محتويات
'); }
مرحلة ما قبل انقطاع الطمث
مرحلة ما قبل اليأس، أو مرحلة ما قبل انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Perimenopause)، وتعرف أيضًا بالمرحلة الانتقالية لانقطاع الطمث؛ إذ تشير إلى الفترة الزمنية التي يتجهز خلالها الجسم للانتقال الطبيعي لمرحلة سن اليأس، وتبدأ هذه المرحلة في أعمارٍ مختلفةٍ؛ فقد تُلاحظ المرأة بدء علامات الانتقال لسن اليأس كعدم انتظام الدورة الشهرية خلال الأربعينيات من العمر أحيانًا، لكنّ بعض النساء قد تلاحظ هذه التغيرات مبكرًا، وذلك خلال منتصف الثلاثينيات، وتدلّل هذه التغيرات على قُرب نهاية سنوات الإنجاب.[١]
ويُشار إلى أنّ هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) يلعب دورًا رئيسيًا في هذه المرحلة؛ إذ يضطرب مستواه صعودًا وهبوطًا وبشكلٍ متفاوتٍ خلال هذه المرحلة، ويرافق ذلك تغيّرات في مُدّة الدورة الشهرية كأن تطول زمنيًا أو تقصُر، كما قد يبدأ أيضًا حدوث الدورات الشهرية التي تفتقر لعملية الإباضة؛ فقد يتوقف المبيضان عن إطلاق البويضات، وتستمر مرحلة ما قبل انقطاع الطمث لمدة 4 سنواتٍ بالمعدل لدى غالبية النساء؛ لكنّها قد تقتصر على بضعة أشهرٍ فقط أو قد تستمر لعشر سنواتٍ في بعض الحالات، ويشير انقطاع الدورة الشهرية لمدة 12 شهرًا متتاليًا إلى انتهاء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وبلوغ المرأة سن اليأس (بالإنجليزية: Menopause).[٢][٣]
'); }
أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث
تتميز بعض التغيّرات المُرافقة لمرحلة ما قبل انقطاع الطمث بأنّها طفيفةٌ، بينما يكون بعضها الآخر غير طفيفٍ؛ وفيما يأتي بيان أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث:[٤][٢]
- عدم انتظام الدورات الشهرية: حيث يصبح التبويض (الإباضة) غير متوقعة بدرجةٍ أكبر؛ لذلك قد تطول المدة الزمنية التي تفصل بين النزف الشهري المعتاد والذي يليه أو تقصر، كما قد يتذبذب تدفق النزيف الشهري المعتاد؛ فقد يتراوح بين الخفيف والغزير، وقد ينقطع النزيف الشهري لبضعة أشهرٍ ثم يعود، كما يشار إلى أنه في المرحلة المبكرة من فترة ما قبل انقطاع الطمث يكون التغير بين الدورة والأخرى سبعة أيام في المجمل؛ أما إذا كانت الفترة الزمنية التي تفصل بين النزف الشهري المعتاد والذي يليه 60 يومًا أو أكثر فهذا يدل غالبًا على مرحلةٍ متأخرةٍ من فترة ما قبل انقطاع الطمث.
- الهبّات الساخنة واضطرابات النوم: تعتبر الهبات الساخنة شائعةً خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؛ لكنها تختلف في شدتها، ومدّتها، وتكرار حدوثها، وغالبًا ما تتسبب الهبات الساخنة أو التعرق الليلي بحدوث اضطرابات في النوم، ولكن قد تحدث هذه الاضطرابات أحيانًا حتى دون وجود الأسباب السابقة.
- تقلّبات المزاج: قد تعاني المرأة من تقلب المزاج، أو حدة المزاج، أو زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث وقد تُعزى هذه الأعراض إلى اضطرابات النوم المرتبطة بالهبات الساخنة، وقد تحدث تقلبات المزاج بسبب عوامل أخرى غير مرتبطةٍ بالتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
- مشاكل المهبل والمثانة: عندما ينخفض مستوى هرمون الإستروجين فإن أنسجة المهبل قد تفقد الترطيب والمرونة مما يجعل الجماع مؤلمًا، كما أنّ نقص الإستروجين قد يرفع فرصة التعرض لعدوى الجهاز البولي أو العدوى المهبلية، وقد يؤدي فقدان توتر الأنسجة الذي يحدث في هذه المرحلة للمساهمة في حدوث سلس البول (بالإنجليزية: Urinary incontinence).
- انخفاض الخصوبة: تقل القدرة على الحمل بسبب عدم انتظام عملية الإباضة؛ ولكن مع بقاء حدوث نزف الدورة الشهرية المعتاد يبقى الحمل ممكنًا، وفي حال الرغبة بتجنب حدوث الحمل يُنصح باستخدام طرق تنظيم النسل إلى حين انقطاع الدورة الشهرية لمدة 12 شهرًا.
- تغيّرات في الوظائف الجنسية: قد تتغيّر الرغبة الجنسية والإثارة أثناء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، ولكن في حال كانت هذه الوظائف في حالة طبيعيةٍ ومرضيةٍ قبل سن اليأس فإن فرصة استمرارها كذلك تكون مرتفعة خلال ما قبل سن اليأس وما بعد ذلك.
- تراجع الكثافة العظمية: يزيد معدّل فقدان الكثافة العظمية مُقارنة بتعويضها مع انخفاض مستوى الإستروجين، مما يرفع خطر الإصابة بهشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis).
- تغيّر مستويات الكوليسترول: قد يتسبب تناقص مستويات الإستروجين بحدوث تغيراتٍ غير مرغوبةٍ في مستويات الكوليسترول في الدم؛ إذ تشمل هذه التغيّرات ارتفاع مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزية: Low density lipoprotein)، ويعرف بالكوليسترول الضّار، ويتزامن ذلك مع انخفاض مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة (بالإنجليزية: High density lipoprotein) الذي يعرف بالكوليسترول الجيد، والذي ينخفض لدى العديد من النساء مع التقدم بالعمر، وتساهم كلتا الحالتين بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب.
أسباب مرحلة ما قبل انقطاع الطمث
تحدث مرحلة ما قبل انقطاع الطمث عند التوقف التدريجي لعمل المبيضين؛ حيث تصبح عملية الإباضة غير منتظمةٍ ثم تتوقف في النهاية، ويعتبر انقطاع الطمث مرحلةً طبيعيةً في حياة المرأة؛ لكنه يمكن أن يحدث في وقت مبكرٍ عند بعض النساء أكثر من غيرهن، كما أن بعض الدلائل وعلى الرغم من كونها غير حاسمةٍ دائمًا تشير إلى وجود بعض عوامل الخطر التي قد ترفع فرصة بدء مرحلة ما قبل سن اليأس في سنٍ مبكرةٍ، وفيما يأتي بيان هذه العوامل:[٥][٦]
- التدخين: حيث تبدأ مرحلة سن اليأس لدى المُدخّنات قبل مدةٍ تتراوح بين سنةٍ إلى سنتين مُقارنةً بغيرهن.
- التاريخ العائلي: قد تتعرض النساء اللواتي لديهن تاريخٌ عائلي لانقطاع الطمث المبكر إلى انقطاع الطمث لديهن مبكرًا أيضًا.
- علاج السرطان: إذ يرتبط العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض أو العلاج الكيماوي بانقطاع الطمث المبكر.
- استئصال الرحم: (بالإنجليزية: Hysterectomy) لا تُسبب هذه العملية وصول سن اليأس إذا لم تشمل استئصال المبيضين، فبالرغم من عدم حدوث نزيف الدورة الشهرية بعد استئصال الرحم بهذه الطريقة، إلا أن المبيضين يستمران بإنتاج الإستروجين، وبالرغم من عدم تسبب هذه الحالات بوصول سن اليأس، إلا أنّها تزيد فرصة وصوله مبكرًا في المستقبل، كما أنّ إزالة أحد المبيضين قد يُسرّع من توقف عمل الآخر بشكلٍ أبكر من المتوقع.
تشخيص مرحلة ما قبل انقطاع الطمث
لا يكفي وجود علامةٍ أو إجراء اختبارٍ واحدٍ لتحديد بداية مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، إذ يأخذ الطبيب بعين الاعتبار مجموعةً من العوامل مثل: عمر المرأة، والتاريخ الطمثي، والأعراض التي تُعاني منها أو التغيرات الحاصلة في الجسم، وقد يطلب بعض الأطباء إجراء فحوصاتٍ للتحقق من مستويات الهرمونات، وتحديدًا إجراء فحصٍ وظيفة الغدّة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid function test) إذ يمكن أن تؤثر في مستوى الهرمونات؛ أما فحوصات الهرمونات الأخرى فنادرًا ما تكون ضروريةً أو مفيدةً في تقييم حالة ما قبل انقطاع الطمث.[٧]
علاج مرحلة ما قبل انقطاع الطمث
يُلجأ للأدوية غالبًا لعلاج أعراض مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ أي من العلاجات المتاحة ومناقشة المخاطر والمزايا المتعلقة بكلٍ منها، كما يُنصح بمراجعة الطبيب دوريًا لتقييم العلاج المستخدم؛ إذ يمكن أن تتطلب الحالة تغيير الدواء، وفيما يأتي بيان أهم العلاجات المتوفرة لعلاج أعراض ما قبل انقطاع الطمث:[٧]
- العلاج الهرموني: وبالتحديد العلاج بالإستروجين الجهازي (بالإنجليزية: Systemic estrogen therapy)، ويتوفر بأشكالٍ صيدلانيةٍ مختلفةٍ مثل: الحبوب الفموية، أو الجل، أو الكريم، أو لصقةٍ جلديةٍ، ويعد أكثر علاجٍ فعالٍ لتخفيف أعراض الهبات الساخنة والتعرق الليلي خلال مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ومرحلة سن اليأس، ويوصي الطبيب بأخذ أقل جرعةٍ كافية من الإستروجين لتخفيف الأعراض؛ وذلك بعد الاستفسار عن التاريخ الطبي الشخصي بالإضافة إلى التاريخ الطبي العائلي، كما تحتاج المرأة في حال وجود الرحم وأخذ الإستروجين إلى أخذ هرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone) أيضًا تجنبًا لبعض المخاطر، ويشار إلى أن أخذ الإستروجين بهذه الأشكال الصيدلانية يساعد على الوقاية من خسارة الكثافة العظمية.
- الإستروجين المهبلي: (بالإنجليزية: Vaginal estrogen)، يؤخذ مباشرةً عن طريق المهبل، ويتوفر على شكل كريمٍ مهبلي، أو حلقة مهبلية، أو أقراص مهبلية، ويتم إفراز الإستروجين بهذه الطريقة بكمّياتٍ قليلةٍ تمتصّها أنسجة المهبل؛ وذلك للمساعدة على التخفيف من جفاف المهبل، والتخفيف من الشعور بعدم الراحة المرافق للجماع، بالإضافة إلى التخفيف من بعض الأعراض البولية.
- مُضادات الاكتئاب: (بالإنجليزية: Antidepressants) قد تساعد بعض مضادات الاكتئاب التابعة لمجموعة مُثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors) واختصارًا SSRIs على تخفيف الهبّات الساخنة المرافقة لمرحلة سن اليأس، ويعتبر إعطاء مضادات الاكتئاب من هذه المجموعة للسيطرة على الهبات الساخنة مفيدًا للنساء اللواتي يتعذر عليهن أخذ الإستروجين لدواعٍ صحيّةٍ، أو للنساء اللواتي يحتجن مُضادات الاكتئاب لعلاج اضطرابات المزاج.
- غابابنتين: (بالإنجليزية: Gabapentin)؛ كدواء نيورونتين (بالإنجليزية: Neurontin)، وهو دواء يُستخدم لعلاج النوبات أو التشنجات (بالإنجليزية: Seizures)، لكن وجد أنه يساعد على تخفيف الهبّات الساخنة خاصّةً في حال وجود سببٍ طبي يتعذر فيه العلاج بالإستروجين، أو للنساء المُصابات بالشقيقة أو الصداع النصفي (بالإنجليزية: Migraine).
نصائح وإرشادات
قد تساعد النصائح والإرشادات الآتية المتعلقة بنمط الحياة على التخفيف من الأعراض المُرافقة لمرحلة ما قبل انقطاع الطمث والمساهمة في الحفاظ على الصحّة الجيّدة مع التقدّم بالعمر:[١][٨]
- تخفيف الشعور بعدم الراحة في منطقة المهبل: وذلك باستخدام المزلقات المائية المهبلية التي لا تحتاج وصفةً طبيةً لصرفها، إذ تساعد على ترطيب أنسجة المهبل، وتجنّب تلك المحتوية على الغليسرين فقد تسبب التهيج أو حرقان الجلد لدى النساء المُصابات بحساسيةٍ من الغليسرين، كما تساعد ممارسة العلاقة الزوجية باستمرارٍ على تخفيف الأعراض من خلال زيادة تدفّق الدّم إلى المهبل.
- تناول الطعام الصحّي: يعد النظام الغذائي الصحي مهمًا جدًا في هذه المرحلة بسبب زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام وأمراض القلب، ويكون ذلك باتباع نظامٍ غذائي قليل الدهون وغني بالألياف؛ كأن يكون غنيًا بالخضار، والفواكه، والحبوب الكاملة، وينصح أيضًا بتناول الطعام الغني بالكالسيوم، وتجدر استشارة الطبيب حول ضرورة أخذ فيتامينات أو مكمّلات الكالسيوم بالإضافة إلى فيتامين د الذي يُسرّع امتصاص الكالسيوم، وقد يُحدّد الطبيب الجرعة وعدد مرّات تناولها في حال دعت الحاجة لأخذها، كما يُنصح أيضًا بتجنّب شرب الكحول، والتخفيف من شرب السوائل المحتوية على الكافيين في حال كانت تحفّز حدوث الهبّات الساخنة.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام بالإضافة إلى النشاط البدني على منع زيادة الوزن، وتحسين المزاج والقدرة على النوم، كما تساعد على تقوية كثافة العظام، وتقليل خطر التعرّض لكسر الورك عند النساء الأكبر عُمرًا، وبالتالي فإنه يُنصح بممارسة الرياضة لمدّة نصف ساعةٍ أو أكثر معظم أيام الأسبوع، مع الإشارة إلى أنه لا ينصح بممارستها مباشرًة قبل النوم.
- أخذ قسطٍ كافٍ من النوم: بالحفاظ على أوقاتٍ ثابتةٍ للنوم، والتقليل من شرب السوائل المحتوية على الكافيين، وتجنب شرب الكحول لما قد يسببه من اضطراباتٍ في النوم.
- اتباع طرق تخفيف التوتّر النفسي: مثل: اليوغا، ورياضة التأمل؛ إذ تُحفّز هذه التمارين الشعور بالراحة والاسترخاء خاصّةً خلال مرحلة الانتقال لسن اليأس.
المراجع
- ^ أ ب Drugs.com (7-5-2019), “Perimenopause”، www.drugs.com, Retrieved 16-1-2021. Edited.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (7-5-2019), “Perimenopause”، www.mayoclinic.org, Retrieved 16-1-2021. Edited.
- ↑ Traci C. Johnson (14-6-2020), “Perimenopause”، www.webmd.com, Retrieved 16-1-2021. Edited.
- ↑ “Perimenopause”, www.nchmd.org,7-5-2019، Retrieved 18-1-2021. Edited.
- ↑ “Perimenopause”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 18-1-2021. Edited.
- ↑ “Perimenopause”, middlesexhealth.org,7-5-2019، Retrieved Jan.18.2021. Edited.
- ^ أ ب “Perimenopause”, www.stclair.org,7-5-2019، Retrieved 19-1-2021. Edited.
- ↑ “Perimenopause”, www.mayoclinic.org, Retrieved 23-1-2021. Edited.