'); }
مرض السكري والحمل
إذا كانت تجربة الحمل تشكل تحدي كبير للأم طوال فترة الحمل فأن الأم الحامل المصابة بمرض السكري تواجه تحدي أكبر نقوم بعرضه فيم يلي باعتبار ان الوقاية تغني عن العلاج.
فالأم الحامل المصابة باي من اعراض مرض السكر سيتوجب عليها تحمل الأعباء الجديدة للحمل بالإضافة إلى الأعباء الصحية لمرض السكري. وفوق كل ذلك فهناك مخاوف على سلامة الأم والطفل معا مما يستدعي عناية ورقابة مكثفة من أجل الحفاظ على سلامة الأم والطفل معا والصول بهما الى بر الأمان وتجنب أي مشاكل صحية مترتبة على إصابة الأم بالسكري والتي قد تؤثر على صحة الأم أو الطفل. فعلى المرأة الحامل المصابة بالسكري المتابعة المستمرة لمستويات السكر بالدم والسيطرة عليها باستخدام أدوية علاج السكر كما حددها الطبيب المعالج.
'); }
إذا كنتي مصابة بمرض السكري وترغبين في الإنجاب أو كان زوجك مصابا بمرض السكري وترغبان في الإنجاب فلا تقلقي فهناك خطوات مهمة يمكنك اتباعها. اتباع هذه الخطوات بالطريقة المناسبة يقلل المخاطر التي قد يتعرض لها كلا من الأم والطفل بنسبة كبيرة.
الاستعداد للحمل والتحضير له؛
إذا كنتي مصابة بمرض السكري وترغبين في خوض تجربة الحمل فعليك الاستعداد لهذه التجربة. ومن أهم خطوات الاستعداد هو زيارة الطبيب المتخصص واستشارته لضمان حمل صحي وسليم. فالطبيب سيقوم بتحديد مدى استعدادك لخوض التجربة وسيقوم بتحديد ما إذا كان مرض السكري تحت السيطرة أم لا.
كما أن هناك بعض التحاليل الطبية الواجب إجرائها مثل اختبار الهيموغلوبين السكري، هذا الاختبار يوضح مدى سيطرة الجسم على مرض السكري خلال الثمانية أسابيع الى الأثني عشر أسبوع الماضية. كما يوجد بعض الاختبارات الطبية الأخرى الهامة مثل:
إجراء تحليل للبول للكشف عن مضاعفات الكلى السكري.
اختبارات الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم.
كشف العين للتأكد من عدم وجود مضافات السكري.
رسم القلب للاطمئنان على عدم وجود مشاكل صحية في القلب.
اختبارات دم للتأكد من سلامة الكلى والكبد.
بالإضافة الى أن هذه الاختبارات تؤدي للاطمئنان على الصحة العامة للأم والوقوف على مدى سيطرة الجسم على السكري فأنها تمنع حدوث أي مضاعفات أثناء الحمل. الاستشارة الطبية قبل الحمل هامة جدا ولا غنى عنها فهي تساعد المرأة على أن تكون مستعدة نفسيا وجسديا وصحيا لخوض تجربة الحمل.
السيطرة على مستويات السكر بالدم؛
السيطرة على مستويات السكر بالدم قبل الحمل آمر هام جدا حيث أن أغلب النساء لا يعلمون أنهن حوامل حتى يكون الجنين في عمر أسبوعين الى أربعة أسابيع. ويجب معرفة أن مستويات السكر المرتفعة بالدم في بدايات الحمل قد تسبب تشوهات بالجنين أو تؤدي الى الإجهاض. ولكن ما هي المستويات الجيدة؟ المستويات الجيدة للسكر هي المستويات التي تقع في النطاق المثالي للسكر بالدم (وهي: 70 – 100 ملغ/ديسيلتر قبل الأكل وأقل من 120 ملغ/ديسيلتر بعد ساعتين من الأكل)
ولكن كيف يؤثر مرض السكري على الجنين؟
من المشاكل الشائعة بين أطفال الأمهات المصابة بالسكري حالة تسمى “العملقة”. بمعنى آخر أن يكون جسم الطفل كبير مقارنة بالأطفال الأخرى. وهذه الحالة تحدث بسبب عدم السيطرة على مستويات السكر في دم الأم وارتفاعها مما يؤدي الى وصول كميات كبيرة من السكر الى دم الجنين والذي يحاول جسده التخلص من الكميات الزائدة من السكر عن طريق تحويلها الى دهون. مما يؤدي الى كبر حجمه عن الحجم الطبيعي. وفي بعض الأحيان قد يصل الأمر الى عدم إمكانية الولادة الطبيعية واللجوء الى العملية القيصرية بسبب كبر الحجم الزائد للطفل.
كما أن ارتفاع مستوى السكر في دم الأم – خاصة في الأيام الأخيرة قبل الولادة – يعرض الطفل لخطر نقص السكر في دمه بعد الولادة. حيث أن جسم الطفل يحاول السيطرة على مستويات السكر العالية التي تصل اليه عن طريق المشيمة عن طريق افراز كميات أنسولين كبيرة. كمية الأنسولين الكبيرة في دم الطفل تؤدي الى انخفاض ملحوظ في مستوى السكر في الدم بعد الولادة وهو ما له مخاطره على حياة الطفل. لذا يفضل دائما مراقبة مستوى السكر في دم الأم خاصة خلال ال 24 ساعة السابقة للولادة مباشرة. ماذا عن استخدام العلاج الدوائي أثناء الحمل؟
إذا كانت الأم تستخدم الأنسولين للسيطرة على السكري في الدم فإن الطبيب المتابع لحالتها قد يحتاج الى تغير الجرعات المطلوبة. وفي الغالب تحتاج الأم الى جرعات أعلى من الأنسولين أثناء فترة الحمل وخاصة في الشهور الثلاثة الأخيرة.
أما إذا كانت الأم تتحكم في مستويات السكر بالدم عن طريق تناول العلاج الدوائي عن طريق الفم فقد يحتاج الطبيب الى تغير العلاج الى استخدام الأنسولين أثناء الحمل. حيث أن أمان استخدام الأدوية العلاجية التي تعطى عن طريق الفم غير مضمون أثناء الحمل. في كل الأحوال وكما ذكرنا سابقا فإن استشارة الطبيب قبل الحمل وأثناء الحمل هامة جدا لتحديد نوع العلاج والجرعات المناسبة منه.
هل سأصل الى مرحلة الولادة بسلام؟
قد تتساءل الأم عن احتمالات سلامة الطفل وولادته بشكل صحي. في أغلب الحالات التي تكون فيها الأم مصابة بمرض السكري ويكون المرض معتدل أو بسيط، أو في الحالات التي يتم فيها السيطرة على مستويات السكر في دم الأم بشكل سليم غالبا ما تتم الولادة بدون مشاكل على الأم أو الجنين. فالأمر يتعلق دائما بالمتابعة الدقيقة والسيطرة على مستويات السكر في الدم بالشكل الصحيح.
متابعة مستويات السكر في الدم مهمة:
كما ذكرنا سابقا يجب متابعة مستوى السكر في الدم باستمرار. حتى أن هذه المتابعة تستمر حتى أثناء الولادة حيث ترتفع مستويات السكر بالدم أثناء الولادة وقد تحتاج الأم الى جرعات أنسولين أثناء الولادة. وغالبا ما تعود جرعات الأنسولين التي تحتاجها الأم الى مستوياتها السابقة بعد الولادة.
في النهاية يجب علينا التأكد من أنه يمكننا تجنب مشاكل مرض السكري المتعلقة بالحمل وذلك من خلال المتابعة والاستشارة الطبية المستمرة.