'); }
تكريم الله للإنسان دون باقي المخلوقات
خلق الله تعالى السموات والأرض وما فيهنّ في سبعة أيّام، وخلق الإنسان ليعبده ويكون خليفته فيه لقوله تعالى:(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [البقرة:30]. ومن هذا المنطلق فقد كرّم الله تعالى هذا المخلوق بالكثير من المظاهر التي تكرّمه وتميّزه عن غيره من الخلق، حيثُ سنتطرق للحديث عن هذه المظاهر في هذا المقال.
مظاهر تركيم الله للإنسان دون باقي المخلوقات
من مظاهر التكريم التي حظي بها الإنسان أن نفخ الله تعالى من روحه، وجلعه يملك زمام الأمور في الأرض، فهو أهلاً للتكليف من بين جميع مخلوقات الله تعالى في الأرض حتى يُقيم أحكامه وتشريعاته، إلى جانب أنّه أمر الملائكة بالسجود له دون غيره ولعن كل من رفض السجود له كإبليس.
'); }
من مظاهر التكريم أيضاً أنّ فضل الله تعالى على الكثير من المخلوقات، حيثُ وهبه ومنحه العديد من الخصائص والاستعدادات الفطرية التي لم ينلها غيره، وخلقه في أحسن تقويم وأفضل صورة حتى يكون الخلفية الوحيد في هذه الأرض.
ناهيك عن تكريم الله تعالى له بأن زوده بالعلم، والمعرفة، والقدرة على الاختراع والتواصل، وبالعقل عن سائر المخلوقات، حتى أنّ الملائكة المقرّبين من الله لم يحظوا بما حظي به آدم كما أخبرنا الله تعالى في قوله:(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إن كُنتُمْ صَادِقِينَ، قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [البقرة:31].
من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها على الإنسان أن أرسل له الرسل والأنبياء ليخرجوه من الظلمات إلى النور، ويرشدوه إلى طريق الحق والهداية، وذلك حتى لا يكون للإنسان حجة يوم القيامة أمام الله تعالى عندما يُحاسبهم على كفرهم وعصيانهم.
كما أنّ الله تعالى سخّر ما في السموات والأرض لخدمة الإنسان وتيسير حياته، فكل ما في الأرض من خيرات وثمرات، وحيوانات، ومعادن، وكواكب، إنّما هي نعمة من نعم الله على الإنسان، والتي تستوجب شكره وعبادته على أتم وأكمل وجه، وتستوجب أيضاً محافظته عليها.
لكن ومع هذا كله فإنّ الكثير من البشر يتعالون عن عبادة الله تعالى، وعن تأدية العبادات والفرائض التي استخلفه من أجلها في الأرض؛ لذا فالإنسان لم يقمْ حدود الله كما أمر، وحاد عن الطريق الذي رسمه له استكباراً وجبروتاً منه، وهو بالتالي لم يفه ويعي الهدف والغرض الرئيسي الذي خلقه من أجله الله تعالى، ودليل ذلك ما نراه في أيامنا هذه من قتل وبطش وظلم.