رحمة الله عز وجل
الرحمة في اللغة تعني الرقة، والعطف، والمغفرة، والله تبارك وتعالى هو الرحمن الرحيم، رحمته وسعت كلّ شيء، إذ إنّها تغمر جميع المخلوقات في هذا الكون، حيث إنّ شعور الإنسان بوجودها هو الرحمة بذاتها، فرحمة الله تشمل أيّ شخص يطلبها في أي مكان، وفي أيّ وقت، ويطلبها من غير واسطة من أحد، وذلك بالتوجّه إلى الله في العبادات والطاعات، وترك المعاصي والآثام، مع الثقة برحمة الله.
مظاهر رحمة الله في الكون
- إرسال الأنبياء والرسل: فقد تجلّت رحمة الله عزّ وجل بإرسال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فكانت دعوته مفتاحاً للخير والسعادة في الدنيا والآخرة، وقد جعل الله اتباعه رحمة للمسلمين، وذلك في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [ الأنبياء: 107]
- إنزال الماء الطاهر من السماء: من مظاهر رحمة الله أنه جعل الماء الذي ينزل من السحب إلى الأرض ماءاً نقياً غير ملوث، حتى يحيي به الأرض، ويشرب منه الناس والحيوانات، والنباتات، فلو كان الماء مالحاً مثلاً لماتت كل الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض.
- إمساك السماء أن تقع على الأرض: تتجلى مظاهر رحمته عزّ وجل بعباده في تثبيت السماوات ومنعها من الوقوع على الأرض، وقال تعالى: (وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [الحج: 65].
- كون التدبير لله: إن من الرحمة عدم تحكم أحد من الخلق في الأشياء الأساسية التي يحتاجها الإنسان، وقد جعل الله رزق العبادة بيده وحده، كإنزال المطر الذي فيه حياة الناس، وإنبات الزرع والأشجار، قال تعالى: (مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [ فاطر:2].
- استجابة الدعاء: منها نزول الله إلى السماء الدنيا في كل ليلة، يدعو عباده المؤمنين إلى سؤاله، ويستعرض حاجاتهم ويلبيها لهم، قال صلى الله عليه وسلم (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له) [ متفق عليه].
- إنزال القرآن الكريم: أنزل الله القرآن للناس حتى يخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الهدية، وقد أنزله هدىً، وشفاءً، ورحمةً للمؤمنين.
- تقسيم الليل والنهار: حيث إنّ الله جعل الليل ليسكن فيه الإنسان ويرتاح من عناء النهار، وجعل النهار للعمل والسعي وراء الرزق، ومن مظاهر رحمة الله بعباده أيضاً أنه حفظهم في الليل وفي النهار.
- طلوع النهار بهدوء: وهذا من مظاهر رحمة الله بعباده، وذلك لأنّ الفوضى قد تسبب للإنسان هزات عصبية، قال تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ) [التكوير:17-18].
- مظاهر أخرى:
- جعل الله عز وجل الملائكة تدعو لأهل الأرض وتستغفر لهم، كما أنّه جعلهم شفعاء لهم يوم القيامة.
- الذرية الصالحة:جعل الله الأولاد زينة الحياة الدنيا، ومصدر فرح وسعادة، وكذلك جعلهم ذخراً لوالديهم يوم القيامة.
- إيداع الرحمة في قلوب البشر.
- تجاوز الله عن عباده سيئاتهم.
- خلق الله عزّ وجل الدموع وجعلها تسيل من أعين المسلمين خشوعاً لله.