كيف هلك قوم عاد
ذكر الله -تعالى- في كتابه العزيز كيف أهلك قوم عاد قوم نبيِّ الله هود -عليه السلام-، فقال -تعالى-: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ* مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ)،[١] إذ يتَّضح من الآيات أنَّ قوم عاد كذّوبوا برسولهم، وعاندوا واستكبروا كما الأقوام السَّابقة، فكان حقّاً على الله أن يهلكهم. } قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ* تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ)،[٤][٢] فأرسل الله -تعالى- عليهم ريحاً شديدةً، اقتلعت كلَّ شيءٍ من شدَّتها وقوَّتها، وقد وصفها الله -تعالى- بالريح العقيم، التي تقضي على كلِّ شيءٍ، كما وصفها أيضاً بالريح الصرصر: أي الريح شديدة البرودة.[٣] وممَّا زاد في عذابهم أنَّ هذه الريح استمرت مدَّة ليست بالقليلة، فقال الله -تعالى-: (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا)،[٥] فظلَّت مدة سبع ليال…
كيف هلك قوم عاد؟
ذكر الله -تعالى- في كتابه العزيز كيف أهلك قوم عاد قوم نبيِّ الله هود -عليه السلام-، فقال -تعالى-: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ* مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ)،[١] إذ يتَّضح من الآيات أنَّ قوم عاد كذّوبوا برسولهم، وعاندوا واستكبروا كما الأقوام السَّابقة، فكان حقّاً على الله أن يهلكهم. }
قال الله -تعالى-: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ* تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ)،[٤][٢] فأرسل الله -تعالى- عليهم ريحاً شديدةً، اقتلعت كلَّ شيءٍ من شدَّتها وقوَّتها، وقد وصفها الله -تعالى- بالريح العقيم، التي تقضي على كلِّ شيءٍ، كما وصفها أيضاً بالريح الصرصر: أي الريح شديدة البرودة.[٣]
وممَّا زاد في عذابهم أنَّ هذه الريح استمرت مدَّة ليست بالقليلة، فقال الله -تعالى-: (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا)،[٥] فظلَّت مدة سبع ليال وثمانية أيامٍ متواصلاتٍ دون انقطاعٍ أبداً، فكانت الريح تقتلع الواحد منهم وتنزعه من مكانه، حتَّى شبَّههم الله -تعالى- كأنَّهم جذوع النخل القديمة الملقاة على الأرض.[٦]
يقول الله -تعالى-: (تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ)،[٧] فكانت الريح تفصل رؤوسهم عن أجسادهم وتلقيهم جثثاً على الأرض، بعد أن كانوا من أقوياء الناس، ويتَّصفون بقوة البنية الجسديَّة، فلم تنفعهم قوتهم عندما حاق بهم غضب الله -عزَّ وجل-.[٦]
أسباب هلاك قوم عاد
إنّ الله -تعالى- عادلٌ لا يهلك قوماً إلَّا بعد تماديهم في الكفر والطّغيان، وقد أهلك قوم عاد لأسبابٍ عدّة استحقت نزول غضب الله عليهم، وهي كما يأتي:[٨]
- كفرهم بالله -تعالى- وعدم إيمانهم به.
- إنكارهم وجحودهم آيات الله ومعجزاته.
- تكذيبهم النبيِّ هود الذي أرسل إليهم، وعدم طاعتهم أوامره.
- اتباعهم أوامر طغاتهم وجبابرتهم
- اغترارهم بالنعم الكثيرة التي أغدقها الله -تعالى- عليهم من قوَّة الجسم، والغلبة وكثرة المال.
- إفسادهم بالبلاد، وتجاوز طغيانهم وظلمهم على العباد.
الناجون من هلاك قوم عاد
من تمام عدل الله -تعالى- ورحمته أيضاً أنَّه لم ينزل العذاب بقوم عاد جميعهم، فهناك طائفةٌ منهم آمنوا بالنبيِّ هود -عليه السلام- واتبعوا أوامره، وأقرّوا بوحدانيَّة الله -تعالى-، فتركوا عبادة الأوثان، فنجَّاهم الله -تعالى- مع نبيهم هود، ولم يشملهم بعذابه، قال -تعالى-: (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ)،[٩] وهذا من رحمة الله -تعالى- بعباده المؤمنين.[٨]
المراجع
- ↑ سورة الذاريات ، آية:41-42
- ^ أ ب أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 84-85. بتصرّف.
- ^ أ ب مصطفى العدوي، سلسة التفسير، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ سورة الاحقاف، آية:24-25
- ↑ سورة الحاقة، آية:7
- ^ أ ب سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 5610. بتصرّف.
- ↑ سورة القمر، آية:20
- ^ أ ب زكريا سحويل، قصة هود وصالح عليهما السلام، صفحة 108-116. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:58


