قدرته الاستيعابية، لأن الطفل يلاحظ ما يحيط به ويقلِّد ما يراه أمامه، ومن هنا نتجت فكرة وجود رياض الأطفال قبل البدء بالمرحلة الابتدائية التي تبدأ من عمر ستّ سنوات للطفل.
رياض الأطفال
رياض الأطفال عبارة عن مؤسّساتٍ تربويةٍ تم إيجادها من أجل تعليم الأطفال السلوكيات السليمة وتأهيله وتهيئته قبل الدخول في المرحلة الابتدائية، فالانتقال من البيت إلى المدرسة مباشرةً بشكلٍ مفاجىءٍ قد يُسبّب للطفل صدمةً تنفِّره من المدرسة وتجعله يكره الدراسة، فالطفل يحتاج إلى الأمان وهو في البداية يحصل عليه من البيت الذي اعتاد عليه وعائلته التي اعتاد على الوجود بينها إلّا أنه عندما ينتقل إلى المدرسة فإنه سيُشاهد عالماً آخر وأناساً لا يعرفهم فيفقد شعوره بالأمان لذلك يرفض الذهاب إلى المدرسة.
'); }
يذهب الأطفال إلى رياض الأطفال ما بين الفئة العمريّة من الثالثة إلى الخامسة، ولكن عمر الخامسة هو العمر الرسمي الذي لا بدّ فيه أن يدخل الطفل إلى رياض الأطفال، ويتم تقديم الرعاية النفسية للطفل قبل الرعاية الأكاديمية خلال المراحل الأولى من وجوده في الرياض؛ حيث تقوم المربيات بتعليم الطفل العمل من ضمن الفريق الواحد ويغرسن في نفسه الراحة والثقة والطمأنينة، وزيادة قدرته على الانتظام بالعمل وإنجازه بشكلٍ سليمٍ ومنّظم، كما أنّ رياض الأطفال تُعلِّم الطفل طريقة التعامل مع الآخرين بشكلٍ لائقٍ وجيِّدٍ، وتساعده على التخلّص من بعض السلوكيات غير اللائقة مثل الضرب والسباب والغيرة والاعتداء على الآخرين، وطبعاً تختلف نشاطات رياض الأطفال من مكانٍ لآخر تبعاً للقائمين عليها.
تُقدِّم رياض الأطفال التعليم الأكاديمي للطفل فيتعرّف على الأرقام والحروف التي تُعينه لاحقاً على القراءة والكتابة، ويتم اتباع الصور والرسوم الجذّابة من أجل ربط الطفل للحروف والأرقام مع دلالاتها، ومن ثم في مراحل لاحقةٍ يتم الاعتماد على قدرة الطفل نفسه بحيث يصبح قادراً على أن يكتب ويلفظ هذه الحروف والأرقام الرئيسية، وبذلك تختلف رياض الأطفال عن المدرسة بأنّ الثانية تقوم على أساسٍ أكاديمي بشكلٍ بحت، فيتم التركيز على تعليم القراءة والكتابة مع إيلاء السلوكيّات قليلاً من الاهتمام، لذلك على الأهل إرسال أبنائهم إلى رياض الأطفال من أجل تأهيلهم وتجهيزهم للمدرسة.