محتويات
قدرة الله في الخلق
خلق الله عز وجلّ كل ما هو موجود في حياتنا فهو الذي خلق الكون وجميع ما فيه من أشياء وكائنات متحركة كالكائنات الحية البشرية والحيوانية أو جامدة، وهو الذي يدبر أمور مخلوقاته وما تحتاج إليه؛ لأنّ قدرته بمثابة السلطة والحكم المطلق الذي لا يُمكن أن يعلو عليه أي حكم آخر في الكون.
يبحث الكثير من العلماء في عصرنا الحالي عن مظاهر قدرة الله عزّ وجلّ وعدله ومدى العلاقة القائمة بينهما، أي أنّهم يحاولون على أرض الواقع إيجاد الأدلة والشواهد على قدرة الله في الخلق، فالله تعالى هو الخالق المتقن والمبدع ومما يدل على ذلك المظاهر التي سنذكرها في هذا المقال.
مظاهر قدرة الله في الخلق
قدرة الله على الخلق مطلقة
وجود الله عزّ وجلّ يسبق وجود أيّ شيء في عالمنا، ومن البديهي أنّه لا يوجد أحد ولا شيء قبل وجود الله عزّ وجلّ الذي الذي خلق وصنع الكون وجميع ما فيه من مخلوقات حية أو جامدة، ولا قوة فوق قوة الله وقدرته العظيمة وسلطته وحكمه ومقدار تدبيره وتسييره لجميع المخلوقات الكونية؛ لأنّ وجوده ليس له بداية أو نهاية مما يجعلنا ذلك استشعار قدرته المطلقة والأبدية.
خلق السماوات والأرض وما بينهما
الله عزّ وجلّ وحده القادر على امتلاك السماوات والأرض أو التصرف في الكون؛ لأنّه خلق السماوات والأرض والشمس والقمر لتحقيق منافع عديدة للمخلوقات الإنسانية والحيوانية، كما أنّه خلق الشمس والقمر في مدارات محددة تسير وفق نظام دقيق حتى يوم القيامة، وهو الذي رفع السماوات بغير أعمدة ومدَّ الأرض وجعل فيها الأنهار، والبحار، والجبال، والمحيطات وجميع أنواع الثمار، وهو خالق الليل والنهار، والكواكب، والنجوم، والأجرام السماوية.
خلق الإنسان وباقي الأحياء
خلق الله عزّ وجلّ الإنسان والحيوان والطيور من ماء، بينما خلق الملائكة من نور والجن والشياطين من نار، ومما لا شكَّ فيه أنّ أول إنسان خلقه الله عزّ وجلّ هو آدم الذي بث فيه روحاً وجعله من البشر، وجميع ما في الكون من مخلوقات هي من صنع الله عزّ وجلّ حتى لو تدخل الإنسان في ابتكارها وعملها، فمائدة الطعام التي يصنعها النجار أصلها من الأشجار التي خلقها الله، وكذلك الأمر بالنسبة للمخلوقات الحيوانية كالدجاجة التي أصلها البيضة، فالله عزّ وجلّ هو الذي أوجد الحيوان الأول من جميع الأصناف الحيوانية.
خلق الماء والهواء
خلق الله عزّ وجلّ الهواء حتى تتنفس جميع الكائنات الحية، ولكي تعمل جميع الآلات المتحركة التي اخترعها الإنسان في عصرنا؛ لأنّ حركتها وعملها يعتمد على حركة الهواء الذي خلقه الله، فمحرك الطائرة يتوقف إذا انعدمت حركة الرياح أو الهواء الذي يخضع لإرادة الله عزّ وجلّ في سيره، كما أنَّه تعالى خلق الماء ونظم دورته بداية من تبخر مياه البحار والأنهار وحتى تكاثف البخار وتكون السحب في السماء بهدف إفادة الإنسان وبث الحياة في الأرض.
قدرة الله على مراقبة أعمال الناس
من مظاهر قدرة الله عزّ وجلّ وسلطانه أنّه يستطيع مراقبة جميع أفعال وأقوال المخلوقات البشرية، فهو العالم بما يدور في أذهان جميع الناس من أفكار ومعتقدات في الوقت ذاته كما قال تعالى: (أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ) [العنكبوت: 10]، كما أنّه العالم بلغات جميع المخلوقات ووسائل اتصالها مهما كان عددها ونوعها.