علم النفس

بحث عن علم النفس

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

علم النفس

يعتبر علم النفس من العلوم القديمة والحديثة، كانت بدايات ظهوره ضمن العلوم الفلسفية، فقد كان الإنسان قديماً يسعى إلى فهم الظواهر البشريّة والروح الإنسانية، وتلبية لهذه الحاجة الإنسانية سعى الفلاسفة لوضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، وظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة، ونظرية الوجود، والقيم، وفلسفة العقل وغيرها، أما حديثاً ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل، وقد استقل علم النفس عن العلوم الفلسفيّة بشكل كامل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على يد العالم الألماني فونت والذي كان أول من أنشأ مختبراً سيكلوجياً يخدم الأبحاث النفسيّة.[١][٢]

تعريف علم النفس ومباحثه

ظهرت الكثير من التعريفات الخاصة بعلم النفس وتناول كل منها جانب من الجوانب الإنسانية، فمثلاً عُرِّف علم النفس على أنّه العلم الذي يهتم بدراسة الحالة السوية وغير السوية للعمليات والوظائف العقلية؛ كالتذكر والفهم والإدراك، ومن الممكن تعريفه أيضاً بأنّه العلم الذي يقوم على دراسة الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وكان الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بجميع أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية، ومن أهم المحاور التي يعمل على البحث بها؛ السلوكيات جميعها التي تصدر عن الإنسان والأنشطة الداخلية والعقلية كعمليات التفكير، بالإضافة إلى الجانب الشعوري والمؤثرات الانفعالية كالإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها.[٣][٤]

فروع علم النفس

تقسم فروع علم النفس إلى قسمين:[٥]

فروع علم النفس النظرية

وهي العلوم التي تهتم بالتبحر في المعرفة النفسية في كافة ميادين الحياة كل على حدة، بحيث يتم الإحاطة بجميع النظريات النفسية التي تتعلق بميدان معين، وإمكانية تفسير ظواهر السلوك الإنساني في شتى المراحل، ومن هذه الفروع:[٥]

  • علم نفس النمو: أو ما يُسمّى علم النفس التكويني، وهو العلم الذي يدرس العوامل الوراثيّة بشكل عام ومدى تأثيرها في كافة أشكال أنشطة الفرد المختلفة العقليّة والجسميّة، بالإضافة إلى دراسة الخصائص النمائية للمراحل العمرية المختلفة بحيث تسهّل عملية التفاعل السوي مع الفرد بحسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
  • علم النفس الفارق: هو العلم الذي يسعى إلى فهم البشر، وتصنيفهم في أماكنهم المناسبة في المجتمع، من خلال دراسة الفوارق الفردية التي تظهر بين الأفراد بين بعضهم البعض، أو الفروق التي تظهر داخل الفرد نفسه كنقاط أو عوامل القوة والضعف، بالإضافة إلى معرفة الفوارق بين الجماعات وتوجهاتها.
  • علم النفس الاجتماعي: وهو العلم الذي يهتم بدراسة الفرد في بيئته من خلال تفاعله مع المثيرات الخارجية الاجتماعية المختلفة، بالإضافة إلى البحث في سلوكيات الجماعات والأفراد أثناء تعرضهم للمواقف الاجتماعية المختلفة، ومدى تأثير النهج المجتمعي والحضارة الخاصة في جماعة معينة على سلوك أفرادها، كما يهتم بدراسة أنماط السلوك التفاعليّة كاللغة والتواصل والتوجهات والآراء.

فروع علم النفس التطبيقية

وهي مجموعة العلوم التي تهتم بتطبيق المعرفة النفسية النظرية في مختلف الميادين الحياتية في حياة الفرد العملية، واستخدام هذه المعرفة للوقاية من الاضطرابات العقلية والأمراض النفسية، ووضع الخطط العلاجية المناسبة والفعالة لها، بالإضافة إلى وضع قوانين تهتم بمشكلات وعوائق عملية الإرشاد والتوجية النفسي والمهني، ومن أهم فروع علم النفس التطبيقي:[٥]

  • علم النفس العيادي: أو ما يُسمّى بعلم النفس السريري، وهو العلم الذي يُعنى بشكل عام بإزالة الآثار النفسية المترتبة على الأمراض والاضطرابات النفسيّة التي يعاني منها بعض الأفراد، ويعمل في هذا المجال الأطباء والمعالجون النفسيّون والممرضون بالإضافة إلى الأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون والمربّون، ويقوم علم النفس العيادي من خلال استخدام المؤهلات المهنية التطبيقية للمبادئ العلاجية في علم النفس، ويكون ذلك في إطار المستشفيات أو العيادات النفسية.
  • علم النفس الجنائي: ويُطلق عليه أيضاً علم النفس القضائي، ويعتبر من الفروع التي ظهرت حديثاً في ميدان علم النفس، حيث يعمل على تطبيق قوانين ومبادئ علم النفس النظرية في مجال الجرائم والجنح وأُسس التعامل مع المجرمين، كما شمل حديثاً أساليب الإدلاء بالشهادات في المحاكم وطرق عرض الأدلة، بالإضافة إلى السعي المستمر إلى تطوير برامج تأهيل المجرمين، وتحديد الزمن المناسب للإفراج عن مرتكبي الجرائم.
  • علم القياس النفسي: ويهدف هذا الفرع من علم النفس إلى إنشاء واستحداث الاختبارات النفسية لكافة الميادين النفسية الحياتية، بالإضافة إلى تأهيل الأخصائيين بالكفايات المناسبة لوضع هذه الاختبارات، وتحديد طرق وأساليب القياس والتقييم الخاصة بها.

أهداف علم النفس

يهدف علم النفس بشكل عام كشأن أغلب العلوم الإنسانية إلى ثلاثة أهداف؛ وهي الفهم والتنبؤ والضبط، وقد تناولها علم النفس على النحو الآتي:[٦]

  • الفهم: يهدف علم النفس إلى تفسير وفهم السلوك والأسباب التي أدت إلى ظهوره، وبالتالي التمكن من فهم آلية حدوث السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
  • الضبط: يسعى علم النفس من خلال المعطيات المبنية على فهم السلوك ومعرفة أسبابه إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، من خلال تحديد المثيرات وارتباطاتها بالاستجابات السلوكية المختلفة، أي معرفة زمن حدوث السلوك، والتحكم ببعض المتغيرات المستقلة المُسببة لظاهرة معينة، ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
  • التنبؤ: يقوم علم النفس بعملية التنبؤ بزمن إمكانية ظهور السلوك وتوقع حدوثه، أي وضع الافتراضات لظهور سلوكيات معينة في حال حدوث بعض المثيرات التي تؤدي بدورها إلى ظهور الاستجابات السلوكية المتوقعة.

المراجع

  1. صبري خليل، علم النفس الفلسفي من منظور إسلامي معاصر، صفحة 4-5.
  2. “نظرة تاريخية عن علم النفس العام”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 27-8-2017.
  3. خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة )، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 89-90.
  4. أحمد راجح (1968)، أصول علم النفس (الطبعة السابعة)، مصر: دار الكتاب العربي، صفحة 5.
  5. ^ أ ب ت خليل رسول، بثينة الحلو، نبيل سعيد وآخرون (2015)، مبادئ الفلسفة وعلم النفس (الطبعة السابعة)، العراق: المركز التقني لأعمال ما قبل الطباعة، صفحة 102-110.
  6. “أهداف علم النفس”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى