محتويات
مظاهر الزراعة في اليمن
اهتمّ أهل اليمن مُنذ القِدم بالزراعة، حيث كانت أساس حياتهم وازدهارهم، وتعدّدت مظاهر اهتمامهم بالأرض، إذ أفردوا طبقةً خاصّةً لفئة المزراعين عند تقسيهم طبقات المجتمع، فأحسنوا استغلال الأراضي واستثمارها، حيث استطاعوا زراعة الأراضي في المناطق المُمطرة، وبناء المدرجات الرفيعة في الجبال وزراعتها من الأعلى إلى الأسفل، فبفضل معرفتهم الدقيقة بأنواع المزروعات وكمية ما تحتاجه من التربة والماء وأشعة الشمس تمكَّنُوا من زراعة المزروعات الملائمة لكلّ ارتفاع ومناخ، بالإضافة إلى ذلك فقد حفروا الآبار وسحبوا المياه الجوفية، كما أقاموا السّدود كسدّ مأرب؛ للاستفادة من مياه الأمطار.[١]
مظاهر العمارة والبناء في اليمن
استمدّت العمارة اليمنية ملامحها من السمات الجغرافية لتضاريس الدولة، حيث تختلف المواد الخام التي كانت تُستخدم في البناء بين منطقة وأخرى تِبعاً لطبيعة التضاريس، حيث استُخدم القصب، والطين، والحجر المرجانيّ، في السهول الساحليّة، بينما استُخدَم الحجر بشكلٍ شاسع في البناء في المناطق الجبلية، أمّا في مناطق الهضاب المرتفعة فاستُخدم مزيج من الطين المحليّ والحجر المستورد من المناطق المحيطة بها.[٢]
تُعدُّ مدينة صنعاء عاصمة دولة اليمن واحدةً من أقدم المدن في العالم، وذات طابعٍ حضاري للمدن العربية التقليديّة، حيث تضمُّ العديد من أنواع المباني الفريدة في جنوب الجزيرة العربية، ومن أهمّها منزل البرج الذي يظهر في الأفق عند التجوال في المدينة، ويُشار إلى أنَّ أهل اليمن اتّبعوا النظام الرأسي في البناء -أيّ الطوابق المتعددة- من أجل تمكين توطين الأفراد باستخدامٍ فعّال للأراضي نظراً لندرة الأراضي الزراعية، كما أنَّ الارتفاع يُوفّر النظرة العامة اللازمة لحماية الأراضي والمحاصيل؛ لذا فإنّ مُعظم الأبراج تتكوّن من 5 طوابق على الأقل ومنها ما هو مكوّن من 8 أو 9 طوابق، إذ كان يُخصّص كلُّ طابق من أجل غرض ما.[٢]
امتازت الزخارف الخارجية الخاصّة بمنازل البرج بالاتقان اللامتناهي، وغالباً ما كان أسلوب زخرفتها يُشبه زخرفة المجوهرات والمنسوجات، حيث تُستخدم فيها أشكال النجوم، والثعابين، والعناصر الطبيعية، كما كانت الأبواب تُزخرف، حيث كانت تُنقش الأبواب الخشبية منها، بينما كانت تُطلى الأبواب المعدنيّة بألوانٍ زاهية لإضفاء البهجة عليها.[٢]
المظاهر الدينية في اليمن
تُؤكّد النقوش والكتابات العربية الجنوبية على جدران المعابد وجود نظامٍ للآلهة بالغ التعقيد في معتقدات أهل اليمن قديماً، فقد تعدّدت آلهتهم حيث عبدوا القمر، والشمس، ونجمة الصباح، إلى جانب الإله بعل الذي كان وفق المعتقدات القديمة يحمي بعض الأماكن والقبائل والأسر.[٣]
كانت كافة المباني، والمنجزات العمرانية، والمعابد، والسدود، والمدافن، والمسلات، وغيرها موضوعةً تحت رعاية الآلهة، وذلك لتقع لعنة الآلهة وغضبهم على أيّ شخص يتعدّى عليها أو يُدنّسها، كما آمن اليمنيّون قديماً بوجود حياة ثانية بعد الموت، فوضعوا الحُلِيّ، والكؤوس، وغيرها من اللوازم في المدافن مع الميت، إضافةً إلى ذلك كان للكهنة والمسؤولين عن المعابد مكانة بارزة ومهمّة حيث كان يُخصّص لهم مصدر دخل ثابت من الأموال.[٣]
اللغات القديمة في اليمن
يستخدم غالبية سكان اليمن اليوم – أيّ حوالي 90% منهم- اللغة العربية كلغةٍ أولى، لكن مع وجود بعض الاختلافات الطفيفة في اللهجة بين بعض المناطق، إلّا أنَّ المناطق الريفية في جنوب اليمن لا تزال مُتأثرةً باللغات العربية الجنوبية القديمة، كما يُشار إلى تضاؤل استخدام اللهجة اليهودية التي كانت منتشرةً في السابق في اليمن.[٤]
أظهرت النصوص الكنعانية القديمة أنَّ الكتابة العربية الجونية القديمة مطابقةٌ بشكل تقريبي للكتابة في إثيوبيا اليوم، حيث كانت تُستخدَم النقوش على الحجر من أجل تسجيل الغزوات، ومشاريع البناء الضخمة، وكذلك الوصايا الجنائزية، وإنجازات الملوك، فيما كان يُنقش على العصيّ لتسجيل حياة عامة الناس،[٥] إلى جانب ذلك تُستخدم بعض اللهجات الساميّة القديمة بشكلٍ شفوي في اليمن؛ كالبطحرية، والمهرية، والسقرطية، بالإضافة إلى الهندية، والصومالية والعديد من اللغات الأفريقية في المناطق الجنوبية.[٤]
المراجع
- ↑ حسن سليمان الجهني، صور من مظاهر حضارة اليمن وأثرها في الحضارة الإسلامية، صفحة 77. بتصرّف.
- ^ أ ب ت Richard Brooks Jeffery (1989), “Architecture, Modernity, and Preservation: The Tower House of Sana’a, Yemen”، cals.arizona.edu, Retrieved 17-1-2021. Edited.
- ^ أ ب بهنام ابو الصوف، “إطلالة على تاريخ اليمن وحضارته”، www.iraqinhistory.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-1-2021. بتصرّف.
- ^ أ ب Robert Burrowes (22-12-2020), “Yemen”، www.britannica.com, Retrieved 17-1-2021. Edited.
- ↑ Richard Covington (1998), “New Light on Old Yemen”, Saudi Aramco World, Issue 2, Folder 49, Page 2-11. Edited.