محتويات
الأخطبوط
الأخطبوط هو أحد الحيوانات البحريّة، له ثمانية أذرعٍ طويلة تتّخذ هيئة لوامس مليئة بالماصّات، وهو يُصنّف ضمن مجموعة الرخويّات التي تضمّ أيضاً الحبّار والحلزون والمحّار وغير ذلك من الكائنات. جسم الأخطبوط مُتّصل ببعضه؛ فالرّأس بالكاد مَفصول عن باقي الأعضاء والأطراف. يتميَّزُ الأخطبوط بأنّ له عيوناً مُركَّبةً كبيرة الحجم، وبأنّ كلّ أذرعه مُغطّاة بصفَّين من الماصّات التي تُساعده على التشبّث بالأشياء بقوَّة شديدة.[١]
يتحرّك الأخطبوط في الماء، على الأغلب، بجرّ جسمه باستخدام أذرعه فوق قاع البحر، ولكن لو احتاج للحركة بسُرعة فإنّه يستطيع ضخَّ الماء بعكس اتّجاه رأسه والسّباحة بسُرعة شديدة، ولو شعر بالخطر فهو قادرٌ على إرباك أعدائه بنفث الحبر نحوهم. تتفاوتُ الأحجام بين أنواع الأخطبوطات بطريقة نوعيّة؛ فأصغرها لا يتعدّى طوله خمسة سنتيمترات، وأمّا أكبرها فيصلُ -عند اكتمال نموّه- لما يُقارب خمسة أمتارٍ ونصف، ويستطيع مدَّ ذراعيه بحيث تبلغُ المسافة بينهما نحو تسعة أمتار. الأخطبوط المألوف ذو حجمٍ مُتوسّط يعيش في العديد من البحار ذات المناخ الدّافئ والمُعتدل بكافّة أجزاء العالم.[١]
الوصف الأحيائيّ للأخطبوط
للأخطبوط جسمٌ رخوٌ وليّن يحميه غطاء مَتين يُغلّف جسمه كلّه ويُعطيه شكله يُسمّى الحجاب. لهذا الحيوان ثماني أذرعٍ تتّصل مع رأسه بنسيجٍ من الخلايا في قواعدها. وفي الجانب السفليّ من كلّ ذراع صفوفٌ من عضلات مُستديرة تعمل مثل قمُوعٍ ماصّة، وهي قادرةٌ على الالتصاق بالأشياء بقوّة، وإذا ما خسر الأخطبوط إحدى أذرعه فإنَّ واحدة جديدة تنمُو له مكانها. حاسّة البصر لدى هذا الكائن جيّدة؛ حيث إنّ لديه عينين مُركَّبتين مُتطورِّتين، وله فمٌ كامل على خلاف سائر اللافقاريّات الأخرى.
يحصلُ الأخطبوط على نصيبه من الأكسجين بخياشيم تَستخلصُ له هذا الغاز من الماء، تماماً مثل السّمك. يسبحُ الخطبوط بدفع الماء عبر أنبوب في أسفل رأسه؛ حيث يدفعهُ ضخّ الماء هذا نحو الخلف. يحتوي جسمه أكياساً صغيرة فيها أصباغ، وتتّصلُ هذه الأكياس مع جهازه العصبيّ، وبالتّالي يستطيعُ إفراز الحبر من جسمه عندما يشاء.[٢]
دورة حياة الأخطبوط
تعيشُ الأخطبوطات وحيدةً في العادة، وهي تلتقي للتّزاوج، وبعده تضع الأنثى عنقوداً يحتوي عدداً هائلاً من البيض قد يقتربُ من المائة ألف بيضة، وتلتصق البيوض بإحدى الصّخور، وتستغرقُ مدّةً تُقارب الشّهرين حتى تفقس، وطوال هذه الفترة تتولَّى الأم رعاية البيض وحراسته بعناية، ولهذا السّبب فإنّها لا تصطادُ ولا تأكل شيئاً، ومع ذلك، فإنَّ الصغار يكونُون قادرين على البحث عن طعامهم والحصول عليه بمجرّد مغادرتهم البيوض.[٢] يظلُّ الصغار عاجزين لعدّة أسابيع؛ حيث تحملُهم تيّارات البحر معها جيئةً وذهاباً، ولا يستطيعون مُقاومتها، ومن ثمَّ يهرعون للاختباء بالقُرب من قاع البحر.[١]
الأخطبوطات كائناتٌ لا تحيا -بطبيعتها- لفتراتٍ طويلة، ولذلك فإنَّها تنمُو بسرعة فائقة. تستمرّ الأخطبوطات الصّغيرة بتناوُل الطّعام واكتساب الوزن بكفاءة كبيرة؛ حيث يزدادُ وزنها بما يُقارب 5% كلّ يوم، وبعد فترة غير طويلة يُصبح الأخطبوط قادراً إلى التّكاثر.[٣]
بيئة وموئل الأخطبوط
تعيش الأخطبوطات في جميع مُحيطات العالم، ولكنّها تكون أكثر عدداً وتنوّعاً في البحار الدّافئة حول خط الاستواء، وقد تتواجد قرب المياه الضّحلة أحياناً أو ضمن عدّة أمتار تحت سطح الماء، ولكنّها تميلُ للبقاء على مسافات كبيرة من السّطح، ولذلك تُلقّب هي -وأقاربها من الحبّارات- باسم وُحوش الأعماق؛ حيث تُفضّل الأخطبوطات قضاء وقتها بالقُرب من قاع المُحيط. يعد هذا الحيوان انعزاليّاً؛ فهو يعيشُ وحيداً ويبتعد عن غيره من الكائنات وكذلك عن بني جنسه، ويكون له وكرٌ يختبئ فيه أوقاتاً طويلةً يتشكّل من الصّخور والأحجار، وقد يُضيف الأخطبوط باباً حجريّاً إلى مسكنه ليُغلقه على نفسه عندما يدخله.[٤]
قد تتواجدُ الأخطبوطات عند الفجر أو مغيب الشّمس في المياه العميقة والباردة التي تصعدُ من الأعماق، حيث إنّها تنشطُ في هذه الأوقات لتبحث عن طعامها، وتُعتبر الأخطبوطات من الحيوانات اللاحمة؛ فهي تتغذَّى على غيرها من اللافقاريّات والأسماك، وغالباً ما يتألَّفُ غذاؤها من السّرطان والقريدس والكركند، وفي أحوالٍ نادرة يُمكن أن تهاجم مخلوقات كبيرة جداً، مثل القرش. والطّريقة المُعتادة لدى الأخطبوط في الصّيد هي الانقضاضُ على ضحيَّته بَغتةً من الأعلى ويتشبَّثُ بها بشدّة مُستفيداً من الماصَّات في أذرعه، ومن ثمّ يجذب طريدته إلى فمه ليلتهمها.[٤]
الخصائص الدفاعيّة للأخطبوط
يعيشُ الأخطبوط العادي لفترةٍ تتراوح ما بين عام إلى عامين، وهو يُواجه العديد من الأعداء والأخطار في بيئته، بحيثُ إنَّه تكيَّف ليُجهّز آليات دفاعيّة لمُجابهتها. من أفضل القدرات الدفاعيّة للأخطبوط -وأكثرها إبهاراً- قُدرته على تمويه جلده مثل الحرباء؛ فلدى بعض الأخطبوطات شبكة من الخلايا الصبغيّة وعضلاتٌ جلديّة خاصّة تسمحُ لها بتغيير لون جلدها ونمط ألوانه عن قصد، بحيث يُصبح أكثر انجساماً مع المكان المُحيط بها. تفشلُ العديد من الكائنات المُفترسة بتمييز الأخطبوطات المُموَّهة بلون جلدها؛ فقد تمرّ القروش والفقمات بجانبه دون مُلاحظته.[٥]
لدى هذا الحيوان آليات دفاعيّة بديلة؛ فهو قادرٌ على إطلاق سحابة سوداء من الحبر اتّجاه مُفترسيه، تعمل على إرباك العدوّ وإعاقة حاسّة البصر لديه لفترةٍ من الوقت، بحيث تكون كفيلة بإعطاء الأخطبوط فُرصةً للهرب والإفلات. عدا عن ذلك، يحتوي حبرُ الأخطبوط على مادّة تُؤثّر -بصورة مُؤقّتة- على حاسة الشمّ لدى عدوِّه، ومن ثم يُصبح من العسير اقتفاءُ أثره. إلى جانب ذلك، فإن الأخطبوط يستطيعُ السّباحة بسُرعة شديدة عند الإحساس بالخطر، إذ إنَّ لديه آلية دفعٍ تسمح له بضخّ الماء خلفه لزيادة سُرعته، بل وإنّ جسده الرّخو يُتيح له حشر نفسه في شقوق ضيّقة جدّاً بين الصّخور بحيث لا يستطيع كائنٌ أكبر حجماً أن يتبعه. وفي نهاية المطاف، ولو نجح العدوّ بالإمساك بالأخطبوط فهو يفصلُ إحدى أذرعه عن جسده ليترك المُفترس يتشبَّثُ بها، بينما يلوذ هو بالفرار.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت “Octopus | Mollusk”, Encyclopedia Britannica, Retrieved 26-01-2017.
- ^ أ ب هيئة من المؤلفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 346 – 347 جزء 22 (م).
- ↑ “Octopus Reproduction: Birth, Life, Death, and Birth Again.”, HowStuffWorks, Retrieved 26-01-2017.
- ^ أ ب “Animal | Octopus”, National Geographic Kids, Retrieved 26-01-2017.
- ^ أ ب “Common Octopus”, National Geographic, Retrieved 26-01-2017.