'); }
حرية التعبير
حرية الرأي والتعبير من الحقوق التي يجب أن تصان لكل إنسان، وهذا الحق يتعلق بالكرامة الإنسانية، فمن حقِّ كل إنسانٍ بغض النظر عن لونه أو جنسه أن يتمتع بهذا الحق، وحرية التعبير تعني إفساح المجال لكل إنسان في أن يفكر أو يتأمل بمقتضى محاكمته العقلية لاختيار منهج أو سلوك له في حياته، ثم يعبِّر عن وجهة نظره بمختلف وسائل التعبير الشفهية أو الكتابية، سواء في القضايا الخاصَّة أو العامة، الاجتماعيَّة أو الثقافيَّة أو الاقتصاديَّة أو السياسيَّة، لتحقيق النفع أو الخير للأمة، ورغم هذا المفهوم الواسع لحريَّة التعبير، فهناك ضوابط لا بد من التزامها عندنا كمسلمين، كما أنه هناك مظاهر لحرية التعبير، ويترتب عليها نتائج على الفرد والمجتمع في ذات الوقت.
ضوابط حرية التعبير
- التزام مفهوم الحق بالمعيار الإلهي، ومقاومة الباطل، والتوصل إلى عقيدة التوحيد.
- الإفادة من حرية الفكر والتعبير في غايات نبيلة تصبُّ في انفتاح الأمَّة، وتقدمها، ونهضتها في شتى المجالات، والتخلص من التخلف والتفرق والضياع.
- التزام التعبير بالثوابت الدينية والشرعية، وعدم مصادمتها.
- احترام عادات المجتمع وقيمه ومبادئه
- الالتزام بمعايير المصالح المرسلة في العديد من المواقف التي لا نص ديني عليها، فهنا لا بدَّ من إعمال ما يترتب على ذلك من مفاسد ومكاسب، فقد يكون في إفساح المجال لبعض الفئات المغرضة بالتعبير مس للأمن القيمي والمجتمعي العام.
- احترام حق الآخرين في التعبير المماثل عن الرأي، فهي قيمة متبادلة بين الأفراد والمؤسسات المختلفة.
- التزام الجرأة والمجاهرة بالحق، وعدم التنازل عن الثوابت.
- الالتزام بمبدأ الإسلام العظيم في الإصلاح، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- التزام نهج الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يتعلَّق بالحقوق العامّة والمتعلّقة بالرأي والتعبير؛ كحق الشورى، وسماع الحاكم للنصيحة، فكان صلى الله عليه وسلم يشاور أصحابه، ويحثُّهم على الإدلاء برأيهم في مواقف متعددة، كما حثهم على إبداء النصح في محاور متعددة له.
- إقرار حق النقد، كما ظهر في اول خطبة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما ولي أمر المسلمين، حيث جاء في خطبته: (…أما بعد أيها الناسُ فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولستُ بخيرِكم فان أحسنتُ فأَعينوني وإن أسأتُ فقوِّموني) [إسناده صحيح]
- إفساح المجال للرأي الآخر، سواء كان فرداً أو معارضة منظَّمة.
'); }
مظاهر حرية التعبير
- حرية الكتابة والنشر والتأليف؛ ككتابة المقالة، والخاطرة، والقصيدة الشعريَّة، وتأليف الكتب ونشرها في شتى المجالات السياسية والفكرية، والاجتماعية، والدعوية.
- حرية الصحافة والإعلام، وهي ميدان واسع في حرية الرأي والتعبير.
- حرية التعبير ضمن مجالس الشورى في الدول، أو مجالس الشعب، على اختلاف التسمية بين دولة وأخرى.
- حرية الانتخاب، إذ إن الانتخاب في الأصل هو أسلوب تعبير عن الرأي يعبر عنه صاحبه.
آثار حرية الرأي والتعبير
- ثقة الفرد بنفسه وقدراته
- استشعار الفرد بالمسؤولية والرقابة الذاتية.
- تحقيق الأمن والتماسك في الدولة، من خلال إفساح المجال للرأي المعارض بالظهور، وتجنب ردات الفعل السلبية التي قد تحدث نتيجة قمع حرية الرأي والتعبير.
- قوة المجتمع وازدهاره ، وذلك بأخذ الرأي الآخر بعين الاعتبار، والاستفادة من الخبرات المخزونة عند المواطنين أو الجماعات.
- كشف السلبية والأخطاء في عدة مواقع في الدولة، وتصحيحها.