قدرة الله في الطبيعة
الطبيعة هذا النظام الذي نعيش عليه ونلمسه بأيدينا، وننتفع به في حياتنا، يتضمن أعظم المظاهر على قدرة الله سبحانه، فكلُّ ما تتضمنه الطبيعة من تراب وحجارة وماء، وجبال ووديان وهضاب، هي مظاهر دامغة تدل على ذلك، فالذين عزو إلى الطبيعة الجامدة التي لا تنعم بالحياة خلق الإنسان وخلق الكون مخطئون، لأنّ كل ما حولنا يدل على قدرة الله تعالى، فكل مظهر من هذه المظاهر يدل على صفة من صفات الله، كالرحمة والقوة، والجمال، والعدل، والعظمة.
مظاهر قدرة الله في الطبيعة
- التحوُّلات، والتحركات المختلفة في الجمادات ضمن نظم وقوانين معيّنة، لا تأتي صدفة بل هي سلسلة طويلة في قدرة الله الهائلة، وغير المحدودة في الكون، ومثال ذلك التبخير الذي تقوم به أشعة الشمس للماء، وما ينجم عن ذلك من تكاثف وتشكل للغيوم، ثمّ هطول بأشكال متعددة بعد ذلك.
- ظاهرة إنبات الزرع، فقد قال تعالى:(أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ* أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ* لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) [الواقعة: 63-65].
- حركة النجوم والكواكب، حيث تدور بسرعة هائلة، وبمسارات خاصّة ودون أن يرتطم نجم بآخر.
- إمساك الله للسماوات، حيث يمسك الله سبحانه بها من أن تقع أو تبيد، فقد قال في كتابه: (اللَّـهُ الَّذي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَها ثُمَّ استَوى عَلَى العَرشِ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ يَجري لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمرَ يُفَصِّلُ الآياتِ لَعَلَّكُم بِلِقاءِ رَبِّكُم توقِنونَ) [الرعد: 2].
- الأنظمة والقوانين والسنن التي تسيطر على الطبيعة بمظاهرها المختلفة، كقانون الجاذبيّة، وقانون الطفو بالنسبة للماء.
- النظرة الجماليَّة التي تطبع كل مظاهر الطبيعة، وما بين عناصرها من انسجام وتوافق من ناحية الألوان والأحجام والأشكال.
- حركة الكواكب المنتظمة والدقيقة، وما يترتب على ذلك من تشكُّل لليل والنهار والفصول الأربعة.
- السلسلة الغذائية، وهي سلسلة الحياة بين الإنسان والنبات والحيوانات المختلفة، فقد قال تعالى: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ* أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا* ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا* فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا* وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا* وَفَاكِهَةً وَأَبًّا* مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ) [عبس: 24-32].
- الأسرار العظيمة التي تخفيها البحار والمحيطات في داخلها، وما تكتنزه من عشرات الآلاف بل الملايين من أنواع الكائنات الحيَّة.
- التوازن الدقيق بين نسبة الماء واليابسة في الأرض، ووجود ذات النسق التناسبي في جسم الإنسان.
- الدور العظيم الذي تقوم به الجبال في تثبيت الأرض ومنعها من التمادي عن مسارها ومدارهها الخاص.
- الدقَّة المتناهية في موازين الأشياء والمسافات، فلو دنت الشمس بمقدار ميل واحد لاحترقت الأرض ومن عليها، ولو ارتفعت بذات المقدار لتجمدت الأرض ومن عليها.
- النوم، وما يخفيه من أسرار عظيمة يعجز الإنسان عن إدراكها.