صحة

جديد مضاعفات مرض الكوليرا

مرض الكوليرا

يُعَدُّ مرض الكوليرا أحد الأمراض الوبائيّة المُعدية التي تترافق مع فُقدان كمِّيات كبيرة من سوائل الجسم، لذا فإنَّ مُعدَّلات الوفاة بهذه العدوى تكون مرتفعة في حال لم يتمّ علاجها، خاصَّةً عندما يُصيب الأطفال والرُّضع، والأشخاص الذين يُعانون من ضعف المناعة، فبالرغم من سهولة علاج هذه العدوى، إلا أنَّه تُشير التقديرات إلى أنَّ الكوليرا تُؤثِّر في حوالي 3-5 ملايين شخص كلَّ عام، وتتسبَّب بوفاة أكثر من 100 ألف شخص على مستوى العالم، ومن الجدير بالذكر أنَّ مرض الكوليرا كان شائعاً في الولايات المُتَّحِدة في عام 1800م، ولكنَّه في الوقت الحالي يُعتبَر مرضاً نادر الحدوث فيها، ويُعزى ذلك إلى التطوُّر الملحوظ في الظروف المعيشيّة، والأنظمة الصحِّية، أمَّا عن سبب الإصابة بمرض الكوليرا، فهو ينجم عن الإصابة بعدوى بكتيريا ضمة الكوليرا (بالإنجليزيّة: Vibrio cholera)، والتي تمّ اكتشافها على يد العالم الألماني روبرت كوخ في عام 1883م، حيث تعيش هذه البكتيريا في الأوساط المائيّة الضحلة والمالحة على القشريّات المجهريّة، كما أنَّه من الممكن أن تتواجد على شكل مستعمرات تُغطِّي أسطح النباتات، والصخور، والماء.[١]

مضاعفات مرض الكوليرا

يُمكن أن يتسبَّب فُقدان كمِّيات كبيرة من السوائل والإلكتروليت في الحالات الشديدة من عدوى الكوليرا، في حدوث الوفاة خلال ساعتين إلى ثلاث ساعات من ظهور الأعراض، أمَّا في الحالات الأقلّ شِدَّة فمن الممكن أن يلقى المُصاب حتفه بعد ساعات، أو أيّام من بدء ظهور الأعراض جرَّاء إصابته بالجفاف، والصدمة إن لم يتلقَّ العلاج المُناسب، ومن المضاعفات الأخرى التي قد تحدث نتيجة الإصابة بالكوليرا يُمكن ذكر ما يأتي:[٢]

  • نقص بوتاسيوم الدم (بالإنجليزيّة: Hypokalemia): يحدث نقص البوتاسيوم في الدم في حالة الإصابة بمرض الكوليرا نتيجة فُقدان كمِّيات كبيرة منه مع البُراز، وقد يُؤثِّر حدوث هذا النقص في وظائف الأعصاب والقلب، ومن الممكن أن يُهدِّد حياة المُصاب.
  • نقص السكَّر بالدم (بالإنجليزيّة: Hypoglycemia): يُعَدُّ الأطفال هم الأكثر عُرضةً للإصابة بنقص السكَّر في الدم نتيجة قِلَّة تناول الطعام، ومن الممكن أن يترافق انخفاض السكَّر بالدم مع حدوث فُقدان الوعي، والإصابة بالتشنُّجات، أو حتى الوفاة.
  • الفشل الكلوي (بالإنجليزيّة: Kidney failure): وهو من المشاكل التي قد تُهدِّد حياة المُصاب، حيث تفقد الكلية قدرتها على التخلُّص من بعض الإلكتروليت، والفضلات المُتجمِّعة في الجسم، والكمِّيات الفائضة من السوائل.

أعراض مرض الكوليرا

تظهر على المُصاب بمرض الكوليرا مجموعة من الأعراض المختلفة، مثل:[٣]

  • وجود رائحة كريهة للبُراز.
  • المعاناة من جفاف الأغشية المُخاطيّة في الجسم، حيث يُعاني المُصاب من جفاف الفم.
  • المعاناة من التشنُّجات العضليّة.
  • الشعور بالتعب والنعاس غير الطبيعي.
  • الشعور بالعطش.
  • تسارع نبض القلب.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • المعاناة من التقيُّؤ.
  • فُقدان الجلد لمرونته.
  • الإصابة بالإسهال المائي الشديد، والذي يحتوي غالباً على قطع بيضاء اللَّون بحجم حبوب الأرز تقريباً؛ وهي عبارة عن مُخاط، وبعض خلايا الطبقة المُبطِّنة للجهاز الهضمي.

أمَّا في الحالات الشديدة، فإنَّ هناك العديد من الأعراض الأخرى التي قد تظهر على المُصاب، ويُمكن ذكر بعض منها كما يأتي:[٣]

  • الإصابة بالحُمَّى.
  • الشعور بألم المُستقيم.
  • نقص كمِّية النتاج البولي، أو انعدامه.
  • المعاناة من ألم البطن.
  • الإصابة بالتشنُّجات.
  • الإصابة بالجفاف.
  • نزول وزن الجسم.

عوامل خطورة مرض الكوليرا

توجد مجموعة من العوامل التي من الممكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض الكوليرا، ومنها:[٤]

  • إصابة أحد أفراد الأسرة بالمرض.
  • تناول المحار النيء، وذلك في حال كان المحار يعيش في المياه القذرة المُلوَّثة ببكتيريا الكوليرا.
  • الاستقرار في أماكن ذات ظروف سيِّئة، حيث المياه المُلوَّثة، وسوء النظام الصحِّي.
  • حمل زمرة دم O.
  • انخفاض مستوى الأحماض في المعدة؛ حيث إنَّه لا تتمكَّن بكتيريا الكوليرا من العيش في الأوساط ذات الحموضة المرتفعة.

مصادر مرض الكوليرا

غالباً ما تنتقل عدوى بكتيريا الكوليرا عند تناول الطعام أو الشراب الملوَّث ببُراز شخص مُصاب بالعدوى، ومن المصادر الشائعة التي قد تكون سبباً في انتقال العدوى ما يأتي:[٥]

  • الأطعمة والمشروبات التي يتمّ شراؤها من الباعة المُتجوِّلين.
  • الأسماك والأطعمة البحريّة التي يتمّ اصطيادها من مياه مُلوَّثة بمياه الصرف الصحِّي.
  • الخضروات التي تنمو في مياه مُلوَّثة ببُراز الإنسان.

الوقاية من مرض الكوليرا

يُمكن الوقاية من مرض الكوليرا عند السفر إلى الخارج باتِّباع عِدَّة نصائح وطرق مختلفة، وفيما يأتي ذكر بعض هذه النصائح:[٦]

  • الحرص على غسل اليدين جيِّداً بالماء النظيف والصابون، خاصّةً قبل تناول الطعام أو إعداده، أو بعد استخدام المرحاض، كما يُمكن استخدام مُعقِّم اليدين الذي يحتوي على ما لا يقلُّ عن 60% من الكحول كبديل للماء والصابون.
  • تجنُّب تناول المحاريَّات النيئة، ويشمل ذلك السوشي.
  • الحرص على استخدام المياه المغليّة، أو المُعلَّبة، أو المُعالَجة كيميائيّاً في تحضير الطعام، أو غسل الأواني، أو تنظيف الأسنان بالفُرشاة.
  • تجنُّب تناول مُنتجات الألبان.
  • تناول الأطعمة المطهوَّة حديثاً والمُقدَّمة ساخنة، كما يُنصَح بتناول الأطعمة المُعلَّبة.
  • الحرص على تناول المياه المُعلَّبة، أو المغليّة، أو المُعبَّأة، أو المُعالَجة كيميائيّاً.

علاج مرض الكوليرا

يُعَدُّ عامل الوقت ذا أهمِّية كبيرة في علاج مرض الكوليرا، ويُعزى ذلك إلى أنَّ هذا المرض يستنزف سوائل الجسم بشكلٍ سريع، ومن الخيارات العلاجيّة التي يتمّ اللُّجوء إليها للسيطرة على مرض الكوليرا يُمكن ذكر الآتي:[٧]

  • المعالجة بتعويض السوائل: وهو خطُّ الدفاع الأوَّل للسيطرة على أعراض المرض، ومن الممكن أن يتمّ تعويض السوائل وريديّاً، أو عن طريق الفم.
  • الزنك: من الممكن أن يُساعد تناول مُكمِّلات الزنك على تسريع عمليّة تعافي مُصاب الكوليرا من الإسهال، وتخفيف شِدَّته.
  • المُضادَّات الحيويّة: ويُعَدُّ دواء دوكسيسايكلين (بالإنجليزيّة: Doxycycline) الخيار العلاجي الأوَّل لمرض الكوليرا، إذ يَصِف الطبيب المُضادَّات الحيويّة في الحالات الشديدة، ولكن يجدر التنبيه إلى أنَّ العلاج بالمُضادَّات الحيويّة لا يكفي وحده لعلاج مرض الكوليرا، وإنَّما يتمّ استخدامه أحياناً بالترافق مع العلاج بتعويض السوائل للتقليل من مُدَّة المرض، ويُمكن الإشارة هنا إلى أنَّ مُعظم مرضى الكوليرا ينجحون بالتعافي من العدوى باستخدام العلاج بتعويض السوائل فقط.

المراجع

  1. Sy Kraft, “Everything you need to know about cholera”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 29-5-2019. Edited.
  2. “Cholera”, www.mayoclinic.org, Retrieved 29-5-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Charles Patrick Davis, “Cholera”، www.medicinenet.com, Retrieved 29-5-2019. Edited.
  4. Bree Normandin, “Cholera”، www.healthline.com, Retrieved 29-5-2019. Edited.
  5. “Cholera”, www.webmd.com, Retrieved 29-5-2019. Edited.
  6. Joseph Bennington-Castro, “What Is Cholera?”، www.everydayhealth.com, Retrieved 29-5-2019. Edited.
  7. Robyn Correll, “How Cholera Is Treated”، www.verywellhealth.com, Retrieved 29-5-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى